د.أسامة دليقان

د.أسامة دليقان

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الأساس المادّي لسَبق البابليّين باكتشاف علاقة «فيثاغورث»

نشرت مجلة «أسس العلم» العالمية دراسة جديدة، في 3 آب 2021، للباحث دانييل مانسفيلد عن قطعة أثرية بابلية تدعى «حجر بليمبتون 322»، والتي لطالما أثارت اهتمام علماء الرياضيات والآثار. ولا تكمن أهمية هذه الدراسة برأينا فقط في تأكيد أنّ البابليين كانوا يعرفون علاقة «فيثاغورث» في المثلث القائم الزاوية قبل فيثاغورث بألف عام (لأن هذا الأمر كان معروفاً بالفعل منذ عام 1969 على الأقل)، بل ما وجدناه أكثر إثارة للاهتمام فيها هو قيام مانسفيلد بربط اكتشاف البابليين لعلاقة «فيثاغورث» بأساس مادّي اقتصادي- اجتماعي ألا وهو ظهور الحاجة لديهم إلى تقسيم أكثر دقة للأراضي الزراعية إلى ملكيات خاصة بين الأفراد، وفضّ النزاعات الناجمة عن ذلك، في مرحلة يبدو أنّها تزامنت مع الخروج من التشكيلة المشاعية البدائية إلى عصر الملكية الخاصة والمجتمع الطبقي.

مِن الكَهْرَبَة الاشتراكية 1918 إلى ظلام الفساد الرأسمالي 2021

أطلق لينين في 22 كانون الأول 1920، شعاره الشهير «الشيوعية هي: السلطة السوفييتية + كَهرَبَة البلاد بأكملها». وبدأ تاريخ التخطيط الاقتصادي الاشتراكي فعلياً منذ تأسيس «لجنة كَهرَبَة روسيا» عام 1920 وقبل ولادة لجنة تخطيط الدولة (المعروفة بـ «غوسبلان» Gosplan) في شباط 1922. وتُفصِّل المادة التالية بأبرز محطات التطور اللاحق للكهرباء الاشتراكية في صعودها. أمّا لماذا نعتقد بأنّ إضاءةً كهذه مهمّةٌ اليوم؟ أحد الأسباب ببساطة: المفارقة المريرة التي تجعل إنساناً في القرن الحادي والعشرين– بسبب عيشه في منظومة رأسمالية شديدة الفساد كما في سورية– أنْ يُضطَرَّ لقراءة هذا المقال... على ضوء الشموع!!

احتمال نشأة «كورونا» من مختبر للجيش الأمريكي: «نظرية مؤامرة» أَمْ فرضيّة معقولة؟

رغم مضي أشهر على تقرير بعثة منظمة الصحة العالمية إلى الصين آخر آذار الماضي، والتي لم تجد دليلاً على نشوء الفيروس من مختبر ووهان، ما زالت القضية محلّ تجاذب سياسيّ، فبعد كل تصريح أمريكي تردّ الصين بالتذكير بتعاونها، داعيةً بالمقابل للتحقيق بأسباب ضعف الاحتواء الأمريكي للوباء، مع تساؤلات عن مختبر الأسلحة البيولوجية والكيميائية في قاعدة «فورت ديتريك» العسكرية الأمريكية بولاية ميريلاند. يتناول التقرير التالي بعض تصريحات الطرفين، إضافة لمعلومات عن مختبر «فورت ديتريك» وخاصةً ما كشفته السنة الماضية باحثةٌ أمريكية سبق لها العمل فيه.

الجليد الملوَّث في ظل الكارثة الكهربائية: كيف نتجنّب التسمّم والمرض؟

تشهد بلدنا سورية انهياراً كارثياً بالشبكة الكهربائية، وإلى جانب آثاره المدمّرة اقتصادياً واجتماعياً ونفسيّاً، فإنّ له بالتأكيد آثاراً صحّية جسدية قد لا تكون تكشّفت بعد بكامل حجمها، ويُخشى من أنْ نكون مقبلين على أوبئة جديدة، والتي نعتقد بأنّ الأسبوع الماضي، على الأقل، شهد حوادث وبوادر لا بدّ أنْ يعتبرها أيّ معنيٍّ بالصحة العامة في البلاد ناقوسَ خطرٍ جدّياً لا يجوز إهماله. 

