«الإرادة الشعبية» في مؤتمر «إعادة التأسيس الاشتراكي»: السلطة السياسية في تركيا رأس حربة في فريق الفاشية الجديدة

«الإرادة الشعبية» في مؤتمر «إعادة التأسيس الاشتراكي»: السلطة السياسية في تركيا رأس حربة في فريق الفاشية الجديدة

عقد في أنقرة يومي 25-26 حزيران الجاري المؤتمر الثاني لحزب إعادة التأسيس الاشتراكي في تركيا، تحت شعار «نحو جمهورية ديمقراطية اجتماعية»، بمشاركة ٤٠٠ مندوب من جميع أنحاء تركيا.

تم افتتاح المؤتمر، بحضور عدد من الأحزاب السياسية التركية والنقابات العمالية والخدمية والبرلمانيين، بالإضافة لمشاركة تضامنية من كل من حزب الإرادة الشعبية في سورية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والحزب الشيوعي اللبناني.

وقد مثل حزب الإرادة الشعبية الرفيق سلام الشريف عضو المجلس المركزي للحزب، حيث ألقى كلمة باسم الحزب هنأ فيها حزب إعادة التأسيس الاشتراكي بمناسبة انعقاد مؤتمره متمنياً انتهاء أعماله بما يعزز دور قوى الاشتراكية ووحدتها، معرباً عن التضامن مع الحزب في وجه حملات القمع التي يتعرض لها رفاقه، بالإضافة للتأكيد على أهمية تطوير العمل المشترك بين قوى الاشتراكية في منطقة الشرق العظيم.

كما جرى استعراض مسار الأزمة السورية ودور السلطة السياسية في تركيا في تصعيد الحرب داخل سورية، ومحاولاتها المستمرة لإعاقة الحل السياسي. واستعرضت الكلمة كذلك موقف حزب الإرادة الشعبية من القضية الكردية كقضية إقليمية دولية، مع التأكيد على أنّ أي حل لها لا بدّ أن يكون في إطار وحدة مصالح شعوب الشرق العظيم حتى يكتب له النجاح والاستمرار.

يشار إلى أن حزب إعادة التأسيس الاشتراكي هو حزب تركي، ماركسي لينيني، معارض، تم تأسيسه في عام ٢٠١٣ عبر اتحاد أربعة أحزاب ماركسية وعمالية تركية. كما يعتبر أحد أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي المعارض للسلطة السياسية، والذي يواجه حملة قمع ممنهجة بعد مشاركته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والحصول على ما يقارب ٦٠ مقعداً.

 

وفيما يلي نص كلمة حزب الإرادة الشعبية في مؤتمر حزب إعادة التأسيس الاشتراكي في تركيا:

 

الرفيقات الرفاق في حزب إعادة التأسيس الاشتراكي

أهنئكم باسم رفاقي في حزب الإرادة الشعبية في سورية بانعقاد أعمال مؤتمركم الثاني الذي يجري في ظل تحولات تاريخية تعيشها المنطقة والعالم‫. كما أبلغكم تضامننا مع نضالكم وصمودكم في وجه أشكال القمع كلها التي تتعرضون لها.‬‬

 أيتها الرفيقات أيها الرفاق

تعيش سورية أزمة مركبة بعوامل داخلية وخارجية متداخلة، عنوانها السياسات الاقتصادية الليبرالية التي أحدثت أزمة اجتماعية حادة، رفعت الاحتقان الشعبي إلى مستويات عالية، الأمر الذي تم التعامل معه من قبل السلطة السياسية بطريقة أمنية خاطئة‫.‬‬

وفي الوقت نفسه، تصاعدت التدخلات الامبريالية بالتعاون مع القوى الإقليمية الدائرة في فلكها، وعلى رأسها السلطة السياسية في تركيا، إذ تم الذهاب حدّ رعاية ظهور الفاشية الجديدة المتمثلة بداعش وأخواتها، وفق أجندة تستهدف وجود سورية وتدمير دولتها وتحويلها إلى قاعدة لتوسيع ‫«الفوضى الخلاقة» لتشمل دول الشرق العظيم كلها دون استثناء، أي المنطقة الواقعة بين شرق المتوسط وبحر قزوين، بهدف إدخال شعوبها بحالة حروب بينية على أسس مذهبية واثنية‫، لتفتيت المفتت وتقسيم المقسم وإعادة رسم خارطة المنطقة‫.‬‬‬‬‬‬

