خبيصة أحمد جاسم الحسين
ارتبط اسم أحمد جاسم الحسين بمعمعان القصة القصيرة جداً، التي أصبحت في الاصطلاح السائد (ق.ق.ج)، فقد أشرف، بالاشتراك، على ملتقى القصة القصيرة جداً الذي أقيم في دمشق لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى مواكبة تلك الحركة الأدبية بعشرات المقالات والدراسات، كما وضع كتباً نقدية منها «القصة القصيرة جداً» 1997، و«القصة القصيرة السورية ونقدها في القرن العشرين» 2001، ومعها مجموعات قصصية منها «لو كنت مسؤولاً» 1994، «حب فراتي» 2000.
في مجموعته «خبيصة» الصادرة حديثاً عن (دار التكوين) يقدم الحسين قصصاً قصيرة جداً تستند إلى حساسية حداثية في تناول فوضى حياتنا الراهنة، ويختم نصوصه كلها بـ«يا» التي تحمل دلالات السخرية والأمل، وحول هذه المجموعة قال لقاسيون:«لهذه المجموعة خصوصية في حياتي لثلاثة أسباب رئيسية الأول: لأنها رفضت من الرقابة أربع مرات مع تقارير عنيفة ومخيفة، والثاني: لأنني اشتغلت عليها عبر عشر سنوات، فألقيت القصص في المراكز الثقافية المختلفة، ونشر معظمها في الدوريات، وهذا أتاح لي أن أعيد النظر فيها مرات ومرات، والثالث: أظن (لكن ربما أخون ظني) أنها ستكون الأخيرة لي في هذا المجال».
وعن آفاق القصة القصيرة جداً وهل وصلت إلى طريق مسدود يقول:«من الصعوبة الحديث عن انسداد الآفاق في الإبداع ولكن لاشك أن مشكلة التكرار والاستسهال كانت عاملاً يحتاج للقراءة».
وحول أسباب توقف ملتقى (ق.ق.ج) في دمشق بعد أن أقيمت له خمس دورات يقول الحسين:«هناك أسباب إدارية وأسباب قصصية الشق الأول لم يعد أحد يرضى باستضافتنا وفي الشق الثاني أرى أنه من الضرورة أن يتوقف اللهاث لنعرف أين وصلنا وما الذي حصل».
من المجموعة نقدم للقارئ نصاً بعنوان «ومن الحب..!»: «طبعوا لي صوراً كثيرةً.. علقوها في مدخل البناء والبيت، كتبوا أسفلها: ستبقى أبانا إلى الأبد! بالروح بالدم نفديك يا بابا!! سامح الله أولادي المشاغبين على هذا الحب الذي كدت أدفع ثمنه غالياً..! يا..»