صاحبات الجلالة
من المعلوم أن العقل البشري في سياق نزوعه الى خلاص الانسان من عذاباته على الأرض لجأ إلى السماء، إلى الآلهة، وليس عبثاً أن أولى الآلهة كانت تحمل أسماء أنثى... عشتار... فينوس... أفروديت فهي آلهة الخصب، وهي آلهة الجمال....
من المعلوم أن العقل البشري في سياق نزوعه الى خلاص الانسان من عذاباته على الأرض لجأ إلى السماء، إلى الآلهة، وليس عبثاً أن أولى الآلهة كانت تحمل أسماء أنثى... عشتار... فينوس... أفروديت فهي آلهة الخصب، وهي آلهة الجمال....
يتوصل-العلوي -إلى أن ما يميز المثقفية الإسلامية كونها تعبيرا عن وعي اقل حسية ومناهضا لما يدعو إليه رجال الدين من تمتع بالملذات. ذلك يعني أن هاجسها وغايتها محكومان بترقية الغرائز وتهذيبها بالإرادة. كما نعثر عليها في تجربة الصين المعاصرة (الشيوعية) بوصفها محطة بارزة في تاريخ النضال النسوي الذي يقف خارج الذكورية الحاكمة في الحضارات القديمة والإباحية الجنسانية لحضارة الغربيين المعاصرة . إذ نعثر على هذه الممارسة عند المثقفين المعارضين للسلطة والدين على السواء كما هي الحال عند أقطاب الصوفية والفلاسفة الكبار والمتكلمين والثوار. أما مواقف المثقفين الغربيين فقد أدت إلى فضيلة اكبر من مثيلتها الإسلامية فيما يتعلق بمساواة الاثنين في هذا المجال، لكنها فتحت بهذا العدل بابا أوسع للعاهات الجنسية .
في الأمسية الباردة، كان لمسرح السويداء رأي بالعتمة عندما استيقظت إحدى المسرحيات على الخشبة ذاهلةً من دوي الصمت الشديد . المسرحية بعنوان « عويل في أروقة الظلام « من تأليف منير جباعي، وإعداد وإخراج أيمن الغزال.
ربما تتذكرون الوقت الذي كانت فيه أكبر كوابيسكم، أن يعاقبكم ذووكم بترككم وحيدين في الظلام، لتصارعوا الوحوش الوهمية المختبئة أسفل الأسرّة، أو داخل الخزائن. ُترى لماذا ارتبط الظلام بالعقاب؟ وما الذي يخسره المرء بفقدان الضوء؟ وهل كانت وحوش الخزائن لتجرأ على مواجهتنا في وضّح النهار؟.
التمع جانب وجهه الأيمن حين سقطت أشعة الشمس القوية عليه، وانساب شعاع الشمس من أطراف أصابعه عابراً ذراعيه القويتين إلى كتفيه العريضين وهو يضرب وجه الماء ويشقه بحركة دورانية دفعته بضعة أمتار إلى الأمام،
بعد أن استكملت قاسيون ملف خلف الكاميرا، الذي سلطت فيه الضوء على مهن متعددة وفنيين ورموز هامة في الدراما، لعبوا دوراً مهماً في إنجاح الأعمال التلفزيونية وصولاً إلى الممثل، الذي يقف أمامها» ليقوم المخرج بلملمة كل ذلك وتتويجه في عمل فني. التقت المخرج بشار الدهان وتحدث عن عمله كمخرج:
خلال التسعينيات.. ومع مطلع الألفية الثانية، تتدافع أمواج الليبرالية الجديدة في العالم بجنون عارم، وتصيب بآثارها حتى تلك البلدان التي تعتبر نفسها محافظة كإيران مثلاً. يخوض المجتمع الإيراني صراعاً مستتراً في بداية تلك المرحلة، سرعان ما يظهر على جميع المستويات اجتماعياً وسياسياً وثقافياً.
«واتهم المثقف العربي بأنه لم يكن بطلاً ولا فدائياً..!! البطولة نوع عظيم من التحدي والعصيان والبطل هو الذي يتمرد على المجتمع، على أخطاره ومغرياته، هو من ينتصر أو يموت دفاعاً عن شيء، والبطل لا يسير في الطريق العام بل يخرج عنه، ولا يطيع كما تطيع جماهير الشعب الطيب، ولا يرضى عما ترضى عنه، إنه دائماً ازعاج وخروج عن المقررات والقوانين. لكن مثقفنا راكع ومطيع. يطيع القوة، ويطيع الجماهير، والأفكار المعروضة في السوق، وإذا تحدى أو قاوم، فلأنه لا بد أن يكون تاجراً فهو يعارض حيث تكون المعارضة مغنماً، إن مثقفينا يعبدون الله والشيطان في وقت واحد، على حسب انتصار كل منهما وقوته. وأتهمه بأنه ليس ناقداً، لا يعرف الحدود الفاصلة بين الًأكاذيب الكبيرة وبين الحقائق. هو قارئ وسامع وهاو للخرافة، لا مساح يخطط الحدود ويضع العلامات. الإشاعة والخبر المكذوب والحديث في السوق والكذبة السياسية والتصريح الرسمي، كل ذلك حقائق عنده، يتخذ منها موضوعاته وأحكامه على الًأشياء والناس والحياة، ويفسر بها السياسة العالمية والدول والأشخاص والمواقف، ويصنع منها كل الغذاء الذي يطعم بها خرافه. إنه يكذب غباء، تصديقاً لمن يكذبون دهاء. »
أنهت عملها واتجهت مسرعة إلى محاضرتها المقررة في أحد المراكز الثقافية في ريف دمشق، ولكن الواقع كان أسرع وسبقها بإلقاء محاضرته عليها..
عدّ التراثي الكبير هادي العلوي حركة التصوف الإسلامي ساحة للمعارضة السياسية ضد الحكم في أيام الدولة العربية الإسلامية، حركة خارج عباءة الدولة الرسمية التي احتكرت العلوم والتشريع والفن والأدب، حركة عبرت موضوعياً عن البسطاء من الناس من مظاليم تلك الدولة.. والتصوف لدى هادي العلوي أصبح يحمل مضموناً غير الذي نعرفه، فهو تيار فكري وسياسي وفلسفي وأدبي، نظر ضد الدولة والدين الرسميين، وضد المال الذي ميّز ما بين غني وفقير.. أما ما نعرفه عن الصوفية منذ أكثر من خمسمائة عام فيسميه العلوي «دروشة»، وهذا النمط يقلل من شأن العقل على خلاف سابقه، مما أدى إلى انفصال المعارضة السياسية عنه وتحولها إلى بناء مستقل بذاته..