قال المثقف للمثقف...

اجتمع اثنان، من الكتّاب، في المقهى، لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج المهرجان الثقافي الذي كلّفا بإعداده من قبل جهة راعية.

ولمّا أنهى الأول باقتراحاته الجادة كل الفعاليات تقريباً، بدأ الثاني يتعرّق تحت وطأة الشعور بعدم جدواه، ومقابل وضع بصمته بأيّ طريقة، قام باقتراح دعوة الروائي الأردني مؤنس الرزاز، فهو كاتب كبير، وحضوره يعزز ثقة الناس بالمهرجان، ولم يتخلَ عن الإصرار، بتعداد كتبه والحديث عن أهميتها، إلا حين ارتفع صوت صديقه مخبراً إياه أنه ميت منذ سنوات، وهنا بدأ يتعلل بالتقصير الإعلامي المشغول برداءات الغناء، واقترح أردنياً آخر، هو المرحوم غالب هلسا.

ما يزال أحد القصاصين يعاني من اضطهاد أبيه، رغم أنّه تجاوز الأربعين، منذ عشر سنوات، حسب ما يقول الـ «cv» الذي ذيّل به مجموعته اليتيمة. ورغم أنه حقق استقلاليته الشخصية، حسب ما يقول هو نفسه.

المشكلة أنّ هذا القاص يريد أن يصبح كاتباً، ولو على حساب قرّاء العربية جميعاً، فقط ليجد ما يواجه به والده المتسلط. فيما ذلك الأب، شيخ القبيلة في منطقته، لا يترك فرصة تسنح إلا ويرفع السماعة هاتفاً لابنه (الأديب) لا (الحبيب) ليبهدله، ويغلق الخط بشماتة، وكأنه يقول، دون أن يقول: «أيها الأبله.. لم تصبح كاتباً جراء تمردك عليّ، ولم تكسب رضاي وترث المشيخة».

●●●

وضعت إحدى الكاتبات، على الغلاف الأخير، لإحدى رواياتها، عناوين رواياتها الصادرة من قبل، وتحت العناوين وضعت هواياتها الكثيرة، من بينها كانت: القراءة.

●●●

في ندوة نقدية ضمت ناقدين قدما قراءتين في مجموعة شعرية جديدة، راح الأول يلف ويدور، حول النص، بعبارات مديح فاقعة. الناقد الآخر قدم تحليلاً جدياً بين مكامن الضعف، ولمس النقاط المضيئة التي وجب على الشاعر تطويرها في المستقبل. وحين فتح باب الحوار، مع الجمهور، لاقت قراءة الناقد الجادة إطراء كبيراً، مما أشعر الناقد المراوغ بعريه الأخلاقي، فقال: «إذا كان الموضوع هيك.. اسمحوا لي لكان أقول رأيي بصراحة..»، فجاء صوت زميله على المنصّة مستنكراً: «ورأي مين كنت عمتقول من أول الندوة يا دكتور؟».

●●●

حثّ كاتب، أمام الأصدقاء، صديقه المقلّ على الكتابة.. قائلاً: «آآآخ.. لو عندي إمكانياتك الثقافية». الآخرون بدؤوا يضمون أي انقلاب هذا الذي سيقوم به؟ ربما سيتجاوز دريدا؟ أو لعله يحطم إيكو؟..

أعاد التحسر ثانية وأردف «كنت اشتريت بيتاً خلال سنة واحدة».

●●●

يعاني الصحفي (س) من مشكلة تشابه الأسماء لوجود زميل يحمل الاسم نفسه، ولنسمه هنا (ع).

(س) دائماً يتعرض للانتقادات بسبب المقالات الرديئة التي يسهب (ع) في كتابتها. ولأن (س) لم يستطع التوصل إلى اتفاق مع (ع) على صيغة تميّز اسمي كلّ منهما، قرر الانتقام بطريقة مثلى، فهو يذهب، أول كل شهر، إلى الجريدة، ويقبض ثمن استكتابات (ع)، معتبراً إياها تعويضاً يقع تحت بند العطل والضرر..

آخر تعديل على الثلاثاء, 20 أيلول/سبتمبر 2016 13:55