القاهرة تحتفي بالثقافة النوبية في دول حوض النيل
تمثل الثقافة النوبية جزءاً من حضارة وادي النيل وجسراً مهماً للاتصال بدول حوض النيل، ويأتي المهرجان النوبي المصري الافريقي الثاني لتأكيد الهوية والثقافة للشعوب الأصيلة باعتبارها حضارة من أقدم الحضارات الإنسانية. وفي عرس فني وبرعاية مصرية فعاليات المهرجان النوبي المصري الافريقي في دورته الثانية بمسرح الهناجر والتي تستمر حتى 9 مارس/آذار الجاري بمشاركة 6 دول أفريقية مع أبناء النوبة وهي: السودان، أريتريا، الكونغوالديمقراطية، جزر القمر، نيجيريا.
وتضمنت فعاليات المهرجان افتتاح معرض للفنون التشكيلية النوبية والأفريقية بقاعة صلاح طاهر بالأوبرا ويضم أكثر من 70 عملاً فنياً ما بين الرسم والتصوير الزيتي والنحت لأكثر من 36 فناناً يجمع بين أكثر من اتجاه في الفن التشكيلي، ويجمعهم الاستلهام من فنون النوبة والفنون الافريقية، بالإضافة لافتتاح معرض للأعمال اليدوية والمنتجات البيئية التي تجمع فنون التراث النوبي والافريقي منها فن الحلي والأزياء النوبية، إلى جانب افتتاح أجنحة الكتب والأفلام التسجيلية والخرائط والصور الفوتوغرافية لدول حوض النيل ووزارات السياحة والآثار والري والزراعة والهيئة العامة للاستعلامات.
أعقب ذلك تقديم فقرات فنية لبعض الفرق الفنية الشعبية.
وتتميز مصر بوجود مفردات ثقافية وفنية ومعمارية وتاريخية متنوعة، وتعتبر ثقافة النوبه بتراثها وعمارتها وعادتها وتقاليدها وفلكلورها وأزيائها أحد أهم الدعائم الأساسية للدولة الغنية بالمعرفة والثقافة والعمارة والفن، كذلك تؤكد مياه النيل عمق العلاقات التاريخية والانسانية والحضارية بين مصر ودول حوض النيل، فمستقبل مصر مرتبط أولاً بنهوضها الزراعي، والنيل هوالمصدر الاساسي للحياة، والزراعة أحد الروافد الأساسية لسكان حوض النيل.
إن رموز الفن هم ضمير الوطن ثقافياً وفنياً، فالمصري القديم وكل دول حوض النيل عرفت التماثيل منذ فجر التاريخ، وهي جزء من ثقافة وهوية المنطقة المتراكمة عبر آلاف السنين، وستظل هذه الرموز تمثل جزءاً من ذاكرة البلاد والناس الذين وضعوا بصمات فكرية وثقافية وعلمية، أكسبت مصر وكل دول حوض النيل هذه القوة.