عرض العناصر حسب علامة : الأدب

مختارات ثمة إنسان يشبهني

في إحدى القارات

على رصيفٍ ما

إنسانٌ يشبهني

فلاحٌ أصفر

أو شاعرٌ برونزي

أو صيادٌ من الإسكيمو

أو قبطانٌ أبيض

مولعٌ باكتشاف أعالي البحار

أو عاشقٌ لاتينيّ متطرف

في الحب والحرية والصمت.

ربما كانوا ثلاثة

أو سبعة

أو عشرة ملايين

ولكنهم لا يتصلون بي

على الرقم السري:

4449567

ليلاً ونهاراً.

بندر عبد الحميد

«حوار من طرف واحد»

خبيصة أحمد جاسم الحسين

ارتبط اسم أحمد جاسم الحسين بمعمعان القصة القصيرة جداً، التي أصبحت في الاصطلاح السائد (ق.ق.ج)، فقد أشرف، بالاشتراك، على ملتقى القصة القصيرة جداً الذي أقيم في دمشق لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى مواكبة تلك الحركة الأدبية بعشرات المقالات والدراسات، كما وضع كتباً نقدية منها «القصة القصيرة جداً» 1997، و«القصة القصيرة السورية ونقدها في القرن العشرين» 2001، ومعها مجموعات قصصية منها «لو كنت مسؤولاً» 1994، «حب فراتي» 2000.

قصص «نهنهات الشيح » لوفيق أسعد تحويل القصة إلى قصيدة

برز الشاعر والقاص وفيق يوسف على الساحة الأدبية قبل عقد  ونيف من السنين، كأديب لا يهتم بالنشر كثيراً. برز وعنده قضية واحدة يريد تحقيقها، والعمل على تقنيات غير معروفة، هكذا كان ولا يزال في مجمل أعماله. ومن خلال كتابته القصة القصيرة أخذ بعين الاعتبار كل تطورات، و تقنيات القصة الحديثة في مجال أسلوب الكتابة خلال مواضيع الزمان، والمكان، والأفعال، والضمائر، والحجم، والتقديم، والتأخير، وأساليب الخطاب، والحوارات، والبعد عن الإنشاء، والسرد المجاني، ثم فهم قضية الكتابة الأدبية بشكل عام. وبأن القصة وغيرها من الفنون الأدبية ليست للاستهلاك اليومي، وللوظيفة المباشرة. بل لها مهام أكبر، وأوسع، وأغنى من ذلك. وبأنها تبحث عن تقديم الجديد، وغير المعروف وأنها تبحث عن الكينونة الذاتية، والجماعية خلال الوجود،  تسعى للكشف، والإجابة عن الأسئلة الكونية الكبرى. إلى آخر ما هنالك من مفهومات، ومواضيع في هذا المجال.

مختارات ماذا يفعل الأدب؟

لطالما كان الأدب بالنسبة لي السبيل إلى فهم نفسي قليلاً بالدرجة الأولى. لقد ساعدني لكي أعي أنني هنا، أنني أعيش هنا، ولكي أقبل هذا الوعي من دون أن يثقل كاهلي أو يصيبني بالجنون. الأدب يعينني ككاتب وقارئ على السواء. إنه أعمق ما يمكن أن نعيشه. هو لا يغيّر الحياة، بل يوقظها، وبذلك يغيّر حياتنا. يغيّرنا نحن. منذ أدركت ما هو رهان الأدب بالنسبة لي، أصبحت شديد الانتباه إلى الأدب في ذاته، وشديد التطلب إزاءه. ماذا يفعل الأدب؟ إنه يفجّر كل الصور والأفكار النهائية في العالم. لقد تغيّرتُ بفضل الأدب، وعندما تغيّرت تحت تأثيره، أدركت أنني بدوري أستطيع أن أغيّر الآخرين بأدبي.

بيتر هاندكه

«صحبة لصوص النار»

سافو في: «لا العسل تشتهيه نفسي ولا النحل» هكذا كان الجسد ما قبل الميلاد

«لا العسل تشتهيه نفسي ولا النحل» كتاب صدر حديثاً عن دار كنعان بترجمة طاهر رياض وأمنية أمين. الكتاب هو جزء من أعمال للشاعرة الإغريقية سافو التي ولدت في جزيرة ليسبوس ما بين «610 ـ 580 ق.م».

