د.أسامة دليقان

د.أسامة دليقان

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عِلم «اللسانيّات العصبية» يُثبِت نظرية «التعزيز التراكمي لاكتساب اللغة»

أثبتت دراسةٌ يابانية- أمريكية جديدة، نشرت في 31 آذار 2021، في تقارير مجلة «الطبيعة»، أنّ الأشخاص متعدِّدي اللغات يسهل عليهم اكتسابُ المزيد من اللغات الجديدة بعد إتقان ثانية أو ثالثة. وفضلاً عن إزالة الغموض عمّا يبدو «عبقرية خارقة» لدى متعددي اللغات، يقول الباحثون: إنّ نتائج تجربتهم توفّر أوّل دليل علمي عصبيّ على أنّ المهارات اللغوية تملك ميزة «الإضافة» (زيادة قدرة الفرد على تعلم لغات جديدة مع كل لغة يضيفها لحصيلة ما تعلّمه)، وهي نظرية تُعرف باسم «نموذج التعزيز التراكمي لاكتساب اللغة».

تأثير هموم العمّال المادّية على إضعاف إنتاجيّة عَمَلهم

«يمكن للمخاوف بشأن المال أن تخلقَ أعباءً نفسية، مثل: القلق أو التوتر أو الحزن، مما قد يُلحق الضرر بالقدرة على العمل بفعالية. أجرينا تجربة ميدانية مع عمال التصنيع بالقطعة في الهند. قمنا بترتيب توقيت استلام الدخل عشوائياً، بحيث يكون لدى بعض العمال في يوم معين نقود أكثر من غيرهم... فوجدنا أنّ العمال الذين حصلوا على رواتبهم مقدّماً زادوا إنتاجهم بنسبة 6,2% في الساعة. كما ارتكبوا أخطاء أقلّ في عملية التصنيع، مما يدل على أنّهم صاروا أيضاً أكثر انتباهاً في العمل» – كانت هذه خلاصة دراسة أجراها خبير اقتصادي سلوكي وزملاؤه في كلية الأعمال بجامعة شيكاغو، ونشرها في مطلع العام الحالي (2021) مركز أبحاث خاص في الولايات المتحدة يسمى «المكتب الوطني للبحث الاقتصادي» NBER.

بعيداً عن «الكرنفالات» ما شروط «تحول رقمي» ناجح في سورية؟

انعقد منذ أيام في دمشق «المؤتمر الدولي الثالث للتحول الرقمي». ربما لم يسمع كثيرٌ من السوريين بـ«الحدث»، بسبب الوضع المزري لانقطاعٍات الكهرباء أو الإنترنت أو كليهما، أو ربما شعر كثيرون منهم بنفورٍ أو بمفارقة مريرة لدى سماع المصطلح، ويمكن تفهّم موقفهم، على الأقل لأنّ صفات مثل «رقمي» و«إلكتروني» و«ذكي» باتت ملتصقة بمعاناتهم مع بطاقات «الذكاء» الحكومي وبشقائهم سعياً لـ«تنزيل» بعض اللقم في المعدة، أو الاحتماء من سحابة ماطرة، قبل أن يفكّروا بـ«تنزيل» بياناتٍ ما من مساحة «تخزين سحابيّ» افتراضي على الإنترنت. لكن هذا لا يعني بالطبع بأنّ السوريّين لا يستحقون التمتع بأحدث منجزات ثورة الاتصالات والمعلومات التي يفترض أنها اليوم حقّ وضرورة إنسانية معاصرة، بكل مناحي الحياة. يتناول التقرير التالي شروط «التحوّل رقمي» علماً أنّ الدولة يجب أن تحقّق أولاً شروط وجود «اقتصاد» أصلاً في بلد موحّد حتى تصبح «رقمَنَته» ممكنة.

ماذا وراء تصريح رئيس البرازيل بأنّ بلاده «مفلسة»؟!

