ماذا تقول يا صاحبي التسديد باتجاه الأهداف!!
* أتدري يا صاحبي أنني لأتعرف بدقة على معنى كلمة (خشب) رجعت إلى عدد من المعاجم علني أفهم المعنى، وبخاصة معنى المصطلح الذي أخذ مكانه في وسائل الإعلام وهو(لغة خشبية أو متخشبة)، فوجدت فيضا من شروحات متنوعة، لن أتعبك بسماعها، ويمكنني تلخيصها بالتعريف التالي: الخشب ما يبس من الشجر..
- وعليه فإنك لا شك استنتجت أن مصطلح (اللغة الخشبية) يعني اللغة اليابسة التي فقدت عنصر حياتها فغدت جافة يابسة ميتة,يستحسن أن نتوقف عن استعمالها، وأن نواريها عالم النسيان....! ولكن ما الذي دفعك إلى ركوب هذا المركب إلى بحر المعجمات والقواميس؟
* الدافع هو العبارات التالية وما شابهها:
عبارة خادم الحرمين الشريفين ( للملك السعودي)، وقائد ثورة الفاتح من أيلول (لمعمر القذافي)، ومولانا أمير المؤمنين (لملك المغرب)، وعاهل المملكة الهاشمية المفدى (لملك الأردن)، وأطال الله عمره (للسلطان أو الأمير فلان وفلان....) وهذا على سبيل المثال لا الحصر!!
- المسألة يا صاحبي ليست – كما تتوهم – معقدة، وهي في منتهى البساطة والوضوح فالإعلام (أي إعلام في العالم) ليس ولن يكون حياديا، أو كما يقول بعضهم: ليس مستقلا، فهو صوت ولسان حال صاحبه أي مالكه.... فهل تتوقع أو تنتظر منه أن (يستقيل) من مهمته الأساسية، وأن يتكلم بلغتك ولسانك أنت؟؟!!
* وهل ترى مانعا في أن يتعرف المرء أكثر وأكثر على معاني العبارات، وأن يستوضح مدلولاتها بدقة وجلاء؟.
- أنا لم أقل ذلك، وإنما قلت: ما عليك إلا أن تستوضح (من يمول هذه الصحيفة أو الإذاعة أو المحطة التلفزيونية.. أي وسيلة الإعلام لتعرف ماهية اللغة المستخدمة في التعبير شكلا ومضمونا، والعكس صحيح يا صاحبي، فماهية الكلام الذي تسمعه أو تطالعه قراءة أو مشاهدة (تدلك) على المموّل وصاحب الوسيلة، وفهمكم كفاية!
* لعل في قولك هذا ما يفسر لي بعض ما استعصى (من الاستعصاء) عليّ فهمه في وسائل إعلامنا المحلّي الذي ما زال يمشي لا كما تقول كوكب الشرق أم كلثوم في أغنيتها المشهورة (واثق الخطوة يمشي ملكا) بل متعثر الخطوات خجلا، لأنه حتى هذا اليوم لا يرى في الناس.. الجماهير.. الشعب إلا أدوات للإصلاح أو البناء أو الدفاع.. وليس صنّاعا حقيقيين للإصلاح والبناء والدفاع.
- معك تماما فيما تقوله: إن الناس.. الشعوب هم من يصنع التاريخ ولا نبخس الأفراد حقهم فلهم دورهم في صناعة هذا التاريخ.
* نعم والاستعصاء الذي أربك تفكيري هو تقصير الإعلام المحلي (أي الشعبي نسبة للشعب) في استعمال اللغة الحية الصادقة المعبرة عن آلام وهموم وآمال وتطلعات شعبنا، وذلك بتحديد الأهداف الأساسية والتسديد باتجاهها مباشرة دون أية مواربة أو تشوش، فالعدو أضحى واضحا مكشوفا أمام نظر كل الوطنيين: إنه العدو الخارجي المتمثل بالامبريالية العالمية ورأس حربتها أمريكا والصهيونية وكل السائرين في ركابهم، والعدو الداخلي الشاخص في الحيتان على تعدد أشكالهم وأنواعهم وحجومهم ومراكزهم الناهبين جهد ولقمة عيش جماهير الشعب، والهادرين كرامة المواطن!!!.
- صدقت فيما تقول فالتسديد ينبغي أن يكون في اتجاههم جميعا ومباشرة، حتى لا تصبح قصتنا كقصة اثنين من الصيادين في «غابات» حمص!!
- وما قصة هذين الصيادين ؟
* قصتهما ستكون مادة زاويتنا القادمة، فماذا تقول يا صاحبي؟!