د.أسامة دليقان

د.أسامة دليقان

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مؤشرات لقرب إعلان نهاية الوباء؟

نشرت منظمة الصحة العالمية نهاية شهر آذار الماضي تقريرها الأسبوعي عن حالة كوفيد-19 عالمياً، والذي احتوى على أحد المؤشرات المهمّة حول تغيُّر بانتشار متحوّرات الفيروس؛ فقد أشارت إلى أنه لم يبقَ حالياً سوى دلتا وأوميكرون (مع سيطرة أوميكرون ذي الخطورة الأقل) في حين حدث ما يمكن أن نعتبره انقراضاً لكلّ المتحوّرات الأخرى المصنّفة «مثيرةً للقلق» بعد الاختفاء شبه التام للإبلاغ عن حالات جديدة (من ألفا وغاما والبقية) في كلّ أنحاء العالم على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. وبدأت تتزايد التصريحات التي تتوقع قرب نهاية الوباء، الأمر الذي أشارت إليه المنظمة نفسها ولو بتحفّظ وحذر، قائلة بأنّ «الوباء لن ينتهي في أيّ مكان حتى ينتهي في كلّ مكان».

روسيا تَحرِمُ أمريكا محرِّكاتٍ فضائية لن تَصنَعَ مثلها قبل 2030!

أعلن ديمتري روغوزين، رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس)، يوم الخميس 3 آذار 2022، قرار روسيا وقفَ إمداد الولايات المتحدة بأفضل أنواع محركات الصواريخ الفضائية الروسية، وذلك رداً على عقوباتها ضد روسيا بشأن أوكرانيا، وقال ساخراً: «دعهم يطيرون على شيء آخر، على أعواد المكانِس مثلاً». ويبدو أنّ روغوزين يعرف تماماً عمّا يتحدث، إذْ صدرت في 3 شباط الماضي عن «خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي» وثيقة في 3 صفحات، كان لافتاً أنّها اختتمت بالاعتراف التالي المبني على تقييم خبراء القوات الفضائية بالجيش الأمريكي: «حتى لو تم الانتقال بعيداً عن المحرك الروسي RD -180 إلى محرك بديل أو مركبة إطلاق بديلة انتقالاً سلساً ومطابقاً للجدول الزمني المحدد، فمن المحتمل ألا يتم تكرار سجل الأداء والموثوقية الذي حقَّقه هذا المحرِّك حتى الآن، إلا بعد العام 2030؛ حيث في سجلّه حوالي 81 إطلاقاً ناجحاً على التوالي منذ العام 2000 بين أغراضٍ مدنية، وتجارية، وأغراضٍ فضائية مرتبطة بالأمن القومي».

فوكوياما يعيدها «كمَهزَلة» معترفاً بـ«نهاية نهاية التاريخ»

نشرت صحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية صباح الجمعة 4 شباط 2022 مقالاً جديداً لصاحب تعبير «نهاية التاريخ» الشهير فرانسيس فوكوياما، بعنوان «حرب بوتين على النظام الليبرالي»، يعلّق فيها على ما يجري من منعطف تاريخي عالمي يتمثل ويتكثّف بالأحداث في أوكرانيا، وبالطبع من وجهة نظر الليبرالي الذي يبكي هذه المرة على «نهاية نهاية التاريخ» وينعى تلك الرَّمشَة القصيرة لجفن التاريخ والتي لم تَدُم طويلاً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، والتي سبق أنْ جرى «الاحتفال» بها على أنها «نهاية التاريخ» بمعنى السيطرة الأبدية للرأسمالية والأحادية القطبية الأمريكية. ورغم هذه الاعترافات لكن فوكوياما بالطبع، وكما لا يمكن أن نتوقّع منه غير ذلك، يُرصِّع مقالَه بالدعاية الحربية الغربية والأكاذيب حول طبيعة ما يجري في أوكرانيا، والتمجيد بشخص زيلينسكي الدُّمية الأمريكية مع صمتٍ متواطئ تجاه النازية الجديدة المدعومة غربياً، إضافة إلى اجترار الأكاذيب التقليدية حول «تناقض» مزعوم بين النيوليبرالية والاستبداد، ولا سيّما بأنه يذكر سورية من بين مجموعة دول في سياق يحاول فيه فوكوياما - وحتى في تناقض مع مقاطع أخرى من مقاله نفسه - الإيحاءَ وكأنّها بلدٌ «خارج الطوق» الليبرالي بل وكأنَّ نظامَها «يقاوِم النيوليبرالية» وليس يسرّع من تقويض البلاد في مطحنتها، في تعميةٍ يائسة من فوكوياما على حقيقة أنّ النيوليبرالية التي يمجّدها كانت وما زالت توأماً ملازماً لقمع الحريات الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والسياسية. فيما يلي تعليق على أبرز ما جاء في مقالة فوكوياما الجديدة.

