د.جميل لـ«سبوتنيك»:  اقتراحنا يوفق بين الدستور و«2254».. والكل يقترب من موقفنا!

د.جميل لـ«سبوتنيك»: اقتراحنا يوفق بين الدستور و«2254».. والكل يقترب من موقفنا!

أجرت إذاعة «سبوتنيك» الروسية يوم الثلاثاء 28 حزيران الماضي، حواراً خاصاً مع الرفيق قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، ورئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، سألته خلاله عن التحضيرات الجارية للجولة القادمة من جنيف3، وعن بعض أهم المستجدات على الساحة الدولية وتأثيراتها المتوقعة على الوضع السوري، وخاصة مسألة الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي.. فيما يلي تنشر «قاسيون» مقتطفات من الحوار المنشور كاملاً بصيغته الصوتية على موقع قاسيون الالكتروني kassioun.org

الاتجاه العام لم يتغير

بدأ الحوار بسؤال عن «حجم الأمل» بحل الأزمة السورية في ظل المتغيرات الهائلة الجارية على الساحة الدولية، وفي إجابته أكّد د.جميل: «هذا الأمل لم يقو فحسب، بل أصبح المخرج الوحيد. أي أنه قوي إلى حد أقصى، ولذلك أود أن أكون واضحاً: لم يتغير شيء في الاتجاه العام لسير الأحداث». 

وعن موقف الإرادة الشعبية وتأثره بهذه المتغيرات، قال جميل: «لم يتغير شيء في موقفنا المبدئي الذي نقاط انطلاقه هي التالية: الحل السياسي هو الحل الوحيد الممكن، الحسم العسكري مستحيل رغم تحقيق بعض التقدم لهذا الطرف أو ذاك، فحل عسكري حاسم على مستوى الأرض السورية كلها لصالح أحد الأطراف هو مهمة مستحيلة، وتأخير الحل السياسي بحجة الحسم العسكري يعني تأخير حل الأزمة ويعني مزيداً من الدماء والخراب». وأما الحديث عن كون الجولة القادمة من جنيف3 ستعقد في تموز الجاري، فقد كشف جميل أنّ ذلك «شبه مؤكد». 

خروج بريطانيا والأزمة السورية

أعرب د. جميل عن تفاؤله بطبيعة انعكاسات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على حل الأزمة السورية، موضحاً: «سيكون له انعكاسات أوسع من حدود الأزمة السورية، سيكون لها انعكاسات على المستوى الدولي من حيث التوازنات. اليوم نشهد تغيراً في التوازنات، والحروب الإقليمية هي تعبير عنها. ولكن سنشهد أيضاً شيئاً يشبه نهاية الحرب العالمية الثانية من حيث تغير توازن القوى، هناك قطب يصعد وآخر يهبط، لذلك يجب أن نأخذ كل هذا بعين الاعتبار، والأزمة السورية لا تحل بالقوى السورية وحدها، البعض من قصيري النظر يظنون أن حجم القوى في سورية لهذا الطرف أو ذاك يكفي لحسم الأزمة، سورية ليست موجودة في المريخ ولا في الفضاء الكوني، سورية موجودة على الكرة الأرضية وهناك توازن قوى عالمي في الكرة الأرضية».

الحرب العالمية قائمة فعلاً!

وعن خطورة هذه التحولات واحتمال الانتقال إلى حرب عالمية مباشرة على غرار الحربين العالميتين الأولى والثانية، أوضح جميل: «الحرب قائمة فعلاً، لكنها أخذت شكلاً جديداً هو مجموعة حروب إقليمية. فمنذ 11 أيلول 2001 بدأت الحرب العالمية الجديدة، ويريدون منها أن تعطي الآثار الاقتصادية والسياسية المطلوبة من حرب عالمية، وهي مستمرة منذ ذلك الحين». وأضاف: «اليوم نقترب من نهاية هذه الحرب، وفي نهايات الحرب العالمية الثانية جرى تحالف بين عقلاء الغرب والشرق ضد الوحش الذي كان اسمه النازية، ونحن ننتظر اليوم قدوم لحظة من هذا النوع بتحالف العقلاء في الغرب والشرق ضد هذا الوحش الجديد الفاشي، داعش وأخواتها». 