في 6 نيسان الجاري أقر مجلس النواب البرازيلي «قانون الإفلاس والتعافي» الجديد. ويهدف لتوسيع آليات بقاء الشركات التي تواجه صعوبات مالية، وقد سبقت الموافقة على مشروعه منذ أكثر من عامين في مجلس النواب، ولكن تجمَّدَ في مجلس الشيوخ. ثم صار ملحّاً بسبب الجائحة مما دفع الشيوخ للموافقة عليه. وكان رئيس البرازيل اليميني جايير بولسونارو قد أطلق في 5 كانون الثاني 2021 تصريحاً مخيفاً أعلن فيه أنّ «البرازيل مفلِسة»، موحياً بعجزه عن حل الأزمة. الأمر الذي يبرز سؤال: ماذا يدور في ذهن أعلى ممثل للجمهورية عندما يدلي بتصريح يبدو أنه يصبّ ضد حكومته؟ وما الهدف منه؟ كمحاولة للإجابة سنتناول في هذا التقرير تحليلات اثنين من الباحثين البرازيليين ينتميان إلى اليسار.

هل ستنتهي احتياطيات الوقود الأحفوري بعد 50 سنة؟

قال شيويه تشيكون الأسبوع الماضي، وهو عالم فيزياء الكوانتوم الصيني الكبير، ورئيس الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا وعضو الأكاديمية الصينية للعلوم: إنّ «الإحصائيات تظهر أنّ كمية الطاقة الأحفورية على الأرض وفقاً لمستوى التطور الحالي يمكن توقع استنفادها خلال 50 عاماً». واعتبرت كثير من وسائل الإعلام تصريحه هذا «صدمة»، وهذا متوقّع لأنه بالطبع لا يروق لعمالقة رأس المال والشركات المستثمرة في النفط والغاز. جاء تصريح تشيكون في 20 آذار الجاري، وذلك أمام «منتدى التنمية الصيني 2021» الذي استضافه مركز أبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني، أثناء مشاركة هذا العالِم لوجهات نظره حول الاستخدام الفعال للطاقة الشمسية، وإعادة التدوير المستدام.

احتجاجات «الأزمة الوبائية» كشكلٍ خاصّ من الاحتجاج العامّ المتصاعد ضد الرأسمالية

تركّز رواية الطبقات الحاكمة حول الاحتجاجات المرتبطة بالوباء عالمياً، وخاصة في أوروبا وأميركا، على تقديم صورة للمحتجّين على أنهم بشكل رئيسي من المتطرّفين ومثيري الشغب والعنف، وأصحاب «نظريات المؤامرة» الرافضين لاعتبار الفيروس تهديداً حقيقياً، أو رافضي الكمامات واللقاحات وإجراءات الوقاية...إلخ. لكن نتائج تقارير ودراسات موثّقة ظهرت مؤخراً تكشف سطحية وتضليل هذه الصورة السائدة. وبنظرة أوسع ترى الأمور في حركتها، لا ينبغي تجريد الاحتجاجات الخاصة بالأزمة الحالية المركَّبة (الاقتصادية-الاجتماعية-السياسية-الوبائية) عن السياق التاريخي والميل العام المتصاعد لاحتجاجات الشعوب ضد حكم الرأسمالية، والذي وثقته بالفعل إحدى الدراسات (المنشورة في نيسان 2020) والتي قالت بأنّ وتيرة نمو الاحتجاج الشعبي العالَمي قد تضاعفت 3 مرات تقريباً (أو بمعدّل +11.5 % كوسطي سنوي) بين 2009 و2019 (أي حتى قبل الوباء).

لماذا يشتكي الغرب، الأغنى والأكثر احتكاراً، من أزمة تطعيم؟!

في الخامس من شباط الماضي، نشرت منظمة أوكسفام مقالاً على موقعها الرسمي نقلت فيه تحذيراً أطلقه «تحالف اللقاح الشعبي» People’s Vaccine Alliance (الذي يضم عدداً كبيراً من المنظمات إلى جانب أوكسفام)، يقول فيه إنه «في مواجهة نقص اللقاحات في جميع أنحاء العالم والتحركات المتصاعدة من جانب الاتحاد الأوروبي لتقييد صادرات اللقاحات، يحثُّ تحالفُ اللقاحات الشعبي الحكوماتِ وصانعي الأدوية على زيادة الإنتاج، ويجب عليهم إزالة الحواجز المُصطنعة التي تحَول دون معالجة أزمة الإمداد العالمية، بما في ذلك تعليق حقوق الملكية الفكرية، وأن يقوموا بمشاركة التكنولوجيا وإنهاء السيطرة الاحتكارية، حتى يتمكن الجميع في كل مكان من الوصول إلى اللقاح بأسرع وقت ممكن». وقالت آنا ماريوت، مديرة السياسة الصحية في أوكسفام: «العالم في سباق للوصول إلى مناعة القطيع للسيطرة على هذا المرض، وإنقاذ ملايين الأرواح والاقتصاد... ومع ذلك، فإن السعي وراء الأرباح والاحتكارات يعني أننا نخسر هذا السباق».

الصحة العالمية توصي بعدم استعمال هيدروكسي كلوروكين «للوقاية» من الإصابة بكوفيد

أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيةً بعدم فائدة دواء هيدروكسي كلوروكين للوقاية من مرض كوفيد19، دون توضيح حول إذا ما كان هذا العقار مفيداً أم لا لحالات معيَّنة من الذين قد أصيبوا بالفعل. وجاءت التوصية الجديدة ضمن «الدليل الإرشادي الحي لمنظمة الصحة العالمية بشأن أدوية الوقاية من كوفيد-19» الذي نشرته أمس الثلاثاء، 2 آذار 2021 المجلة الطبية البريطانية BMJ.

استمرار انكماش الوباء في بريطانيا رغم «السلالات المتحوِّرة»

نقلت صحيفة الغارديان البريطانية أول أمس الجمعة تطورات جديدة توحي بميل القرار الحكومي البريطاني نحو تخفيف إجراءات الإغلاق بعد تواصل انخفاض عدة مؤشرات وبائية منذ الشهر الماضي، وقالت بأنّ «الآمال تتعزز في أن يتمكن قادة المملكة المتحدة من البدء في تخفيف قيود الإغلاق في غضون أسابيع حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد حالات كوفيد الجديدة يتقلص بنسبة 2% إلى 5% يومياً».

انتصار «سبوتنيك V» يكشف عمق الأزمة العلمية الحضارية والأخلاقية للقُـطب الآفِـل

منذ اليوم الأول للإعلان عن تسجيله للاستعمال الطارئ في روسيا، في 11 آب 2020، تعرَّض لقاح سبوتنيك V المضاد لكوفيد-19 وعلى الفور لحملة هجوم شرسة منسَّقة من المايسترو الأمريكي الغربي و«ببَّغاواته» في العالم الثالث والعالَم العربي، والتي سادها تطرّفٌ استثنائي في التشويه المتنكِّر بعباءة «العِلم»، والحقد والتسييس والعنصرية بشكل يذكرنا بالهجمة المماثلة لتحميل الصين المسؤولية عن «اختلاق» الفيروس أو «نشره المتعمّد»، والتي فشلت أيضاً، باعتراف منظمة الصحة العالمية مؤخّراً. واليوم يكاد الموقف ينقلب رأساً على عقب تجاه اللقاح الروسي، بعد أن أثبت أنه واحد من الثلاثة الأعلى فعالية في العالَم، فضلاً عن أمانه وسعره المنافِس وسهولة تخزينه والاعتراف الواسع به، حيث نال تراخيص الاستعمال الطارئ من 26 بلداً حتى اليوم، إلى جانب فايزر الأمريكي-الألماني (35 بلداً) وأسترازينيكا (31 بلداً).