فضيحة «بيغاسوس»: هل مِن جديد تخبرنا به عن الحركة الصهيونية؟

هناك طريقة وحيدة لتعرف أنّ هاتفك مُختَرَق، وفقاً لمدير تحرير ويكيليكس، كريستيان رافنسون، في تعليق حديث له على فضيحة برنامج التجسس الصهيوني «بيغاسوس» التابع للشركة «الإسرائيلية» NSO. وكانت ويكيليكس أول من كشف عن برنامج بيغاسوس للتجسس في نظامي أندرويد وآبل منذ 1 كانون الأول 2011 عندما نشرت «وثيقةً داخلية تفضح السفالة غير المعقولة لشركات التجسس الخاصة تلك، والخدمات التي تقدّمها للأنظمة الاستبدادية لاستهداف الناشطين والخصوم السياسيّين والصحفيّين» وفقاً لتصريح لرافنسون الأسبوع الماضي. التقرير التالي، وإضافة إلى تقديم لمحة تقنية عن الموضوع، يرى دلالتين تاريخيَّتين لانفجار فضيحة بيغاسوس الآن رغم كون نشاطها الخبيث معروفاً منذ عشر سنوات: أولاً، هي انكشاف وتأكيد متزايد لحقيقة أنّ الحركة الصهيونية عدوّ لدود للأغلبية العظمى من البشر على هذا الكوكب وليس فقط للشعب الفلسطيني أو العربي. ثانياً، خروج الفضيحة إلى العلن عالمياً – ولو بحجم أقل مما تستحقه – ورغم نفوذ الصهيونية الإعلامي والمالي، هو بحد ذاته مؤشرٌ يضاف إلى المؤشرات المستجدة العديدة على تفاقم الضعف والتراجع والأزمة الوجودية لكلّ من الكيان الصهيوني بشكل خاص (من فشله في معركة غزة، ورعبه من الانتفاضة الجديدة، وتجرّؤ حتى «محكمة العدل الدولية» على فتح ملفّات جرائمه، وتوسّع حملات مقاطعته عالمياً من مستويات شعبية وحتى بعض المؤسسات والشركات، وخلافاته مع داعمه الأمريكي حول الملف النووي الإيراني، وغيرها)، ولأزمة المنظومة الإمبريالية بشكل عام، الداعمة له والمتداخلة مع الصهيونية العالمية.

«باسبور كورونا» الأوروبي: هل يقلّ سوءاً عن «حَظر ارتداء الجينز» في كوريا الشمالية؟

امتنع الاتحاد الأوروبي، عبر وكالة الأدوية الأوروبية EMA، عن ترخيص أي لقاحات سوى اللقاحات الغربية الصنع الأربعة: فايزر وموديرنا وجونسون وأسترازينيكا، ولم يكتفِ بذلك، بل وفرض أيضاً «جواز سفر لقاح كوفيد-19» بحيث ألزم الدول الأعضاء بإصدار وقبول جوازات السفر فقط لأولئك الذين تم تطعيمهم بأحد هذه اللقاحات حصراً. وسمّي هذا بـ«الممر الأخضر» Green Pass والذي يعني بأنّ المسافرين حتى لو كانوا ملقّحين بالفعل بلقاحات روسية أو صينية أو حتى بلقاح كوفيشيلد الهندي (وهو أسترازينيكا نفسه لكن من إنتاج هندي) فإنهم لن يحصلوا على «المرور الأخضر» وسيُعامَلون وكأنّهم غير ملقّحين ضدّ هذا الفيروس على الإطلاق! الأمر الذي أثار انتقادات، ولا سيّما في روسيا والصين والهند وإفريقيا.

