مزيد من التمنين على الحقوق
اعتاد المواطن السوري، بعد كل تصريح لأحد المسؤولين عن المبالغ التي تتكلّفها هذه المؤسسة أو تلك سنوياً، أن ينتظر قرارات تهدف إلى سد العجز في هذه المؤسسات، من جيبه وعلى حساب قوت عياله غالباً.
اعتاد المواطن السوري، بعد كل تصريح لأحد المسؤولين عن المبالغ التي تتكلّفها هذه المؤسسة أو تلك سنوياً، أن ينتظر قرارات تهدف إلى سد العجز في هذه المؤسسات، من جيبه وعلى حساب قوت عياله غالباً.
حكينا بالعدد السابق عن الخطة الجُهنمية يلي الحكومة اشتغلت وضيعت عليها وقتها الثمين «لأنو نتائجها كانت متل قلتها» وبصراحة ما بينوثق ولا بينشد الضهر بحكين.. لا كرمال يكافحو الغلاء المعيشي الفاحش ولا ليكافحو التجار يلي محطوطين بالواجهة.. لأنهن عم يتعبوا هل الشعب المنهك بالأساس من وراهن على مر الزمن...
سياسات الدعم، ومنذ اللحظة الأولى، كانت تعبيراً عن أنّ الأجور لا تكفي أصحابها للوصول إلى الحد الأدنى لمستوى المعيشة؛ ولذا كان لا بد من دعمها، سواء بتثبيت أسعار بعض السلع الأساسية كالمحروقات والكهرباء والخبز مثلاً، أو بغيرها من الطرق.
تتكرر المحاولات الرسمية العديدة لإعادة إحياء زراعة المحاصيل الاستراتيجية من «قمح- قطن- شوندر سكري»، والتي تشكل داعمة اقتصادية للوطن والمواطن، ولكن تلك المحاولات، كما أظهرتها التجارب المتكررة والفاشلة عبر السنوات المتعاقبة، تبقى حبيسة أسوار السياسات الليبرالية المجهضة والقاتلة لأية عملية تطور باتجاه دعم الوطن والمواطن.
صرّح مدير مؤسسة الأعلاف عبد الكريم شباط، اليوم الخميس 26 آب، بأنه تم افتتاح دورة علفية جديدة للدواجن بمعدل 1 كغ لكل طير لمدة شهرين، وأنه بهذه الدورة تم توزيع 40% من الكمية التي يحتاجها الطير، أما الكمية المتبقية فيجب على المربي تأمينها من الأسواق.
لا يزال الشعب السوري يتلقى الضربات تلو الأخرى في وضعه المعيشي ، ومازالت الأزمات تتوالى من الغذاء إلى الوقود إلى السكن إلى التعليم إلى المواصلات، وهي لاشك ضغوطات خانقة تنعكس على الناس سلباً وتودي بحالتهم الصحية بالنتيجة نحو الأمراض والمشكلات التي تأكل من أعمارهم، ولكن السياسات الليبرالية المتبعة في البلاد سوف تجهز على آخر قطرة حياة عند المواطن وستسلبه ما تبقى من صحته، على مرأى ومسمع من وزارة الصحة والمعنيين وهذا ما نرى طلائعه تلوح أمامنا من تصريحات المعنيين مؤخراً حول أسعار الأدوية التي ترتفع يوماً بعد يوم.
بعد كل الإجراءات التي طالت المواد التموينية المدعومة (سكر- رز- شاي) خلال الأشهر الماضية، ها هي السورية للتجارة تحجب مادة الشاي عن بعض المواطنين!.
ازدحام... تدافع وانتظار طويل.. مشهد بات مكرراً، فيستطيع المواطن السوري أن يرصد أثناء ذهابه لعمله الطوابير الصباحية أمام الأفران، وأثناء عودته من العمل مساءاً المشهد ذاته مكرر، المنتظرون أمام كوة معتمد الخبز بالجملة، ومهما تعددت أساليب التوزيع، فالنتيجة واحدة، ازدحام وانتظار غالباً ما يتلوه تعذر الحصول على مخصصات الخبز والمبرر نقص بكميات الخبز لأسباب حفظناها جميعاً.
أصبح همّ المسؤولين مؤخراً «ابتكار» حلول للأزمات، المفتعلة والمستعصية، وليس ذلك فقط، بل وفق «أعلى عدالة اجتماعية» بين المواطنين تحت عنوان «الدّعم لمستحقيه»، وذلك عبر جملة من القرارات، ميزتها أنها تحتوي على تغذية راجعة لتصحيح الأخطاء، وتحقيق العدالة التي يزعمون، ولكنها بالعمق تخدم مصالح شبكات الفساد والسوق السوداء أكثر فأكثر.
عندما يرد رقم 3500 مليار ليرة في الموازنة، فإننا نتحدث عن نسبة 40% من مجمل الإنفاق الحكومي لعام 2021، إنّها أهم كتلة إنفاق في الموازنة، وهو أمر طبيعي لأنه يعكس وزن قطاع الطاقة وتأمين لقمة الخبز الأساسية على الأقل، أي: إنّه المبلغ المعبّر عن استمرار تأمين أساسيات الحياة... والتخبّط في التعامل مع الدّعم وإعادة التفكير به ومحاولة تقليصه، هو جزء أساسي من أزمة تضاؤل سبل استمرار الحياة داخل البلاد.