قدسيا تقول:لا للحرب نعم للسلم
قام أهالي بلدة قدسيا بالتجمع في الساحة الرئيسية فيها، وذلك ظهيرة يوم الجمعة الواقع في 30/9/2016، احتجاجاً على استمرار العنف، ومن أجل وضع حد للحرب القائمة والتصعيد الميداني.
المئات من الأهالي احتشدوا في الساحة الرئيسية رافعين مجموعة من اللافتات التي كتب فيها «نعم للسلم.. لا للحرب»، وذلك احتجاجاً على خرق الهدنة والتصعيد العسكري، المتبادل بين الحين والآخر، والذي أودى بحياة الكثيرين من أبناء البلدة، كما أدى للكثير من الأضرار في المباني والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة فيها.
أسبوع من التصعيد
يشار إلى أن الأسبوع الأخير كان قد شهد الكثير من التصعيد على مستوى العمليات العسكرية وتبادل إطلاق القذائف على أنواعها، والتي طالت قدسيا البلد كما طالت محيطها في منطقة الأحداث والمنصورة وحي الورود وحتى ضاحية قدسيا، بالإضافة إلى منطقة الهامة، مع ما تبع هذا التصعيد من نتائج سلبية على كافة المستويات.
حصار طويل
تجدر الإشارة إلى أن بلدة قدسيا محاصرة منذ أكثر من عامين، وهي تخضع لنظام تهدئة هش، كما تعاني من الآثار السلبية لهذا الحصار على مستوى حركة الأهالي، كما على مستوى تأمين مستلزمات الحياة اليومية الضرورية والأساسية، والمعاناة الأكبر كانت على مستوى الخروقات المتبادلة بين أطراف الصراع بين الحين والأخر، والذي كان يدفع ضريبته الأهالي على حساب أمنهم ومعاشهم واستقرارهم وممتلكاتهم.
الأهالي ضحايا التصعيد
عانى الأهالي طيلة هذه المدة من تبدلات المواقف المتسارعة عند كل حدث أمني أو عسكري، والذي ينجم غالباً عن تصرفات وسلوكيات، غالباً ما تكون مدفوعة، وغير مبالية بحياة الناس وأمنهم، كأن يتم إطلاق بعض الأعيرة النارية، لتستجر اشتباكات، أو أن يتم تبادل عمليات الاختطاف بين القوى المتصارعة، والتي يتبعها إجراءات أمنية مشددة، أو أن تتم بعض التصفيات المقصودة ليتبعها تصعيد عسكري ميداني، يكون المدنيين غالياً هم وقوده وضحاياه.
مستفيدين ومستغلين
على الطرف المقابل كان هناك دائماً من يستفيد من زيادة تعكير الأجواء وتشديد إجراءات الحصار، أو من تصعيد العمليات العسكرية، بظل نظام التهدئة الهش، سواء عبر التحريض التعبوي الإعلامي المصاحب والمتوافق مع شعاري (الحسم والاسقاط)، مع كل تشعبات ارتباطاته الداخلية والخارجية، أو عبر المزيد من استغلال حاجات الناس والضغط عليهم وابتزازهم وإذلالهم، من قبل المسلحين (على اختلاف تصنيفاتهم وتبعياتهم)، وتجار الحرب والأزمة وسماسرتها، أو من قبل الحواجز على أطراف البلدة وفيها.
ضغط أهلي مباشر
هذا الواقع المزري المفروض على الأهالي كان سبباً رئيسياً ومباشراً في تحركهم الأخير المتمثل بالاحتشاد في ساحة البلدة، والذي يرجون أن يحققوا عبره ما صاغوه من عبارات باللافتات المحمولة من قبلهم، والتي أعربوا من خلالها عن رغبتهم بالخلاص من الحرب وآثارها وتمسكهم بخيار الحل السلمي، كأحد أشكال الضغط المباشر على التنظيمات المسلحة، بمختلف تصنيفاتها واصطفافاتها، والتي ما زالت ترفض الحلول السلمية.
وهم بذلك كما غيرهم من أبناء الشعب السوري المتمسكين بالحل السياسي السلمي الذي يوصلهم إلى التغيير الشامل المنشود على طول خارطة الوطن.
أهمية الحراك الشعبي السلمي
وقد أفادت آخر المعلومات، حتى مساء يوم الجمعة ساعة انتهاء إعداد هذه المادة، عن استمرار أجواء الهدوء النسبي في البلدة، بظل أحاديث عن اتفاقات تم التوصل إليها، وذلك على أثر استمرار احتشاد الأهالي في الساحة الرئيسية للبلدة.
ولعل في ذلك إشارة واضحة على أهمية الحراك الشعبي السلمي، ودوره العميق والإيجابي على مستوى التأثير بمجريات الأحداث، والفاعلين فيها، ولمصلحته.