صاحبات الجلالة
من المعلوم أن العقل البشري في سياق نزوعه الى خلاص الانسان من عذاباته على الأرض لجأ إلى السماء، إلى الآلهة، وليس عبثاً أن أولى الآلهة كانت تحمل أسماء أنثى... عشتار... فينوس... أفروديت فهي آلهة الخصب، وهي آلهة الجمال....
(صاحبات الجلالة) النساء السوريات في ظل (مهرجان الدم) السوري أصبحن المرآة العاكسة لحجم الخراب المادي والأخلاقي الذي يطال الإنسان - الزوج، الابن، الأخ، الجار، القريب، الحبيب، أو المنزل - الذي طالما كان فسحة الأمل والحلم والأمان.
في عيونهنّ تقرأ القلق، والترقب، والحذر، والسؤال....... فهن بفطرتهنّ يحذرنّ مما يجري..
وفي كلامهنّ تسمع ما تعجزُ عن قوله، الأحزاب والنخبُ ومناضلو الشاشات، وأبطال الأزمة – تقول امرأة استشهد ابنها العسكري على يد مسلحين، والآخر معتقل عند النظام لأنه متظاهر- تقول : لا فرق بين من اعتقل ومن قتل... وكأنها بذلك تكثف الأزمة من الألف إلى الياء.
امرأة في الخمسين والدمعةُ تغتسل بوجهها، تقول (بكفّي..)، وتصدر بيانها السياسي الخاص ( كلهم أبناء .... و أولئك يتحاربون على الكراسي لايهمهم مصير الناس..).
يأتي صوت الأم عبر الهاتف من أقصى الشمال عد يا ولدي.. يا أولادي... إن لم يقتلكم الرصاص، سيقتلكم الجوع... لتقول بذلك وفق تحليلها أن الأزمة تتفاقم .
السوريات اليوم يقفن مشدوهات أمام اللوحة، إحساسهنّ يدفعهنّ إلى القول بأن يحل صوت العقل مكان أزيز الرصاص والدوي..
إنهن السوريات..!