عماد بيضون
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تكرَّس انهيار جهاز الدولة الليبي بعد غزو «الناتو» في عام 2011، محولاً مساحة البلاد إلى ثلاث نقاط نفوذ: حكومة طبرق المعترف بها دولياً في الشرق، وقوات «فجر ليبيا» ومعها بعض الفصائل المسلحة في غرب البلاد، فيما يبرز «داعش» كذراع فاشي أساسي على الأرض.
مع تفاقم الاستعصاء السعودي، سواء على المستوى الداخلي أو عبر تدخلها العسكري في اليمن، الذي باتت حتى الأوساط الخليجية تعترف، بطريقةٍ أو بأخرى، بأنه «توريط أمريكي» لها، من المرجح للسعودية أن تواجه نتائج متتالية لهذا التدخل في المدى المنظور.
بصدد فشله الاستراتيجي في المنطقة، يستهلك المركز الإمبريالي العالمي كل أوراقه الفاشية، ويدفع بقوة نحو تحقيق الحد الأدنى من مشروعه، مستنفراً أدواته هنا وهناك، ليثبت دعائم تفتيت «الشرق العظيم» من قزوين إلى المتوسط.
إن كان لقاء الرئيس الأمريكي السابق، فرانكلين روزفلت، مع الملك السعودي، عبد العزيز آل سعود، بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945، وما تلاه، قد أرسى نوعاً من العلاقة بين الطرفين، عكست في حينه حجم التقدم الأمريكي في العالم، فإن لقاء «كامب ديفيد» الأخير، قد ظهَّر عملياً التبدلات الحاصلة في تلك العلاقة، إثر التغيرات الجارية في الوزن الدولي للولايات المتحدة.
شكلت دول غرب أفريقيا، من السنغال إلى نيجيريا، مروراً بساحل العاج، نقطة تجارية عالمية هامة. ورغم أن هذه البلاد تختزن في داخلها ثروات طبيعية كبرى، إلا أنها من أفقر دول العالم، إذ يعيش بعضها، كالنيجر التي تضربها المجاعات، على المساعدات الخارجية بشكل شبه كامل..
جمعت العلاقات السابقة مع الغرب القوتان الكبيرتان في الشرق الأوسط، تركيا وإيران، وعادت هي ذاتها لتفرقهما. فقد تصاعدت العلاقات الثنائية بين البلدين إبان «حلف بغداد» والتحالف مع الغرب الاستعماري الذي جمعهما في حينه، إلى أن قامت «الثورة الإسلامية» في إيران التي قطعتها عن مرحلة التبعية السابقة للغرب.
بعد فشلها في توريط بعض الدول المشاركة في «عاصفة الحزم» للانزلاق نحو تدخل بري في اليمن، سحبت الولايات المتحدة ورقتها العسكرية من الحرب اليمنية، مبقيةً على أهدافها التي ستحاول فرضها سياسياً.
تتخذ أمريكا من المنطقة الممتدة من روسيا حتى جنوب المتوسط ساحة عمليات واحدة، باستراتيجية وتكتيكات مختلفة شكلاً ومتشابهة مضموناً. فما يحصل في ليبيا لإنشاء قاعدة ومركز انطلاق فاشي غير منفصل عن مفاوضات مينسك ولا عن الملف النووي الإيراني.
الحراك الشعبي الصاعد في أكثر من مكان في العالم ما هو إلا تعبير، بشكلٍ ما، عن تراجع وانهيار الآليات السابقة وسقوط الشكل القديم من المنظومة السياسية والاقتصادية العالمية.
حملت زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى مصر منتصف الأسبوع الماضي، تحريكاً لعددٍ من الاتفاقيات والتعاون المشترك بين البلدين. مما يفتح الباب أمام مصر لتحقيق خروج مأمول من تحت العباءة الأمريكية- الخليجية وقيودها الضاغطة.