بالمقابل، انعكس ميزان القوى الدولي الناشئ على تطور الوضع في سورية، ففي المرحلة الأولى تم إفشال محاولات إنهاء الدولة السورية عبر العقوبات الاقتصادية والتدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة، لتدخل الأزمة في الأشهر التسعة الأخيرة مرحلة جديدة عنوانها الحل السياسي، اذ تم صدور قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ الذي يثبت وحدة سورية أرضاً وشعباً وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة وإطلاق المسار السياسي كحل وحيد للأزمة السورية‫. كما تم التوصل إلى هدنة جرى تطويرها مؤخراً إلى وقف إطلاق نار شامل‫. وانطلقت الجولة الأولى والثانية لمباحثات جنيف غير المباشرة بين وفد الحكومة السورية والمعارضات السورية بحضور المعارضة الوطنية السورية، التي نشكل جزءاً منها، الأمر الذي يعتبر خرقاً سياسياً ضرورياً لنجاح المسار السياسي، لأن وجود المعارضة الوطنية هو ضمانة لكسر تعنت القوى المتطرفة في المعسكرين وتخفيف أوزانها السياسية‫ بما يخدم إيقاف الحرب وإنقاذ سورية وشعبها.‬‬‬‬‬‬

 أيتها الرفيقات أيها الرفاق

تلعب السلطة السياسية في تركيا دور رأس حربة في فريق الفاشية الجديدة التي تتزعمها قوى في الولايات المتحدة الأميركية، والتي تعمل اليوم على إفشال العملية السياسية عبر محاولة إسقاط الهدنة وعرقلة استئناف المباحثات في جنيف‫، كما تتدخل في تمثيل المعارضة السورية، وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي، إذ يجري وضع فيتو على حضوره‫. الأمر الذي يتم بضوء أخضر أميركي بهدف دفع بعض القيادات الكردية لإعلان الفيدرالية في شمال سورية‫.‬‬‬‬‬‬

 أيتها الرفيقات أيها الرفاق 

إن القضية الكردية هي واحدة من أكثر القضايا تركيباً في شرقنا العظيم. فهي قضية إقليمية دولية عابرة للحدود السياسية القائمة، وإن كانت تتجلى في كل دولة حسب واقعها الملموس، ولكن لن تكتب الديمومة لأية حلول مجتزأة أو محلية لها. فالقضية الكردية ليست قضية الكرد وحدهم، إنما هي قضية شعوب الشرق العظيم المتآخية كلها، صاحبة التاريخ المشترك، والتي تربطها وحدة الحال ووحدة المصير‫. عليه ينبغي العمل لتقرير المصير والسيادة لشعوب المنطقة كلها، بمن فيهم الكرد بمختلف أماكن وجودهم، بشكل يعمق تآخيها ويوحد نضالها ضد الإمبريالية عدوة الشعوب كلها، ضمن مشروع وحدة شعوب الشرق العظيم الطوعية والتدريجية الذي يشكل الرد التقدمي على مساعي نشر ‫«الفوضى الخلاقة‫» في منطقتنا‫.‬‬‬‬‬‬‬‬

أيتها الرفيقات أيها الرفاق

نرى في حزب الإرادة الشعبية أنّ ما تعيشه سورية والمنطقة هو معركة بين عالم قديم يموت وعالم جديد يولد، أحد تعبيراتها هو صراع بين نظام علاقات دولية يسوده التغول الامبريالي والأحادية القطبية الأميركية المتهاوية‫، وبين نظام علاقات دولية تحترم فيها السيادة الوطنية وحق الشعوب باختيار نماذجها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بعيداً عن التدخلات الخارجية‫. إن نتائج هذه المعركة في سورية حتى الآن، رغم دمويتها، تؤكد بأن القبضة الامبريالية الأميركية قد وهنت وبأن الأفق يزداد اتساعاً أمام الشعوب، وأن الظرف الموضوعي مناسب جداً لتقدم قوى الاشتراكية للعمل على شلّ الساعد الامبريالي وامتداداته المحلية والإقليمية‫.‬‬‬‬‬‬

إن مشاركتنا في مؤتمركم هي تأكيد على استمرارية التاريخ المشترك لشعوب منطقتنا وعلى وحدة مصيرها، وهي تأكيد على أهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات والفرص‫.‬‬

 نشكر دعوتكم، متمنين النجاح لأعمال مؤتمركم بما يعزز دور قوى الاشتراكية ووحدتها‫.‬‬