(توليد طرطوس) .. والاعتداء على الحياة
يشهد الواقع الصحي في محافظة طرطوس مؤخراً، جدالاًَ واسعاً لدى مختلف الأوساط مترافقاً مع العديد من التساؤلات عما لحق بالمرافق الصحية في المحافظة من عديد الإجراءات الترميمية والإصلاحية إداريا وإنشائياً.
يشهد الواقع الصحي في محافظة طرطوس مؤخراً، جدالاًَ واسعاً لدى مختلف الأوساط مترافقاً مع العديد من التساؤلات عما لحق بالمرافق الصحية في المحافظة من عديد الإجراءات الترميمية والإصلاحية إداريا وإنشائياً.
تتشابه المنشآت والمؤسسات العامة في كثير من همومها وشجونها والمشكلات التي تعاني منها، بدءاً من التخبط الإداري والخططي وغياب الاستراتيجيات، مروراً بالفساد والبيروقراطية، وانتهاء بخطر الخصخصة الذي بات إعصاراً مقيماً يعصف بين الحين الآخر بهذه المنشآت، ونسمع كل يوم بتقويضه لإحداها. وبهذا المعنى لا نضيف جديداً إذا قلنا إن الحديث عن المعاناة في مشفى التوليد بطرطوس قد يتقاطع في كثير من النواحي مع معاناة كل دوائر الصحة في البلاد، وربما كل المشافي العامة تقريباً، فمعظمها ينخر في عظامها الفساد والفوضى، وأول من تقع عين المرء عليهم في أرجائها هم المستفيدون ومتسلقو المناصب لاعتبارات شخصية، لا علمية، الذين في حمأة الدفاع عن مواقعهم، يمارسون كل ما بوسعهم من ضغط واستفزاز للكوادر النشيطة لإبقائها بعيدة عن مواقعها المناسبة لكفاءاتها التي كان يمكن أن تسخّر لخدمة البلاد..
تناولت «قاسيون» على مدار السنوات الفائتة، قضايا هامة تمس القطاع الصحي في العمق، وخاصة تلك التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة المواطن، سواء من حيث الخدمات الصحية التي تقدمها المشافي والمراكز التابعة لها، أو تلك التي تتعلق بعمليات استجرار الأدوية، وخاصة المستوردة للمصابين بالأمراض السارية، أو بعض القضايا التي تمس الفساد الإداري في هيكل وزارة الصحة، بدءاً برأس الهرم، أي الوزير، وانتهاء بأصغر موظف لا يقل شأناً عن الفاسد الكبير، باعتباره المفتاح الذي ينتهي إليه.
رفع العاملون في المشفى الوطني في المالكية من أطباء وفنيين وممرضات وغيرهم من العمال.. عريضة إلى الجهات المسؤولة في وزارة الصحة والاتحاد العام لنقابات العمال ومديرية الصحة في الحسكة وجهات أخرى، لإنقاذهم من إدارة المشفى التي تعمل بشكل متبجح، وتتجاهل القرارات الواردة من مديرية الصحة أو من هيئة الرقابة والتفتيش..
جاء القرار الصادر مؤخراً بتبرئة صحيفة قاسيون في الدعوى المرفوعة ضدها من مدير المشفى الوطني بحماة وجهات أخرى، والتي طالبوا فيها بمعاقبة الصحيفة والقيمين عليها، وتغريمهم بمبالغ طائلة، ليؤكد صوابية توجهات الصحيفة وموضوعيتها، وليؤازر انحيازها لقضايا الوطن ومصالح المواطنين وسلامة المؤسسات العامة إدارة وتوجهاً وأهدافاً.
نشرت قاسيون في عددها رقم (295) الصادر بتاريخ 3/3/2007 مقالاً عن مشفى البيروني بدمشق، حاول كاتبه فيه تسليط الضوء على بعض الجوانب السلبية المتعلقة بتأمين وسائط النقل للعاملين في المشفى، وحين قرأت إدارة المشفى هذا المقال، قامت مشكورة بإرسال الرد التوضيحي التالي:
وصلت إلى «قاسيون» الشكوى التالية من المواطن محمد حسين يقول فيها:
أحد المواطنين في ناحية الدرباسية روى لنا قصته مع الجهات الرسمية صاحبة العلاقة، بعد أن عض أحد الكلاب الشاردة زوجته، والتي تكشف عن مدى الاستهتار بقضايا المواطن: « تعرضت زوجتي إلى عضة كلب شارد قبل فترة، وعلى الفور بادرتُ لإسعافها إلى مشفى الحسكة، كما يتطلب الأمر، وفي مشفى الحسكة قالوا:
لاشكّ أن المشافي الحكومية كانت وماتزال الملجأ الرحيم والملاذ الأوحد للغالبية الساحقة من مرضى الشعب السوري الآخذين بالازدياد، وهي، رغم كل علاتها، تعد إحدى أبرز الإنجازات التي حققها الشعب السوري بعرقه وتضحياته، كما أنها من أهم العلامات المميزة التي تعكس ذهنية شعبنا ومجتمعنا، بوصفها عنواناً لمكارم أخلاقه ومستوى تحضره وتطوره وإنسانيته، بل وأكثر، فهي ظلت المثل والنموذج في المنطقة بأسرها على اعتبار أنها دون سواها، الاستشفاء فيها جيد ومجاني ومفتوح للسوريين وغير السوريين على السواء..
وصلنا من مشفى معبدة في محافظة الحسكة رد على مقال «مظاهر طبية من الجزيرة السورية» المنشور في جريدة قاسيون - العدد 371 تاريخ 6/9/2008، نورده كاملاً..