وجدتها:صور أطفال الحرب، هل هي وسيلة تواصل؟
من الضروري إعادة النظر في مجموعة من عناصر الخطاب السيميولوجي للصورة، ومنها ما إذا كانت الصورة وسيلة للتواصل؟.
إن إسناد الوظيفة التواصلية لخطاب ما يعني أساساً أن هذا الخطاب قد أنتج بغرض تبليغ رسالة ما. وفي حالة الصورة (الرسوم البيانية، الخرائط، الصور الوثائقية..الخ) لا يمكن أن نعدم هذه الوظيفة التبليغية/التواصلية. غير أن هذه الفكرة لا يجب أن تعطينا الانطباع المطلق عن امتلاك الصورة لهذه الوظيفة وحدها. فعندما يكون الشيء المبلغ عن طريق الصورة إحساساً أو انفعالاً ما، لا يبقى هناك حديث عن رسالة بمفهومها الإبلاغي فقط. إن الصورة «تسعى في غالب الأحيان وبشكل واع إلى إنتاج أثر شبه بيولوجي أو صدمة، أي أنها موجهة إلى الحصول على رد فعل، وهي إذن مختلفة تماماً عن الرسالة ذي الحمولة الإبلاغية».
نشرت شركة الاتصالات والاستراتيجيات المبتكرة التي أنشأتها المخابرات البريطانية ام16 لترتيب الدعاية لحلف شمال الأطلسي حول سورية، شريط فيديو وصورة للطفل عمران دقنيش (5 سنوات)، إثر إسعافه من قبل رجال الوايت هيلمز ( الخوذات البيضاء)، في سيارة إسعاف ، في مدينة حلب
دارت هذه الوثيقة أنحاء العالم جميعها، واحتلت مكان الصدارة في معظم وسائل إعلام الكتلة الاطلسية، وأصبحت أيقونة ترمز للأطفال الذين يذبحون.
وايت هيلمز (الخوذات البيضاء) هي «منظمة غير حكومية» تستخدم كغطاء لوكالة الاستخبارات المركزية (الولايات المتحدة الأمريكية)، (المملكة المتحدة)، والاستخبارات الهولندية (هولندا(.
وفقاً لوكالة أسوشيتد برس، صورة عمران دقنيش التقطها المصور محمود رسلان، الذي تناقلت وسائل الإعلام الأطلسية أقواله على نطاق واسع
ومحمود رسلان، جهادي في جماعة حركة نور الدين الزنكي (المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية، التي زودت الحركة بصواريخ تاو الأمريكية الصنع، المضادة للمدرعات-. قبل شهر من ذلك، وفي 19 تموز 2016، قام محمود رسلان بذبح الطفل الفلسطيني عبد الله تيسير العيسى (12 عاماً)
الأطفال، الذين لا يملكون الخيار، إنهم يصبحون ضحايا الحرب. واستخدام صورهم خارج السياق، هو عمل من أعمال الدعاية، لتشويه فهم الحقائق.