حوج: «واشنطن عاجزة عملياً عن إيقاف خيار الحل السياسي»

حوج: «واشنطن عاجزة عملياً عن إيقاف خيار الحل السياسي»

التقت قناة الميادين مساء الأربعاء 28 أيلول 2016 بالرفيق عصام حوج، أمين حزب الإرادة الشعبية، رئيس تحرير صحيفة «قاسيون» واستطلعت رأيه بخصوص تلويح الخارجية الأمريكية بالانسحاب من الاتفاق مع موسكو حول تثبيت الهدنة في سورية، وبخصوص دلالات بعض التصريحات التي وردت في المؤتمر الصحفي الأخير للرفيق قدري جميل في موسكو.

حول تصريح الخارجية الأمريكية ومعانيه في سياق التجاذب الأمريكي الروسي في الآونة الأخيرة، حول الاتفاق المذكور أكد حوج أن: «هذا التصريح يأتي في سياق المحاولات الأمريكية لتصعيد الوضع وتوتيره للتغطية على ما لم تنفذه من اتفاق الهدنة، اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي وقعته مع روسيا الاتحادية. تطلق الدبلوماسية الأمريكية هذه التصريحات بهدف توتير الأجواء، وبهدف المزيد من الضغط، وعلى ما يبدو هناك محاولات لتعديل الاتفاق، بعد أن استطاع الضغط الروسي فرض هذا الاتفاق على الولايات المتحدة الأمريكية. هناك محاولات أمريكية ومحاولات من البعض في الإدارة الأمريكية، وتحديداً تيار قوى الحرب، والتيار الفاشي لممارسة هذه الضغوط، ولتعدل الاتفاق باتجاه آخر».

وحول بأي اتجاه تريد واشنطن التعديل، قال حوج: «ربما تريد واشنطن أن لا يحدث ذلك الفرز المطلوب بين الجماعات المسلحة، وتحاول أن تعوم جبهة النصرة أو البعض من جبهة النصرة، حيث نص الاتفاق على ضرورة فرز الجماعات الإرهابية عن التيارات المعتدلة. وواشنطن على ما يبدو تريد أن تعوم بعض القوى للحفاظ على دور لاحق خلال العملية السياسية القادمة بلا شك».

وعن ماهية البدائل السياسية والميدانية أمام الأزمة السورية في حال قامت واشنطن عملياً بتعليق الاتفاق، أجاب حوج: «أعتقد أن تطورات السنوات الأخيرة تؤكد على أن واشنطن عاجزة عملياً عن إيقاف خيار الحل السياسي. واشنطن منذ سنوات تحاول أن تعرقل هذا الحل وكل مرة تمانع ذلك تضطر إلى التراجع إلى أن تم صدور القرار الدولي 2254، وإلى أن تم توقيع اتفاق الهدنة مع روسيا. دائماً واشنطن والدبلوماسية الأمريكية ووسائل الإعلام الغربية وقوى الحرب عموماً تحاول أن ترفع سقف خطابها. ولكن السياق العام والنتيجة العملية لهذا التصعيد كانت دائماً المزيد من التراجع، لأن الطرف الروسي هو الطرف الصاعد في التوازن الدولي اليوم، وهو يستطيع أن يفرض خياراته. وخياراته هي تحديداً الحل السياسي، وترك السوريين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم».

وفي الشق الثاني من الحوار حول ما المعلومات والمعطيات التي دفعت د.قدري جميل ليقول في مؤتمره الصحفي في موسكو في اليوم السابق أن وفد الرياض يتحول تدريجياً ليكون الذراع السياسي لجبهة النصرة، قال حوج: «معيار الموقف من أية قوة اليوم، هو موقف هذه الجهة أو تلك من الحل السياسي في البلاد. القوى التي رفضت الحل السياسي ورفضت الهدنة هي تحديداً  النصرة والجماعات الإرهابية وداعش وغيرها. وإن أية قوة تصبح اليوم معرقلة لعملية الحل السياسي عملياً تصب جهودها في خدمة هذه الجماعات التكفيرية. وبالتالي موضوعياً، هذه القوى تصنف نفسها أنها بالمعنى السياسي تدعم الإرهاب، أو تقف إلى جانبه. وتحديداً الهيئة العليا إذا استمرت بهذا الموقف من العرقلة، وبالتالي استمرار الكارثة الإنسانية الحالية، فهي تصبح بالمعنى العملي أداة سياسية للنصرة وغيرها».