رحيل
وافت المنية الرفيقة القديمة نبيها سليم بولص يوم الجمعة في الثاني من أيلول بمدينة دير عطية.
إن أسرة تحرير قاسيون تتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى الرفيقين وليد ومفيد معماري بوفاة والدتهما وترجو للجميع دوام الصحة والعافية.
وافت المنية الرفيقة القديمة نبيها سليم بولص يوم الجمعة في الثاني من أيلول بمدينة دير عطية.
إن أسرة تحرير قاسيون تتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى الرفيقين وليد ومفيد معماري بوفاة والدتهما وترجو للجميع دوام الصحة والعافية.
من منا لايعرف تلك الموضوعة الرائعة والقائلة المعقول يتحول إلى واقع والواقع غير المعقول يتلاشى ويضمحل وينتهي، أو بعبارة أخرى فإن كل واقع كان إمكانية، ثم أصبح في طريقه كي يحل في الواقع إمكانية عقلانية تستند إلى مقوماتها ودعاماتها الموضوعية، لكن ما يرتبط بالحركة الاجتماعية يتطلب فعل الإنسان وإرادته وقدراته، وما يتعارض مع متطلبات الحركة الاجتماعية، يستند إلى الإرادوية ومبرراتها التي تفقد طابعها العقلاني ومقوماتها الموضوعية حيث تغطي المبررات حالة فقدت كل موضوعية وأصبحت مناقضة بصورة فاقعة لضرورات النضال الوطني والاجتماعي.
جاء إلى الحياة كالشهاب، ولكنه لم يختف، ذلك أن ضياءه مازال وسيبقى في قلوب محبيه، جاء للحياة ليغيرها لذا شارك في النضال مبكرا كي يصبح الوطن أكثر جمالا وكما عاش دائما بصمت وهدوء ، مات كمال مراد الصحفي الخمسيني الشاب في هدوء ،مات وهو نائم من دون أن يصرخ، بل ربما مات مبتسما بدأ حياته مناضلا طلابيا ثوريا استوعب النتاجات الثقافية لعصره من مختلف الآداب وعرف كيف يمزج ذلك في كتاباته بأسلوب أدبي ساخر .
ما إن هممت بالحديث عن – كمال مراد- الشيوعي المبدئي، وصاحب الموقف – محاولاً اختصار سيرة هذا الرفيق في مقال سريع ، بدلاً عن دمعة أذرفها ، وجدت أنني غير قادر على ذلك، لأنّ علاقتي بأبي مفيد – تعود إلى بداية تفرّغه في جريدة – نضال الشعب - منذ حوالي خمسة عشر عاماً ، حينما كان أحد كتّاب هذه الجريدة ،والتي كان يرأس تحريرهاالرفيق د. قدري جميل .
ماذا أحدث عنك بعد هذه السنوات... وماذا أتذكر.. المرحلة الثانوية وتفوقك خاصة في مادة الفلسفة التي طالما أثرت بمواضيعك ونقاشاتك إعجاب زملائك وأستاذ المادة؟ اتحاد الشباب الديمقراطي وعملك المتفاني والمثالي بين الشباب لتجعل منهم نموذجاً للمناضلين وبناة لهذا الوطن... عملك الحزبي الذي أصبح محور حياتك لبناء مجتمع العدالة والمساواة..
سلس أنت كماء الفرات، معطاء ككروم السويداء، خصبٌ كأرض بلادي، رائعٌ كطفل في خطوته الأولى وجميلٌ كجلنار رمان البوكمال، شامخٌ كنخيل دجلة والفرات كعنقود تمر يتدلى من أمه يلامس وجه الأرض.
لم يكن يوم الإثنين الواقع في 5/9/2005 يوماً عادياً في حياة « صحيفة قاسيون » وحياة الرفاق الشيوعيين وأصدقائهم في عموم الوطن.... كان يوماً خريفياً رمادياً سقطت فيه ورقة خضراء يانعة قبل اكتمال الحلم وارتحال الطيور المهاجرة...
فقد الشيوعيون السوريون رفيقاً عزيزاً، عمل في الخمسة عشر عاماً الأخيرة من عمره على رأس الصحافة الحزبية في نضال الشعب ومن ثم في قاسيون لقد كان الرفيق كمال مراد سكرتيراً لهيئة تحرير الصحيفة المركزية النصف شهرية ومخرجها الأساسي على مدى أكثر من مئتي عدد وصانع رئيسي للجريدة بحلتها الجديدة المعاصرة والمتطورة باستمرار منذ ذلك الحين.
توفي إثر حادث أليم في مدينة القامشلي الرفيق عصمت مهمدو داوود.
بداية، أود الاعتذار من القارئ الكريم على الطابع الأكاديمي للمادة الحالية، وما اضطرني لذلك هو ما كتبه رفيقي وصديقي كمال إبراهيم في العدد الماضي من «صحيفة قاسيون» العدد 272.
إذ طالعنا الرفيق كمال بمادة تحت عنوان «حول وحدة الشيوعيين السوريين» اتسمت بالعمق المعرفي لها وكثافتها ودقتها، دون أن يمنع ذلك برأينا من أن يصيبها الكثير من الخلل المعرفي والمفاهيمي، وحيث أننا اعتدنا في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين على الحوار الجاد، رأيتُ من الضرورة بمكان محاورة ما كتبه الرفيق كمال إبراهيم.