مصرف لبنان يتوجّه رسمياً لإصدار ورقة «المليون ليرة» stars
في مقابلته الأخيرة، أعلن حاكم مصرف لبنان في مقابلة حديثة له توجُّهَهُ لِطَلَب إصدار عملة نقديّة من فئة المليون ليرة، في خطوة ذات دلالات متعدّدة على الصَّعيدَين الاقتصادي والنَّقدي.
في مقابلته الأخيرة، أعلن حاكم مصرف لبنان في مقابلة حديثة له توجُّهَهُ لِطَلَب إصدار عملة نقديّة من فئة المليون ليرة، في خطوة ذات دلالات متعدّدة على الصَّعيدَين الاقتصادي والنَّقدي.
في كلّ يوم جديد تصبح أزمات الغرب أكبر ووحولها تصبح أعمق على النخب الغربية التي خلقتها بأيديها، ورغم الدعاية الإعلامية التي تهدف إمّا للهروب من المسؤولية وتحميلها لروسيا تارة، كما في حال الأزمة الغذائية التي تتزايد يوماً بعد آخر، أو ادعاء القدرة والهيمنة كما في اجتماعات السبعة «الكبار»، الذين أثبت تسارع الأحداث أنّهم ليسوا كباراً ولا حتّى متوسطين في قدراتهم.
نشرت «مدوّنة صندوق النقد الدولي» مقالاً يتحدث عن العقوبات المفروضة من الغرب على روسيا، وآثارها المدمرة على الاقتصاد العالمي، ويعتبر بأنّ الوقت حان «للتفكير في الآثار المترتبة على الإكراه الاقتصادي على الاستقرار الاقتصادي العالمي» ما يكشف في العمق أنّ النخب الإمبريالية اليوم غير قادرة على الاتفاق على وسيلة لمواجهة واقع أنّ الدول ترفض بشكل متزايد الانصياع، وأنّهم لم يعودوا قادرين على تركيعها.
الاقتصاد العالمي مزعزع بالمشاكل، مضروب من قبل عواصف الحرب والوباء والحمائية، الأمر الذي سمح لنسيج التضخم والركود المتجذر في الرأسمالية أن يصعد إلى السطح. بقيت أسعار الأسهم تنخفض لأسابيع، حيث يسيطر الخوف على الأسواق، ويتفشى التضخم، والتهديد بحدوث ركود جديد.
أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في سبتمبر الماضي أن "الرياح عادت إلى أشرعة أوروبا"، ولكن حتى الطقس -مجازياً- متغير بدرجة كبيرة، فمنذ زمن باتت تهب رياح باردة في وجه الاتحاد الأوروبي وتتقوى بسرعة لتتحول إلى عاصفة.
وسط أزمة التضخم العالمية المستمرة، يكرر زعماء الغرب وإعلامهم أسطوانة أنّ سبب ارتفاع أسعار الطاقة هو إجراءات روسيا في أوكرانيا، بينما العقوبات الغربية هي المسؤولة. لكن ما يحاول هؤلاء إخفاءه وتمييعه، أنّ ما يجري يؤثّر بشكل مأساوي على اقتصاداتهم. مجرّد إلقاء نظرة على تأثير أسعار الديزل على الاقتصادات الغربية، تجعلنا ندرك أنّ الأمر يتخطّى الأزمة ويصل حدّ الكارثة.
هنا الحلقة السابعة، ويمكن الرجوع عبر الروابط للحلقات السابقة: الأولى (1- العقوبات وسعر الصرف) الثانية (2- إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا) الثالثة (3-خلية الرأسمالية الأولى) الرابعة (4- خطوة أخيرة قبل ظهور النقد) الخامسة (5-أنتم ملح الأرض!) السادسة (6- العملة رمزٌ للقيمة!)
تستمر جريدة «قاسيون» بنشر بعض ما جاء في تقرير اتحاد النقابات العالمي الذي سيقدم إلى مؤتمره القادم والذي سيعقد قريباً حيث يوضح التقرير بمختلف أقسامه موقف اتحاد النقابات العالمي من القضايا السياسية والاقتصادية، وخاصة الأزمة الرأسمالية وانعكاساتها التدميرية على مصالح الشعوب والطبقة العاملة على وجه الخصوص، وبهذا تسعى الإمبريالية والدول الرأسمالية إلى الخروج من أزمتها المستعصية بإشعال الحروب واستنزاف قدرات الشعوب.
يراقب الغربيون التضخم المخيف الذي لم يشهدوا مثيلاً له منذ عقود، وكيف أنّ اقتصاداتهم تعاني من جرّاء ارتفاع أسعار الوقود، وكيف عبثت العمليات العسكرية في أوكرانيا بأسواق الطاقة العالمية، وإحباط الأهداف المناخية طويلة الأجل بسبب الحاجة إلى احتواء دوامات الأسعار. كلّ هذا يجعل رأس الغربيين يدور متضافراً مع عدم ثقتهم بسياسييهم وإعلامهم، ليسألوا السؤال الأهم: إلى أين تتجه الأوضاع؟
يضع الوضع المتوتر دولياً «الدول العربية» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وضع حرج غذائياً. يتزامن ذلك مع محاولات الغرب الإضرار بروسيا واقتصادها، ما يمنحها فرصة للانفتاح أكثر على هذه الدول وسدّ الفجوة الغذائية القائمة، والتي ستتعمق في المستقبل القريب. فهل ستتمكن روسيا من ابتكار بدائل تجاريّة تُضعف قدرة الغرب على تعطيل التجارة مع العالم العربي، التجارة المربحة للطرفين.