محرقة التفتيت يمكن النجاة منها
أسلوبان اعتمدهما الاستعمار إزاء منطقتنا هما الاخضاع بالحرب والغزو، وتفتيت المنطقة إلى كيانات. غير أن الحرب بحكم التجربة الحالية هى خيار عالي التكلفة، وهو ما أكدته الحرب على العراق وأفغانستان، كما أكده عدوان 2006 على لبنان حيث تمت عملية تأديب غير مسبوقة للعصابات الصهيونية داخل تحصيناتها في عمق فلسطين المحتلة (للمرة الأولى في تاريخها)، وزلزلت الاعتقاد الصهيوني بأبدية استمرار وجوده وحلمه في التوسع، وتوقف مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتعزز الأمر بصمود المقاومة الفلسطينية في غزة في وجه العدوان الصهيوني الذي فشل في فرض الاستسلام. وهو ما أرغم العدو على التراجع أو على الأقل إبطاء الاستمرار في خيار الحرب في حين تحول إلى خيار تقسيم وتفتيت المنطقة لأنه الأقل كلفة، ولأنه يعتمد لحد كبير على عملاء محليين.