الكلاب تعضّ.. والمواطن هو الضحيّة
أحد المواطنين في ناحية الدرباسية روى لنا قصته مع الجهات الرسمية صاحبة العلاقة، بعد أن عض أحد الكلاب الشاردة زوجته، والتي تكشف عن مدى الاستهتار بقضايا المواطن: « تعرضت زوجتي إلى عضة كلب شارد قبل فترة، وعلى الفور بادرتُ لإسعافها إلى مشفى الحسكة، كما يتطلب الأمر، وفي مشفى الحسكة قالوا:
«لا توجد أدوية مخصصة لعلاج الكلََب، وأحالوني إلى مشفى ابن سينا في الشام، وذهبت إلى دمشق على وجه السرعة خوفاً من المضاعفات التي تؤدي إلى الموت، إذا لم يأخذ المصاب المضادات اللازمة. وصلت إلى مشفى ابن سينا الساعة السادسة صباحاً، وبعد أن أيقظت المناوب من النوم، قال: من أين أنت؟ قلت: من محافظة الحسكة، قال: «عد من حيث أتيت، لا تتوفر عندنا المضادات اللازمة لحالة زوجتك». بعد ذلك استطعت الوصول، بواسطة أولاد الحلال، إلى معاون وزير الصحة، الذي قال: «أخبر مدير المشفى كي يتصل معي». وفي اليوم التالي اتصل مدير المشفى بمعاون الوزير وقال له إن الأدوية اللازمة لمثل هذه الحالة غير متوفرة، قالوا لي: «دبر حالك من لبنان» وعند السؤال تبين إن ثمن الحقنة في لبنان حوالي 30000 ل.س. مع العلم إن كل مصاب يلزمه حد أدنى 5 حقنات، فعدت إلى القامشلي بعد أن فهمت إن الأدوية يمكن الحصول عليها من تركيا، وعند الاتصال مع المشافي التركية طلبوا مني تصريحاً بعدم توفر الأدوية عندنا، فرفض مشفى القامشلي إعطائي التصريح. وبعد جهود مريرة، ومحاولات كثيرة، استطعت الحصول على خمس حقنات، بالطرق الملتوية المعروفة طبعاً، وبسعر 15000 ل.س. للحقنة الواحدة.
الأسوأ من كل ذلك، أيها القارئ الكريم، أن بعض أبناء مدينة الدرباسية، راجعوا البلدية وطلبوا منها التخلص من الكلاب الشاردة، التي تهدد حياة المواطنين، وتصول وتجول في شوارع المدينة، فكان رد البلدية: «لا توجد لدينا طلقات». مع العلم أن قصة المواطن ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وسيبقى المواطنون تحت خطر تهديد الكلاب الشاردة، وخطر إهمال المسؤولين!!
■ الدرباسية: مراسل «قاسيون»