اللعب بورقة «داعش».. فلسطينياً

اللعب بورقة «داعش».. فلسطينياً

بصدد فشله الاستراتيجي في المنطقة، يستهلك المركز الإمبريالي العالمي كل أوراقه الفاشية، ويدفع بقوة نحو تحقيق الحد الأدنى من مشروعه، مستنفراً أدواته هنا وهناك، ليثبت دعائم تفتيت «الشرق العظيم» من قزوين إلى المتوسط.

 

من «يهودية دولة» الكيان الصهيوني إلى تلميع صورة «داعش» والنفخ في قوتها، تبدو الصورة أكثر وضوحاً، ويبدو المشروع الغربي مدفوعاً بقوة صوب إنجاز ما يمكن إنجازه، قبل تكريس تمظهر الموازين الدولية الجديدة التي تميل لمصلحة «بريكس» وحلفائها.
فلسطين تحت أعين الفاشية
التطرف يخلق مثله، ويقوي المتطرفون بعضهم بعضاً، وبخاصة إذا كان التطرف مدفوعاً من مراكز عالمية مالية ضمن مشروع ورؤية. فالتطرف الصهيوني والحديث عن «يهودية» الكيان، والذهاب إلى الآخر في الاستيطان، وأخذ حقوق الفلسطينيين أصحاب الأرض، يأتي ليدعم موجة التطرف التي تجتاح المنطقة.
في هذا السياق، ليس نشاط «حزب التحرير»، الموجود في فلسطين وأكثر من مكان في العالم والمنطقة، إلا معادلاً مشابهاً ومتقارباً للتطرف الصهيوني، حيث يرفع الحزب علم «داعش» في فلسطين، ويخرج عن إطار المشروع الوطني الفلسطيني في تحرير أرض فلسطين كاملة، ويذهب، حسب منشوراته على موقعه الإلكتروني، إلى إنشاء «كيان متصل» ضمن مشروع «داعش» أو «دولة» لطائفة معينة.
زيارات للقدس.. وتفجيرات لغزة
بعد لقاء بعض زعماء الخليج بالرئيس الأمريكي في كامب ديفيد بأيام، عقدت منظمة الدول الإسلامية اجتماعاً في الكويت. وكان اللافت في خطاب إياد مدني، الأمين العام للمنظمة، هو دعوته لزيارة المسجد الأقصى، مبرراً ذلك بـ«كسر هيمنة الاحتلال، الرامية لعزل المدينة المقدسة عن عمقها الإسلامي والعربي»، ناسياً، أو متناسياً، أنه بحاجة لتأشيرة الكيان الصهيوني للدخول إلى القدس.
وقبل ذلك بأيام، زار وفد إسلامي تركي المسجد الأقصى، وألقى أحدهم خطبة الجمعة من المسجد، وسط ترحيبٍ من «حزب التحرير»، لحقه وفدٌ أردني، وقامت مجموعة من الحزب بطرده من منبر الجامع.
وفي موازاة ذلك، عينت الحكومة الصهيونية وزيراً جديداً، تحت اسم «وزير القدس». وهو ما يعدُّ قراراً سياسياً بامتياز، رفده خروج «مسيرة» صهيونية في القدس المحتلة تطالب بجعل القدس «عاصمة موحدة للصهاينة».
وفي قطاع غزة، تتوالى التفجيرات الإرهابية التي تتبناها قوى متطرفة معلنة عن نفسها في القطاع، وقريبة من حزب «التحرير» الذي يلقى عناية تركية خاصة، أما أهدافها فتتمثل بشباب وفصائل المقاومة الفلسطينية.
في المحصلة، الأكيد أن فلسطين ليست خارج إطار عملية الصراع في المنطقة، وهي جزء من مشاريع جديدة يحاول الغرب تطبيقها في المنطقة بدعم غربي ورجعي عربي، ما يزيد من ضرورة جمع القوى الشعبية والفصائل الفلسطينية في إطار مشروع سياسي ووطني فلسطيني، عماده الأساسي المقاومة وتحرير الأرض.