الشهيد نزار بنات في «مِحرَق عدسة» الثالوث الثوري الحديث

انفجرت مؤخراً احتجاجات الشعب الفلسطيني ضد سلطة أوسلو بقيادة محمود عباس، سلطة التنسيق الأمني مع العدو، نتيجة لتراكم تاريخي لمجموعة من الممارسات المتزايدة في تفريطها بحقوق الشعب الفلسطيني، ليس فقط على مستوى القضية الوطنية المركزية عبر نهج المساومة والاستسلام، بل ولازدياد تلاحم قضية التحرر الوطني مع القضية الاقتصادية-الاجتماعية وملفّات الفساد السلطوي، مع قضية الديمقراطية والحريات. وهذا ما يفسّر رمزية استشهاد المناضل والمعارض الفلسطيني نزار بنات (أبو كفاح) اغتيالاً بيد قوات أمن السلطة، لكونه شخصية تلاقى فيه ثالوث الثورة الوطنية الديمقراطية الحديثة (كفاح القضية الوطنية ضد الاحتلال مع قضية النضال الاقتصادي-الاجتماعي ضدّ الفساد، مع النضال الديمقراطي ضدّ قمع الحريات) مثلما تتجمّع أشعة الشمس في البؤرة المِحرقيّة لعدسة محدّبة الوجهَين.

الأزمة الأمريكية بحاجة لـ«فيروس صيني» أو «مخلوقات فضائية»

زعمت واشنطن في 21 من حزيران الجاري، قدرتها على «عزل» الصين في حال «لم تسمح» للخبراء الدوليين بالقدوم لأجل دراسة منشأ فيروس كورونا المستجد. جاء هذا «التهديد» – والمناقض للقدرة الفعلية لواشنطن على تنفيذه – على لسان مستشار الرئيس الأمريكي للأمن الوطني جيك سوليفان. ليأتي رد الخارجية الصينية بعد ذلك بيومَين بأنّ الصين ستدعو إلى «تحقيق شامل بشأن منشأ تفشي كوفيد-19 في الولايات المتحدة والأسباب والأطراف التي تتحمل مسؤولية الأداء الضعيف للولايات المتحدة في احتواء المرض والمشكلات المتواجدة في قاعدة فورت ديتريك وأكثر من 200 مختبر بيولوجي أمريكي في الخارج». هنا نتساءل، أليس اجترار «أمريكا بايدن» لذرائع «أمريكا ترامب» نفسها لاختلاق مبررات عدوانيتها وتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج، دليلاً إضافياً على أنّها ما زالت أمريكا المتواصلة التراجع والتأزم رغم تغيّر الجالس في «المكتب البيضاوي»؟

أسعار لقاحات كوفيد، ودور «السوق الحرّة» في إفشال التطعيم الواسع

نشرتْ منظمة «اليونسيف» أسعارَ معظم اللقاحات المضادّة لكوفيد-19. وما يلفت الانتباه ليس فقط التفاوت الجغرافي الكبير بتسعير اللقاح نفسه، بل وأنّه رغم الكارثة الوبائية ما يزال عالَمنا الرأسمالي، بمعظم دُوَلِه، فاشلاً في أنْ يستثني هذا المنتوج من آليات تسعير «السوق الحرة»، وما زلنا – رغم أكثر من 167.57 مليون إصابة وأكثر من 3.47 مليون وفاة عبر العالم اليوم – نجد «لقاحات سياحيّة» إلى جانب «لقاحاتٍ لعامّة الشعب». التقرير التالي يُعرّف بالأسعار العالمية للقاحات كوفيد، ويلفت الانتباه إلى الهند كنموذج على المآسي التي تساهم فيها حكومةٌ لم تكتفِ فقط بأنْ فرضت على مواطنيها رسوماً للطعوم، بل وسمحت أيضاً بارتفاع أسعارها بالمشافي الهندية الخاصة حتى باتت الأعلى في العالَم!

الصراع حول «حقوق الملكية الفكرية» للقاحات كوفيد-19

بعد رفضٍ استمرّ حوالي 7 أشهر، غيّرت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها الرسمي من الاقتراح الهندي/الجنوب-الإفريقي بتعليق حقوق الملكية الفكرية للقاحات كوفيد-19. فأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في السادس من أيار الجاري دعمَه لهذه الفكرة، وسط ترحيبٍ مِن مدير منظمة الصحة العالمية، كما أعلنت روسيا عبر رئيسها فلاديمير بوتين أيضاً دعمَها. ولكن ما تزال هناك دول ترفض (مثل ألمانيا) فضلاً عن رفضٍ مستمرٍّ من كُبريَات شركات الأدوية الغربية، مما يهدّد بإجهاض المسعى أو تأجيله لمدة غير معروفة، ولا سيّما أنّ اعتمادَ قرارات كهذه في منظمة التجارة العالمية تحتاجُ عادةً إلى إجماع.