أوس أحمد أسعد في: «غابة المفردة، نشيد الغبار الطلق» عتبات الدهشة المتصدّعة

منذ البداية، وبعيداً عن العنوان الذي لا بدّ أن يستدعي عنواناً أدونيسياً شهيراً: «مفرد بصيغة الجمع»، وضعتني «الارتجالات!» المدروسة جداً، والمنحوتة بحرفنة بعيدة كلّ البعد عن أيّة روح تلقائية، أمام توجّس يخصّ مقدرة النصوص على الوفاء بالوعود التي أطلقها الشاعرُ والوفاء لها. وأقصد بـ «الارتجالات» تلك المداخل التي تصدّرت الكتاب: امتنان - كلّ مكان لا يؤنث لا يعوّل عليه - أشدّ من حفاوة ٍ أبيض من تقديم .

يومياتُ حمارٍ سياحي

الحمارُ الذي يعملُ طوال النهارِ في نقلِ السياحِ من مكانٍ لأخر، يتمنى لحظةً يجلس فيها بفيء شجرة، ليتمكن من شرب بعض الماء، والاسترخاء قليلاً، وخاصة بعد هذا المشوار الطويل الذي حمل به سائحاً عربياً يزن أكثر من مائة وخمسين كيلو غراماً دون نظاراته ومأكولاته وثيابه.

ملائكة بورخيس وبارثيلم (1 من 2) تاريخ للملائكة

تكبرنا الملائكة بيومين وليلتين: خلقهم الربُّ في اليوم الرابع، ومن علياء شرفتهم بين القمر الأول والشمس المنحوتة للتو رمقوا الأرضَ الوليدة، ولم تكُنْ آنئذٍ سوى بضعة حقول من القمح وبعض البساتين إلى جوار المياه. هؤلاء الملائكة الأوّلون هم النجوم. أما بالنسبة للعبرانيّين، فقد كان مفهوم الملاك ومفهوم النجوم متداخلين تلقائياً، وسأنتقي، من ضمن نصوص كثيرة، مقطعاً من سفر أيوب (38: 7) يتحدَّث فيه الربُّ من قلب الزوبعة، مسترجعاً بدايةَ العالم. "حين غنَّتْ نجومُ الصباح سوياً، وصاح أبناء الله كلُّهم فرَحاً". ولا يخفى بالطبع إن أبناء الله هؤلاء والنجوم التي تغنّي هم صُورٌ نستجلي الملائكة فيها. وكذلك إشعيا (14: 12) يدعو الملاكَ الساقط "نجمَ الصُّبح"، في عبارةٍ لم ينسَها كيبيدو حين سمَّاهُ (النجمَ العاصي، الملاكَ المتمرّد). إنّ هذه المطابقة بين الملائكة والنجوم (الماكثين في عزلات الليل) لتذهلني بجمالها؛ وهي واحدةٌ من مزايا اتّسم بها العبرانيون الذين أحيوا الأجرام الفلكية بالأرواح، وارتقوا بألق كواكبها إلى مصافّ المخلوقات الحيّة.

الشاعر العراقي محمد مظلوم: الحداثة تنتمي للأزمنة اللامرئية

في تجربته تتحاور الأشكال الشعرية، وتتمازج في كتلة واحدة، برع في تدبير شؤونها. له سبع مجموعات منشورة، منها( المتأخر/ عابراً بين مرايا الشبهات) و(محمد والذين معه) و( اسكندر البرابرة). بالإضافة إلى أربعة كتب نثرية، يمكن تصنيفها في باب الأدب السياسي، وقد واكب كلّ منها مرحلة بعينها، ماقبل، وأثناء الحرب الأمريكية، وما بعد احتلال العراق، وكان آخرها كتاب (الفتن البغدادية).

ملائكة بورخيس وبارثيلم(2) نبذة عن الملائكة

ترك موت الله الملائكة في حال غريبة يرثى لها. فقد استحوذهم، بغتةً، سؤال جوهري. وبمستطاع المرء، إن شاء، تخيُّل تلك البرهة. كيف كانت سحناتهم لمّا اجتاحهم السؤال، غامراً الوعي الملائكي، مُحكماً قبضته من حولهم بقوّة مروّعة؟ وكان السؤال:«ما الملائكة؟»
حديثو العَهد بالتساؤل، غير معتادين على الرّعب، عديمو الخبرة إزاء التوحّد، استبدّ اليأس بالملائكة (وهذا افتراضٌ اجترحناه نحن).