الدعم والتدخل الإيجابي 2
دعاء دادو دعاء دادو

الدعم والتدخل الإيجابي 2

حكينا بالعدد السابق عن الخطة الجُهنمية يلي الحكومة اشتغلت وضيعت عليها وقتها الثمين «لأنو نتائجها كانت متل قلتها» وبصراحة ما بينوثق ولا بينشد الضهر بحكين.. لا كرمال يكافحو الغلاء المعيشي الفاحش ولا ليكافحو التجار يلي محطوطين بالواجهة.. لأنهن عم يتعبوا هل الشعب المنهك بالأساس من وراهن على مر الزمن...

ومتل ما قلنا هل الخطة الجُهنمية كانت عبارة عن تزاوج آليات الذكاء مع آليات التدخل الإيجابي ع أساس يمنعوا التجار عن سرقة ونهب الشعب... بس النتيجة كانت استمرار سرقة الشعب بشكل مباشر وغير مباشر عن طريق هل التدخل وغيرو...
ورغم أنو معرفة الشعب للنوايا الخفية والممارسات الواضحة صارت معروفة، ما تغير شي أبداً..
فالتدخل الإيجابي يلي انعمل ع المواد المدعومة والمقننة سابقاً ما كان بيبشر بالخير لدى عامة الشعب... خصوصاً إنو الكل تحول للطبقة الفقيرة اللي انفرض عليها تقنن باستهلاك أساسياتها «طبعاً ما عدا الناهبين وذويهم» بفضل التدخل الإيجابي شكلياً والـ «سلبي» فعلياً ونتائجو يلي سحقت وطحنت هل الشعب أكتر من الأول ورافقو إذلال وبهدلة كمان.. يعني ع مبدأ إذا بتحصل ع فقر وشحتفة بحياتك منقدملك معهن ذل وإهانة مجاناً...
ويا مواطن إذا كنت قدران لهلق تجيب أي شي بخليك تضلك عايش- انطور علينا شوي ونحن رح نخترعلك شغلات مو سمعان فيها لا أنت ولا أي حدا بهل العالم- كرمال تبطل عايش وتموت بسرعة... وهاد يلي فعلاً عم يلمسه المُفقر ع أرض الواقع...
الجديد بالموضوع أنو مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة بدمشق كشف بتاريخ 8 كانون الأول «عن التعاقد مع أحد معامل الألبان والأجبان المرخصة بدمشق، لاستجرار إنتاجه وعرضه بأسعار تقل عن السوق بنسب جيدة»... وضاف لكلامه «أن نسبة التدخل الإيجابي في أسعار الألبان والأجبان قد تصل إلى 1500 ليرة سورية كفارق عن السوق، خاصة بالنسبة للأجبان بأنواعها»...
ما ح نحسب شو ممكن تكون نتائج هال تدخل الجديد ع الأسعار بالسوق.. بس شفنا كيف كانت مثلاً ع أسعار السكر والزيت النباتي..
فعلياً هل التقنين ع الأساسيات واتباع الطرق الذكية وغير الذكية فيه مع كل إجراءات التدخل «الإيجابي» تحول للتخلي الرسمي عن فئة كبيرة كتير من الشعب.. ومعدلات الاستهلاك اللي عم تنخفض يوم بعد يوم أكبر دليل..
رئيس جمعية الألبان والأجبان أكد هل الشي وقت صرح بتاريخ 8 كانون الأول أنو «انخفض استهلاك اللبنة والجبنة خلال العشرة أيام الأخيرة من 200 طن يومياً في دمشق إلى 150 طناً، كما أن كميات الاستهلاك انخفضت من الكيلو غرامات إلى الأوقية كما يحصل مع اللحوم»..
يعني فيكم تقولو أنو مفقرين دمشق لحالهم انخفض استهلاكهم من الألبان والأجبان خلال 10 أيام بس بكمية 50 طن باليوم.. فكيف حجم الانخفاض من أول السنة لهلأ مثلاً.. وكيف ح يصير بعد فترة ع كل مفقرين البلد.. طالما استمر الوضع ع ما هو عليه من الإفقار والتجويع المنظم والمبرمج..
بدايةً، فينا نقول أنو انخفضت كمية الاستهلاك من الكيلو للوقيات ع كل شي بسبب انخفاض الأجور وانعدامها بحسب أسعار السوق عملياً.. وتاني شي بسبب عدم وجود الاختراع يلي اسمو كهربا..
فلذلك العالم يلي كانت قدرانة تجيب شي من الألبان والأجبان فعم تجيب ع قدها كرمال ما ينكبوا بالزبالة لأنو ما عاد فيها تعوض عنها..
وما حدا يفكر إنو في حدا من هل الشعب اتدايق لأنو فطس من الشوب والبرد!!!! لا أبداً، الكل «مقدر» جهود وزارة الكهربا ومقدرين كمان «الاعتذارات» الخُلبية يلي عم تتقدم للمواطن بسبب تدويبوا بالشوب أو تمويتو بالبرد، ولأنهن بيترجوا من المواطن التحمّل- فهل المواطن عم يتحمل!!!
أما بالنسبة للحوم فما كان انخفاض الكميات من الكيلو للوقية!! يلي صار هو التخلي الكامل والكلي عن كلشي بيرفع الكوليسترول وبيسبب البدانة...
طبعاً هاد الحكي ما بينطبق إلا ع الفئة المسحوقة والمطحونة... أما هدوليك شفاطات المصاري وعيلهن- فمع كامل الحسيدة وديقة العين عليهون- نيالون لأنهن عم ياكلو ع كل ضرس لون... والتضخم عندن صار تضخمين «أموال وأحجام»...
وعم ينحكى كمان عن الـ «بدء طرح كيلو البطاطا (قلع جديد) ضمن صالات المؤسسة ومنافذ بيعها بسعر 1500 ليرة سورية، أي بسعر أقل من سعر الجملة بـ 300 ليرة، مؤكدين استمرار التدخل الإيجابي في المادة لتخفيض سعرها ضمن الأسواق»...
يعني الحبل ع الجرار... وبفضل تدخلن الإيجابي رح يتغير رقم انخفاض الاستهلاك للمواد الغذائية للأدنى... والفقر رح يزيد والجوع رح تزيد أرقامه ويمكن ما يكون خلال عشر أيام- يمكن يكون خلال يومين- تلاتة بس!!!
لأن التدخل الإيجابي عم يخلي أسعار السلع ترتفع بالزايد كتير خارج المؤسسات... والأسعار يلي عم تنحط للدعم والتدخل أبداً ما عم تتوافق مع الأجور يلي عم يحصل عليها المواطن أبو الـ 80 ألف...
بكل بساطة واختصار لك عيني.. التدخل الإيجابي والدعم يلي بيحتاجه المواطن حتى يطلع من تحت خط الفقر وتنخفض معدلات الجوع عندو هو التخفيض بالأسعار من دون أي تدخل لا إيجابي ولا سلبي.. وطبعاً مع زيادة بالرواتب لتتناسب فعلاً ومضموناً مع معيشة الأسرة ككل من غذاء وتعليم ولباس وطبابة ومواصلات والذي منو... والأهم من هاد كلو سحق كُلي وشامل لكل حوت من هل الحيتان الكبار ورفع اليد الخفية الداعمة إلهن وطحنن بنفس الطريقة يلي طحنوا فيها شعب كامل..
وكل هاد لازم يصير قبل ما ينفجر البالون يلي صرلوا عشر سنين عم ينتفخ عند هالشعب المطحون... فهمتو عليي؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1048
آخر تعديل على الأحد, 26 كانون1/ديسمبر 2021 00:30