 

الأسباب العِلمية لفتك البرد بالسوريين

البشر «حيوانات مَدَاريّة» بالأساس، نظراً لنشوء أسلافهم في الغابات الاستوائية، وهم غير مجهّزين بيولوجياً بما يكفي حتى لمقاومة البرد الخفيف. أما كيف استطاعوا العيش في مناخات باردة، فلأنه- وعلى عكس الحيوانات القطبية التي طورت بالاصطفاء الطبيعي فراءً وجلوداً سميكة وطبقات ثخينة من الشحم تحت الجلد- قد تكيّفت الجماعات البشرية للارتحال والسكن في مناطق أبرد من الاستوائية بفضل العمل وتطور الدماغ الواعي المبدع واكتشاف النار وطهو الأغذية عالية الطاقة وصناعة الثياب والأدوات والاختراعات والكهرباء والمأوى والملبس وغيرها، بمعنى آخر عبر أساسيات ما يسمّى «الحضارة البشرية»، الأساسيات التي لم تعد تؤمّن بحدودها الدنيا لأغلبية البشر في بعض الدول، مثل سورية، رغم غناها بالثروات.

احتجاجات «التطعيم» وأزمة الثقة بالسلطة (فرنسا نموذجاً)

يسلط التقرير التالي الضوء على بعض العوامل الأعمق اجتماعياً وطبقياً وتاريخياً التي تتجلّى بظواهر التمرّد على إجراءات السلطة وخاصة عندما تحاول فرضها على الشعب قسراً، وعلاقة ذلك بتعمق أزمة انعدام الثقة بها، بغض النظر عن الجدال المتعلق بالتطعيم من الناحية الصحية والطبية والذي لن يكفي لفهم تعقيد الظاهرة الاجتماعية المعنية التي يبدو أنها مرتبطة أيضاً بردة فعل على الاغتراب الرأسمالي كما سنرى.

سباق التكنولوجيا «فرط الصوتية» وفجوة التأخّر الأمريكي

شهد العام 2021 ثلاثة اختبارات متعاقبة فاشلة لأحد أكبر المشاريع الأمريكية للصواريخ فرط الصوتية، مما سلّط الضوء على التخلّف النسبي للولايات المتحدة في هذا المجال العلمي- التكنولوجي بالنسبة لروسيا والصين، والفجوة مرشّحة لمزيد من الاتساع في حال لم تتداركها الولايات المتحدة. وبالنسبة لروسيا أشار محلّلون إلى أهمية إرث «إنجازات العلوم السوفييتية السابقة» التي شكلت أساساً للتطويرات اللاحقة والحالية. بالمقابل اعترف «منتدى حَوكمة الشركات» في جامعة هارفارد، بالتأثير السلبي لما وصلت إليه الرأسمالية وخاصة في الولايات المتحدة على سرعة التقدم العلمي.

