بين السيرقوني و السيكلما: على سطح الماء

التمع جانب وجهه الأيمن حين سقطت أشعة الشمس القوية عليه، وانساب شعاع الشمس من أطراف أصابعه عابراً ذراعيه القويتين إلى كتفيه العريضين وهو يضرب وجه الماء ويشقه بحركة دورانية دفعته بضعة أمتار إلى الأمام، 

كالطوربيد مخر عباب الماء جاعلاً من سطح البحر مملكته التي لا يقهره فيها أحد، بسط هذا الأسمر سلطته بقوة إقناعه وسحره الذي لا يقهر، وكل من حوله في القوارب القريبة، بدا فاغراً فاه بما يفعله، وكيف يقوم بإنقاذ المهددين بالغرق حول السفينة، أحس بالهواء يتخلل رئتيه حتى آخر ميلمتر فيها، توسع صدره وارتفع فوق سطح الماء، ظن أنه قد يطير، إلى أن لامست قدمه جسماً غريباً تحت الماء، ظنه بادئ الأمر لزجاً، قد يكون أعشاباً، هكذا حدث نفسه، لكن هذه الأعشاب تبدو أقوى مما ظننت، أمسكت قدمه الثانية، خفف من سرعته، ألقى نظرة تحت الماء فشاهد تلك الأشباح السوداء، حاول رفع رأسه فوق الماء، فكانت الأشباح الرمادية له بالمرصاد تخنقه وتضغطه تحت الماء، فتح عينيه فوجد نفسه ممسكاً بجهاز التحكم مقابل التلفاز، وإبهامه يضغط زر تغيير القنوات، أخبار أخبار أخبار، قصف، قتلى، شهداء جرحى مصابين، قنابل رصاص دوشكا بي كي سي، القناة الأولى القناة الثانية القناة الثالثة القناة الرابعة، المذيع نفسه البرنامج نفسه القتل نفسه الدمار نفسه، سحب نفساً عميقاً أعاد له توازنه وأطفأ الجهاز.