يوم واحد من الضفة الغربية.. يتكرر منذ 3 أشهر
تشهد الضفة الغربية اعتداءات صهيونية واسعة ومستمرة يومياً على مناطق مختلفة بها منذ نحو 3 أشهر، تشمل اجتياحات عسكرية بما فيها من قصف وقتل واعتقال، وتجريف عبر مختلف الآليات، وتدمير للبنية التحتية، فضلاً عن اقتحامات واعتداءات المستوطنين الصهاينة العديدة والمتنوعة.
نذكر مجريات يوم السبت 19 نيسان كمثال واحد فقط عن الحالة شبه اليومية التي تشهدها الضفة الغربية بمختلف مناطقها:
- أحرق مستوطنون محاصيل زراعية واختطفوا 3 أطفال غربي بلدة بيت فوريق الواقعة شرق مدينة نابلس.
- إصابة طفلة فلسطينية، 13 عاماً، برصاص من جيش الاحتلال شرقي بلدة بيت فوريق.
- انتهاكات لجيش الاحتلال والمستوطنين جنوبي الخليل بعد اقتحامها مخيم الفوار، واعتقال 30 فلسطينياً.
- قام المستوطنون بحماية من قوات الاحتلال، بحرق محاصيل زراعية شرق بلدة يطا.
- اقتحمت قوات الاحتلال قرية راس عين العوجا شمال مدينة أريحا، واعتدوا على ممتلكات الفلسطينيين فيها.
- سرق مستوطنون مضخات للمياه في منطقة الأغوار الشمالية.
- خرب مستوطنون مزروعات في خربة الدير.
- اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتين شرقي رام الله.
- استولى مستوطنون على معدات وثلاث شاحنات كانت تعمل على إصلاح خطوط الكهرباء، في قرية بيت دجن.
- اقتحام القوات الصهيونية بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم، وتمركزت بعدة أحياء بداخلها.
تعد الأحداث المذكورة - وهي ليوم واحد فقط ولا تشمله كله - غيضاً من فيض ما يجري بشكل يومي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، والتي تشهد بها مدينة جنين بالتحديد ومخيمها منذ 3 أشهر عمليات تجريف وإحراق لمنازل وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، وفي هذا السياق يذكر أنه في 26 نيسان دخلت الدبابات "الإسرائيلية" مدينة جنين لأول مرة منذ 23 عاماً في 2002.
خلال هذه الأشهر، شهد مخيم جنين تحديداً تدميراً للبنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه وتعطيل الخدمات الصحية والعملية التعليمية، وتهجير 21 ألفاً من الفلسطينيين المشكلين نسبة 90% من سكانه وفقاً لمحافظ المدينة كمال أبو الرب.
ووثق مكتب الأمم المتحدة OCHA بتقرير صادر عنه، وقوع 44 هجمة شنها مستوطنون صهاينة على الفلسطينيين بالفترة بين 26 آذار و7 نيسان، استشهد خلالها عدة فلسطينيين ودمرت العديد من الممتلكات بمناطق عدة، وكان ظاهراً بها استهداف التجمعات البدوية والرعوية، وعمليات حرق متعمد لأراضيهم ومزروعاتهم.
وفي فترة الأسبوعين نفسها هدمت القوات الصهيونية أكثر من 100 منشأة في الضفة الغربية، نصفها تقريباً يقع في منطقة غور الأردن، وقتلت 9 فلسطينيين بينهم طفلان، وأصيب 130 آخرين بينهم 34 طفلاً في شتى أنحاء الضفة الغربية.
وبالمثل، فإن هذه الفترة الموثقة بتقرير من OCHA، والذي لا يغطي بدوره جميع الأحداث فعلاً، يشكل أيضاً غيضاً من فيض ما يحدث يومياً.
إن ما يجري في الضفة الغربية لا يقل خطراً عمّا يجري في قطاع غزة من ناحية مساعي الاستفزاز والتفجير والتهجير والحرب وعموم المعاناة للفلسطينيين، إلا أن للقطاع بعداً سياسياً مختلفاً ارتبط بـ 7 أكتوبر وعموم التداعيات الإقليمية له مما يجعل العالم مهتماً بمجرياته ويغطيه إعلامياً، لتكون الضفة منسية عن التغطية الواسعة، ومن بين ذلك ما يفعله الكيان بالظلام فيها، رافعاً درجة الاحتقان بها من جهة، ومنفساً قليلاً عن أزمته داخلياً عبرها من جهة أخرى.