عرض العناصر حسب علامة : الإعلام

الحراك الشعبي: البداية.. والحال الراهنة

شكّل انطلاق معظم الحراك الشعبي في سورية من المساجد فرصة لاتهامه بشكل سطحي بأنه ذو صفة فئوية من نوع ما، وجاء تعاظم نشاط هذا الحراك يوم الجمعة تحديداً، ليرسّخ هذه الفكرة أكثر لدى الكثيرين خصوصاً مع انتشار المفردات الطائفية بشكل ملفت وتعالي الموجة الفئوية في البلاد..

خطران جديّان يتهددان الحركة الشعبية..

جاء ما جرى في جسر الشغور، وقبلها في تلكلخ، وبابا عمرو، والطريقة التي تفاعلت فيها الأحداث، مع دخول تركيا على الخط، بما يحمله هذا الدخول من تأويلات ومن قراءات، وفي النهاية من مصالح محددة وإستراتيجية، إضافةً إلى توسع ظاهرة حمل السلاح من جانب جزء صغير يتستر بالحركة الشعبية، السلاح الذي كان يُحمل في البداية، بذريعة رد الفعل على طريقة التعاطي الأمنية المترافقة مع «انقطاع الرجاء» من المعالجة السياسية وشكليتها حتى اللحظة، ولكن السلاح الذي بدأ يجد من يدعو إليه جهاراً نهاراً تحت مسمى «الجهاد»، والتدخل الخارجي الذي بدأ يجد من يستنجد به تحت مسميات وشعارات حقوق الإنسان وحماية المدنيين.. جاء كل ذلك ليؤكد دخول الحركة الشعبية في طور جديد، ولعله عنق الزجاجة الذي ستضمن الحركة، بمرورها السلس منه، مستقبلها اللاحق ومستقبل سورية بأسرها، وإلا فإن الحركة الشعبية وفي حال اشتداد تأثير الخطرين موضع الحديث عنهما، أي التدخل الخارجي من جهة، وحمل السلاح من جهة أخرى، فإنها ستصب مصباً غير شعبي في المحصلة..!، أي أنها ستصب في مصلحة القلة النهابين، وفي مصلحة المشاريع الخارجية المعدة سلفاً لتفتيت سورية وابتلاع المنطقة.. وفي غيرمصلحة  الناس الذين خرجوا للشوارع ودفعوا دماءً سوريةً أصيلة، ليطالبوا بحقوقٍ طال انتظارها..

أخيار وأشرار «الإعلام»

في كل مرة وأنا أتابع الشارع إعلامياً يستحضرني قول غوبلز (وزير البروباغاندا -الإعلام- النازي) : «اكذبوا ثم اكذبوا ثم اكذبوا» ، وأنا أتابع المشهد الإعلامي السوري في أغلب الأحيان.. ولا أقول ذلك من باب الشماتة لأنني كما غيري نريده أعلاماً حقيقياً صادقاً معبراً عن مصالحنا جميعاً، والمصلحة الوطنية على رأس هذه المصالح، وبلا أدنى شك أن سورية اليوم في قلب العاصفة.

ربّما! يا لها من دعاية!

ليلاً، يطرأ تغيير طفيف على الفضائية السورية، فلكون النصف الآخر من الكرة الأرضية نهار، توجه شاشتنا خطابها للناس هناك، فتراها تبث عبر أثيرها ما يعرّف بتاريخ وحضارات هذه البقعة، وجمال طبيعتها، وحياة أهلها، وهذه الأخيرة تتم بتقديم مسلسلات محلية معروفة مترجمة إلى الانكليزية، أما ما سبق فبصور متتالية، مع عزف ناي، أو تقاسيم قانون، والملفت أن هذه الحركة الموجهة لاستقطاب السياح فاشلة بامتياز، إذ كيف تخاطب مشاهداً متعوداً على إبهار بصري، وتقنيات تصوير، وفنون إعلان عالية المستوى، بهذا الشكل البدائي؟

قال المثقف للمثقف...

اجتمع اثنان، من الكتّاب، في المقهى، لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج المهرجان الثقافي الذي كلّفا بإعداده من قبل جهة راعية.

سبق إعلامي «سوري بامتياز..!» إقحام لقاء مطول مع وزير ضيف ضمن نشرة سياسية!!!

فوجئ المتابعون لفترة أخبار الظهيرة التي بثها التلفزيون العربي السوري بفضائيته وأرضيته، عند الساعة الثانية والنصف من يوم الاثنين 7 أيار 2007، ببث التسجيل الكامل للقاء وزير الإعلام العماني ومدته تجاوزت 25 دقيقة، ضمن النشرة الإخبارية.

تعا... نحسبها...

صحون طائرة، عقول حائرة... جزيرة جزيرة جزيرة، عربية، أم بي سي، إل بي سي، (اشلحي)...  دبي (حاف) ودبي مع سما، روتانات، ميوزيكات، ستارات غير منتهية، ون، تو، ثري... محطات تلفزيونية متخصصة، طبخ نفخ، رياضة، مسلسلات، أفلام متنوعة متعددة ترضي جميع الأذواق كل الثقافات؟؟؟ كل البيئات في جميع الأوقات... متأمركة، متفرنسة، متدينة، ليبرالية، يسارية، تاريخية، مستقبلية، محافظة، غير محافظة، تقليدية، غير تقليدية، عارية، نصف عارية، محتشمة، موظفة، مأجورة، مسيسة... ليس من اختصاصنا.. تحمل رسالة، لها وظيفة وأهداف مخفية، ليس من اختصاصنا... نظرة أولية، الأحلام أصبحت حقيقة والمتوفر طيّرها... ولا أحد ينكر وجودها فوق رؤوسنا، مفروضة على عقولنا. كل بيت فيه طائر بإمكانه رصد مئات المحطات المتلونة، والاختيار مفتوح لمشاهدة ما نشاء. وما نشاء مرهون بالوقت المحدود أصلاً لمتابعتها.. تحسر مشروع لكثير منا على طارئ جديد. خياراتنا ضمنه مفتوحة مترافقة في كثير من الأحيان بتمنيات العودة إلى أيام شام شام شام، وعزة بطلتها البهية...

في ذكرى النكسة محكومون بالانتصار.. وما يجري هو بداية التاريخ!

... كان من عادة أجهزة الإعلام العربية وكتّابها ومحلليها تناول نكسة الخامس من حزيران في موعدها المحدد، وتحويل المناسبة إلى «مندبة» عاطفية ومحاكمة الضحايا من العوام وتبرئة النظام الرسمي العربي ومن يغذيه ويعطيه المدد من خارج الحدود من المسؤولية عن الهزائم. وبذلك كانت تتحول ذكرى عدوان حزيران إلى وجبة تعذيب سنوية للرأي العام في منطقتنا هدفها الإحباط وتشويه الحقائق وقصف العقول دون استخلاص العبر والدروس المستفادة أو كيفية الانتقال إلى حالة الهجوم المعاكس.

لصوص تحت عباءة الإعلام ..والأطباء هم الضحايا

لم يبق شيء في عالمنا بمنأى عن الحداثة. لقد طال التطور معظم مرافق حياتنا، وغيّر الكثير فينا.لم تبق مهنة إلا ودخلها التحديث، لم تبق حرفة إلا وتطورت كي تواكب العصر واستحقاقاته المختلفة.