الثورات الشعبية فوق الشبهات
ما يجري في الشارع العربي كبير وعميق، الحرية تتكلم، والكرامة الإنسانية تتألق، والديمقراطية تثبت بصمتها بالقتل والدم والاعتقال لقطع هوية الإصلاح والتغيير.
ما يجري في الشارع العربي كبير وعميق، الحرية تتكلم، والكرامة الإنسانية تتألق، والديمقراطية تثبت بصمتها بالقتل والدم والاعتقال لقطع هوية الإصلاح والتغيير.
بدأت الأزمة السورية تظهر مع بدء الحراك الشعبي المنتفض في الخامس عشر من آذار، في حين يؤكد البعض أنها بدأت قبل ذلك بأسابيع، لكن الحقيقة - بظني - أن هذه الأزمة كانت قد انطلقت منذ سنين طويلة، والأسباب كثيرة!
لم يعد الشأن السياسي بعيداً عن «عاديّات» الحياة اليومية للناس في دمشق، فالحديث الذي يبدأ عند البقال لا ينتهي بعبارة «خليها علينا» التي قد يقولها الحلاق بصدق هذه الأيام، وكل ذلك لأن الحراك يملأ الهواء بزخمه المتصاعد في معظم أحياء العاصمة، بما فيها تلك التي لم تشهد بعد بعينها معنى الحراك.
نشر في موقع «ولاتي» بيان باسم «تنسيقيات لجان الوحدة الوطنية في الجزيرة»، وحسب النص المنشور فإن «تنسيقيات شباب اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين» هي إحدى الجهات الموقعة على هذا البيان، وفي هذا الإطار يهمنا توضيح التالي:
أظهرت الأحداث الجارية عمق الأزمة التي يعيشها شعبنا ووطننا، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وهذا يعترف به الجميع، سواء الذين يرون في الحراك الشعبي السلمي أنه الضمانة لتحقيق الإصلاحات الجذرية والشاملة، وبالتالي لابد من حمايته والمحافظة عليه وتخليصه من الشوائب العالقة به، والطريق إلى ذلك هو بتحقيق مطالبه المشروعة السياسية والاقتصادية - الاجتماعية، أو الرافضين لهذا الحراك جملة وتفصيلاً، واعتباره نشازاً يعكر صفو مسيرة الإصلاح، وبالتالي لابد من مواجهته والتصدي له بشتى الوسائل والطرق، أو الواقفين في الوسط بين الموقفين، الذين يقرون بشرعية المطالب، ولا يوافقون على طريقة التعبير عن تلك المطالب المشروعة (أي التظاهر بالشارع).
منذ انطلاقة الحركة الشعبية في المغرب في 20 شباط الماضي تواصل السلطات المغربية تضييق الخناق على نشطاء الحركة النقابية في صفوف النقابات العمالية والطلاب والمعلمين والأطباء الذين يخوضون نضالات يومية من أجل حقوقهم الديمقراطية والمطلبية، حيث جاء في بيان أصدرته اللجنة المحلية للتضامن مع المعتقلين في مراكش في وقت سابق:
ثمة أسئلة مستقاة من المحاكمات المنطقية والتجارب التاريخية تطرح نفسها على المشهد السوري بقوة مع قرب إنهاء الاحتجاجات والاضطرابات في سورية شهرها الخامس:
سقط رهان الكثيرين ممن راقبوا وحللوا، تارة، بالعقل السياسي، وأحياناً، بالمتابعة الأمنية (وغالباً، باندماجهما سويةً) على تحلل وموت الحراك الشبابي الفلسطيني الذي انطلقت موجته الأولى في نهاية أيلول، وأوائل تشرين الأول لعام 2015.
قام أهالي بلدة قدسيا بالتجمع في الساحة الرئيسية فيها، وذلك ظهيرة يوم الجمعة الواقع في 30/9/2016، احتجاجاً على استمرار العنف، ومن أجل وضع حد للحرب القائمة والتصعيد الميداني.
كما يحدث أثناء الاضطرابات الطبيعية، وتتخلخل عناصر الطبيعة، من أرض ومياه وغلاف جوي، في ظروف الاضطراب السياسي أيضاً، يموج الحقل الاجتماعي، وتتصدع البنى القائمة، السياسية والاقتصادية، والثقافية، وتنهار، ويتقيأ القاع الاجتماعي كل ما تراكم في فترات السكون المقنّع، أو ما يطلق عليه مراحل الركود السياسي، ولعل أسرع نتائج الزلازل الاجتماعية تظهر عادة في الحقل الثقافي، وتحديداً في التموضع السياسي لبعض النخب الثقافية، الذي يتجلى بشكل كاريكاتوري، هزلي يدعو إلى الاشمئزاز، حيث الانتقال من مائدة إلى مائدة أخرى، ونقل البندقية من كتف إلى كتف، و«النطوطة» من خندق الى آخر، والاستدارة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين..