افتتاحية قاسيون 1074: الرد :تنفيذ 2254 فوراً
نفذ الاحتلال «الإسرائيلي» فجر الجمعة الماضية اعتداءً جديداً على سورية، ضمن سلسلة اعتداءات متواصلة منذ عدة سنوات، كان الأساس الذي تجري عليه طوال الوقت، هو استمرار الأزمة السورية وتعمّقها.
الجديد في العدوان الأخير، وإلى جانب وقاحته السافرة، هو أنه يمكن اعتباره من أكبر موجات العدوان عبر سنوات، وهو غير مسبوق من حيث نتيجته؛ حيث أدى للمرة الأولى إلى إخراج مطار دمشق الدولي عن العمل بشكل كامل.
واستهداف المطارات المدنية وإخراجها عن العمل، هو أمرٌ لا يحصل عادة إلا في الحروب الشاملة، بل وحتى في الحروب، فإنه يعتبر أمراً غير اعتيادي؛ على الأقل، من باب مخالفته للقوانين الدولية المعنية في أوقات الحرب.
إنّ تصعيد درجة العدوانية الصهيونية ضد سورية، لا يعبر عن نفسه بعمليات القصف فحسب، بل وأيضاً عبر محاولات تسريع إجراءات الاستيطان في الجولان السوري المحتل، وعبر العمليات المنسقة للالتفاف الغربي شبه المعلن على 2254، سعياً وراء «حلولٍ» تسعى لتثبيت وضع الكيان في منطقتنا، ضمن الظروف العالمية الجديدة التي تسير في غير صالح الكيان، وفي غير صالح الغرب عموماً...
وإذا كان من غير الممكن فصل تصاعد العدوانية هذا عن مجمل الصراع الجاري على الساحة الدولية، وخاصة عن مآلاته المتعلقة بالكيان ومستقبله، إلّا أنه من غير الممكن أيضاً فصله عن إحساس الصهاينة بأنهم آمنون من الرد!
إنّ اعتداءات الصهاينة على كرامة السوريين وسيادتهم وسيادة بلدهم، تستدعي رداً حقيقياً وجدياً يلجمهم. وما يعيق رداً بهذا المستوى، هو الوضع السوري الكارثي على كافة المستويات؛ من تهجيرِ ما يصل إلى نصف الشعب السوري من أرضه، إلى الحالة الاقتصادية الاجتماعية المأساوية، إلى تقسيم الأمر الواقع... وإلخ..
وحل هذه المسائل جميعها يمر عبر طريق واحد، هو إعادة توحيد الشعب السوري والأرض السورية عبر الحل السياسي الشامل على أساس القرار 2254.
إنّ المسؤولية واقعة على كل الأطراف السورية في الدفاع عن الكرامة السورية؛ فعلى جانب النظام أن يأخذه حصته من المبادرة لتنفيذ الحل السياسي، بإنهاء عدم الجدّية اتجاهه، ووضع الاعتبار الوطني فوق كل الاعتبارات الأخرى.
وعلى المعارضة أن تنهي اللعب ومحاولات الإيحاء بالموافقة على 2254، وأن تكون مؤهلة لتشكيل وفد تفاوضي جدي ووازن للمباشرة بتنفيذ القرار.
إنّ الطريق الأقصر والأسرع للرد على الاعتداءات الصهيونية، هو عبر حلٍ سياسي شامل على أساس القرار 2254، ينهي الوضع المأساوي لسورية والسوريين، ويضع الأساس لوحدة الشعب والأرض بشكل حقيقي، وتالياً الأساس للدفاع عنهما دفاعاً فعّالاً يسترد الكرامة الوطنية المهدورة!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1074