خلدون العزام خلدون العزام

تناقضات في إزرع بين ما يحدث وما يجب أن يكون

البلدة القديمة في مدينة إزرع والتي يوجد قسم كبير منها مصنف أثرياً، لا يسمح لأصحابها بترميمها أو العمل على تحسينها لتصبح صالحة للسكن وتحافظ على رونقها التاريخي، في حين أن المجلس البلدي قام بوضع شوارع جديدة في المخطط التنظيمي تشق هذه البلدة بكل الاتجاهات، بحيث يضيع الجزء الأكبر من المنازل الأثرية ويضيع معها نتاج حضاري يعود إلى آلاف السنين، لذلك يجب إعادة النظر بالمخطط التنظيمي للبلدة القديمة، وتخديمها بالشكل المناسب، والسماح لأصحاب المنازل بترميم منازلهم ضمن ضوابط محكمة تحافظ على القيمة الأثرية للمنازل والقيمة الحضارية للبلدة ككل.

يقوم عمال النظافة بتنظيف دوري للشارع الرئيس الممتد من إزرع المحطة وصولاً إلى ساحة السير في إزرع البلد، ولا يتبقى للوصول إلى المواقع الأثرية الهامة (كنيسة مار جوارجيوس، الجامع العمري، كنيسة مار الياس) سوى 300 متراً تبقى دون تنظيف، وتتناثر فيها القمامة في كل مكان، علماً أن هذه المنطقة يزورها العشرات من السياح يومياً، وأحياناً المئات، وتعتبر مرآة البلدة لكل من يزورها، وهي تحتاج إلى عامل لتنظيفها يومياً.

شارع السبيل الموجود فقط على أوراق المخطط التنظيمي، والذي يطالب به أهالي مدينة إزرع منذ سنوات عديدة، لأهميته في تخديم المنطقة التي يمر بها، ولا يعيق تنفيذه سوى عقار واحد غير مستملك للبلدية، أما باقي الطريق فهو سهل التنفيذ. أهالي المنطقة يطالبون بالإسراع بتنفيذه لأنه يحل عدة مشاكل تؤرقهم، ومنها:

1ـ إن تنفيذه يؤمن وصولاً آمناً للأطفال إلى المدارس، ويختصر عليهم السير مئات الأمتار في الشوارع المزدحمة، وفي حال وجود معضلة كبيرة نجهلها تحول دون تنفيذه فإن تنفيذ جزء منه لا يتجاوز الـ50 متراً تريح الأطفال من الالتفاف 400 متراً على الأقل للوصول إلى المدرسة. إن سلامة الأطفال أولوية مهمة وعلى المعنين بالأمر العمل على تأمين وصول سهل وأمن للأطفال إلى المدارس.

2ـ إن تنفيذ الشارع سيلزم البلدية بتنفيذ مشروع كان يجب أن تقوم به منذ زمن طويل، وهو تخديم الحي السكني الموجود من الجهة الشرقية من الشارع بالصرف الصحي، لأن هذا الحي غير مخدم بالصرف الصحي حتى الآن، ويتخلصون من المياه المالحة من خلال بئر قديم موجود في الحي، وهذه المياه الواصلة إلى البئر بالتأكيد تصل إلى المياه الجوفية وتلوثها، وبالتالي قد تسبب حرمان البلد من المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى الروائح الكريهة الصادرة من البئر والحشرات التي تتكاثر فيه بشكل يزعج الحي بأكمله صيفاً وشتاءً.

إن دراسة جدية لما ورد لا يتطلب من المعنيين بالأمر سوى إعادة النظر وبذل القليل من الجهد للحفاظ على وجه حضاري عمره آلاف السنين تحمله جدران البلدة القديمة التي تتهاوى يوماً بعد يوم، وللحفاظ على سلامة الأطفال وتأمين مياه نظيفة تحمي صحتهم وتصون مستقبل عيشهم.

آخر تعديل على السبت, 18 حزيران/يونيو 2016 14:45