تراجع فعالية اللقاحات والمنافسة الغربية غير الشريفة

تتراجع فعّالية جميع لقاحات كوفيد-19 مع الزمن، ولكنْ ما أثار استغراب الكثيرين التراجع الأشدّ والأسرع للّقاحات الغربية مقارنةً باللقاحات الروسية تحديداً (وفق عدة دراسات يستعرضها التقرير الحالي)، وسط منافسة غير شريفة يمارسها عددٌ من سياسيّو الغرب وشركاته منذ 2020، بدءاً من الحملات الباكرة للشيطنة والتسييس، مروراً بالضغوط على البلدان ومنظمة الصحة العالمية لعرقلة الترخيص، وصولاً لتضخيم نتائج دراسات ضعيفة علمياً كما سنرى. مستجدات فعالية اللقاحات التي كشفتها المتحورات الجديدة (وخاصة دلتا وأوميكرون) وطريقة التعامل الإعلامي وحتى الأكاديمي معها، تقدّم أدلةً إضافية على النظرية العامّة المتعلّقة بأزمة التراجع العلمي والأخلاقي للحضارة الغربية مقابل صعود قوى العالَم الجديد.

هل يؤدّي التطعيم الإلزامي إلى نتائج أفضل من الطَّوعي؟

خلال السنة الثالثة من وباء كوفيد (2021) أخذ يتصاعد في خطاب صانعي السياسات وخاصة في الغرب، الحديث عن «ضرورة» التطعيم الإلزامي ضدّ الفيروس، مترافقاً بإجراءات عَملية بهذا الاتجاه، أثارتْ وما تزال جدالاً أخلاقياً وقانونياً وسياسياً، وعلمياً أيضاً، مثل فرض «شهادة التطعيم» للسماح بالسفر، لينتقل الأمر بالتوازي أو بعده قليلاً إلى التطعيم شرطاً لدخول بعض الأماكن والنشاطات أو المؤسسات الرسمية والتعليمية... ويبدو أنّ هذه المساعي لاقت مؤخراً فرصة مؤاتية جديدة بعد اكتشاف المتحور الجديد «أوميكرون» والمخاوف المثارة حوله. وقد يبدو أنّ للسؤال المطروح في عنوان هذه المادة جواباً بسيطاً، لكن مهمّة العِلم هي كشف الجوهر المختفي خلف البساطة الظاهرة، وعبر الأدلة والبيّنات.

«الميتافيرس»: بين تَسليع جهازنا العصبي وإمكانات ما بعد الرأسمالية

في مقطع الفيديو الشهير الذي أطلقته شركة «ميتا» (فيسبوك سابقاً) في 29 تشرين الأول 2021 يظهر مالكها مارك زوكيربيرغ «ليبشّر» في مادة دعائية لنحو عشر دقائق لما يفترض أن تكون التكنولوجيا القادمة التي سوف تتجاوز كلّاً من الإنترنت و«الموبايل» والحاسوب. وتعتمد على بناء شبكة من فضاءات ما يسمى «الواقع الافتراضي» VR و«الواقع المُعزَّز» AR. تضيء المادة التالية على الموضوع من وجهة نظر بعض العلوم: علم وظائف الأعضاء البشرية (الفيزيولوجيا) وأمراضها، علم الهندسة البشرية (الإيرغونوميكس)، وعلم الاقتصاد السياسي الماركسي.

اختبارات كورونا في سورية.. وماذا تعني أرقامها؟

أصدرت منظمة الصحة العالمية حتى الآن 11 تقريراً من سلسلة «ملخص إمراضية ووفيات سورية» SMMS المتعلقة بكوفيد-19 منذ بداية الوباء، كان أحدثها (حتى يوم تحرير هذه المادة) التقرير الحادي عشر المؤرخ بـ 21 أيلول 2021. وفيما يلي نركز على ما جاء في هذه التقارير من بيانات وإحصائيات تخص الاختبارات وإيجابيتها ومعنى هذا المؤشر.