إطلاق الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير
من أمام قلعة دمشق، وفي الظل الطويل لتمثال صلاح الدين الأيوبي، أعلنت الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير انطلاقتها.. وجاء هذا الإعلان بحضور قرابة الخمسمائة من الشيوعيين والسوريين القوميين وأصدقائهم..
من أمام قلعة دمشق، وفي الظل الطويل لتمثال صلاح الدين الأيوبي، أعلنت الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير انطلاقتها.. وجاء هذا الإعلان بحضور قرابة الخمسمائة من الشيوعيين والسوريين القوميين وأصدقائهم..
بين عشية العاشر من أيلول تاريخ الإعلان عن الاتفاق الروسي الأمريكي وجلسة مجلس الأمن الخاصة بسورية بتاريخ الحادي والعشرين منه برزت أسئلة كبرى بالعمق وتبدو مبهمة حول دلالات العبث الأمريكي بارتباطها بالأزمة السورية..!
تتضاعف البسطات اليوم فارشة الأرصفة السورية.. ووتتضاعف معها أعداد روادها ومستهلكيها، وتقل كثيراً الحركة القليلة أصلاً لزوار الأسواق الكبرى بوكالاتها ومولاتها ومحالها الصغرى.. تتعطل في حركة واسعة نسبياً قطاعات بكاملها فاتحة على تعطيلات واسعة أخرى.. يتذمر التجار والصناعيون والمستهلكون.. وكذلك أصحاب الودائع الكبرى، المستثمرون، ورواد المصارف..
الكل يرى الشلل ويعرف العلل، على الرغم من المحاولات لطمس معالم التدهور، إلا أن سير الأمور الحالي يوضح معالم الانكماش الاقتصادي الواسع، المترافق مع تضخم كبير في الأسعار، وتدهور قيمة الليرة السورية كمؤشر لهذا وذاك. تأتي ضرورة البحث في المؤشرات من مدى عمق تعلقها بمآل الحراك السياسي في سورية ودور الوضع الاقتصادي المفصلي في تكون التحالفات والاصطفافات.
المتتبع لجملة المواقف من، وردود الأفعال على، ما عرف بـ«الاتفاق الروسي- الأمريكي حول سورية» منذ الإعلان عنه، ومن ثم دخول «نظام وقف الأعمال العدائية» حيز التطبيق، يلحظ أن أحداً من الأطراف الدولية أو الإقليمية أو المحلية، باستثناء حفنة من الجماعات المسلحة، لم يتجرأ على الرفض العلني، وهو ما يعكس تثبيت الميل الدولي- تحت الضغط الروسي المستمر- لحلحلة القضايا الميدانية السورية العالقة، باتجاه حلحلة مسار الحل السياسي للأزمة السورية.
أجرت إذاعة «سبوتنيك» الروسية، مساء الأحد 11/9/2016، حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، ورئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، قدري جميل، تناولت فيه أهم المستجدات السياسية على الساحة السورية بعد إعلان الاتفاق الروسي- الأمريكي المشترك حول سورية.
أجرت إذاعة «ميلوديFM» يوم الأحد 11/9/2016، حواراً حول آخر المستجدات على الساحة السورية، ولاسيما بعد الاتفاق الروسي الأمريكي حول الملف السوري، مع أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو قيادة جبهة «التغيير والتحرير»، علاء عرفات.
مع خروج وزيري الخارجية الروسي والأمريكي، بمشاركة إضافية من المبعوث الدولي إلى سورية، إلى المؤتمر الصحفي، الذي أعقب ساعات طويلة من الاجتماعات الثنائية والثلاثية في جنيف، يوم الجمعة 9 أيلول الجاري، يمكن القول أن الأزمة السورية دخلت طوراً جديداً من الصراع، ضمن إحداثيات تثبت الدفع باتجاه الحل السياسي لها قدماً، وتفتح أمامه باباً جدياً للتبلور، على أساس القرار الدولي 2254، دون أن يعني ذلك عدم وجود صعوبات وعراقيل ستعترض هذا المخاض العسير، ولكنه الأخير على الأرجح.
الأزمة السورية المتفجرة منذ آذار 2011 هي بمعنى ما، مرحلة انتقالية بين موت القديم وولادة الجديد، قديم مستنفذ وجديد غير متبلور.
مع استكمال دخول العالم برمته مراحله الانعطافية، لجهة تثبيت ومواصلة ترجمة موازان القوى الدولية الجديدة، في غير مصلحة المراكز الامبريالية الغربية، ولاسيما في واشنطن، يظهر واضحاً أن عملية الانزياح التدريجي هذه بحد ذاتها لا تسمح بالفوز بالضربات القاضية وإنما بالنقاط، تماماً كما هي الحال مثلاً مع ثبوت استحالة تحقيق شعاري «الحسم والإسقاط» في سورية كانعكاس لمفهوم الضربات القاضية.
على الرغم من التسويف الشامل في التصريحات الصحفية لوزير الخارجية الأمريكي حول مختلف القضايا الخاصة بالأزمة السورية التي تناولها اجتماعه الماراثوني في جنيف مع نظيره الروسي يوم الجمعة 26 الجاري، إلا أن «الدخان الأبيض» حول قطع خطوات إلى الأمام في هذه المسائل كان يظهر في الحديث الواضح حول القضايا ذاتها من سيرغي لافروف، والذي جاء ضاغطاً على الطرف الأمريكي بوضوح.