 

موقفنا واضح والحياة تثبت صحته

وفيما إذا كان د.قدري جميل والجهة السياسية التي يمثلها، «يخبئون شيئاً» للجولة القادمة، وما هو، قال جميل: «لا نخبئ شيئاً، موقفنا واضح وليس لدينا موقفان، فوق الطاولة وتحت الطاولة»، مضيفاً: «لدينا موقف واحد وضعناه منذ عام 2011 ونسعى إلى تحقيقه، والحياة تثبت صحته، والكل يأتي إليه من اليمين والشمال، لذلك نحن متفائلون ونعتقد أن هذا الصيف سيشهد تطورات هامة على صعيد بدء حل الأزمة السورية، وأقصد بحل الأزمة أولاً: إيقاف الكارثة الإنسانية، ثانياً: إيقاف الإرهاب وإجباره على التراجع وصولاً إلى دحره، ثالثاً: بدء عملية التغيير السياسي الجذري الديمقراطي الوطني الشامل، هذه العمليات الثلاث هي حل الأزمة».

وفي سؤال عن طبيعة علاقات «الإرادة الشعبية» مع الأطراف المختلفة، المحلية والإقليمية والدولية، قال: «علاقتنا طيبة مع الجميع، وعلاقتنا جيدة مع جزء هام من المعارضة السورية الوطنية غير المرتبطة بالخارج» وبشكل خاص عن طبيعة العلاقة مع روسيا، ورداً على سؤال عن درجة التقارب مع مواقفها، قال: «الموقف الروسي قريب منا، يوجد خلاف في تفاصيل، لكن بالجوهر ليس كثيراً. نحن موقفنا وعلاقتنا جيدة جداً مع الأصدقاء الروس، أصدقاء الشعوب المستضعفة تاريخياً، وعلاقتنا جيدة مع الإخوة الإيرانيين، مع القوى الغربية ليست علاقتنا فوق الريح ولا تحت الصفر كما كانت من قبل، أي أنها علاقات عادية. أصبحوا يروننا، ومن قبل لم يكونوا يروننا، وضعنا فرض نفسه وأصبحوا يروننا، لا يتحدثون معنا بشكل متواتر وعلني دائماً، ولكن أصبحنا أمراً واقعاً لا يستطيعون تجاوزه. بالمحصلة علاقاتنا واسعة، وأعتقد أنه لا يوجد طرف من المعارضة السورية له علاقات واسعة ومقبولة بهذا الشكل».

الجسم الانتقالي

وفي تفسيره للجسم الانتقالي والآلية التي تطور على أساسها اقتراح «نواب الرئيس» بيّن جميل أنّه: «كان مطلوباً إيجاد حل لموضوع الجسم الانتقالي، كان هناك خلاف كبير بين ما يطرحه النظام وما تطرحه معارضة الرياض، خلاف كبير لدرجة أنه لا يمكن ردم الهوة بينهما، لا يمكن إيجاد حل وسط بينهما. اقتراح النظام للجسم الانتقالي هو حكومة موسعة، الرياض لديهم اقتراح ثان هو حكومة انتقالية ليست معروفة من أين، كيف ستحدث، وكيف ستترتب» وأضاف: «بالنسبة لنا في الجبهة (جبهة التغيير والتحرير) والحزب (الإرادة الشعبية)، الحكومة الموسعة ليست خياراً للجسم الانتقالي، خيار الجسم الانتقالي حسب جنيف وقرار مجلس الأمن 2254 يعني تشاركية حقيقية نصفاً بنصف، أما الحكومة الموسعة فهي الحكومة نفسها وقد توسعت من المعارضة، يعني ستبقى كما هي ويأتي إليها بعض الأشخاص من المعارضة، وهذا غير مقبول، نحن في الجبهة لا نقبله، لذلك نحن قدمنا اقتراحاً واضحاً وملموساً هو أن المرحلة الانتقالية سيقودها 5 نواب لرئيس الجمهورية يعينهم هو بصلاحياته الممنوحة له دستورياً، ويفوضهم بالصلاحيات الضرورية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، بذلك لا نخرج عن الدستور السوري، ونكون ذهبنا إلى تنفيذ قرارات دولية، وهذه الهيئة ستتشكل بين النظام والمعارضة بالتراضي» وفي الختام وتعليقاً على استطراد المحاور الذي قال أنه يعتقد أن هذا الاقتراح في طريقه إلى التحقق وفقاً لمتابعته ووفقاً للشائعات، قال جميل: «أنا أيضاً أرى أن الأمور كذلك».

آخر تعديل على الأحد, 03 تموز/يوليو 2016 18:42