هل تحمل السنة الجديدة حلاً ليبياً؟
يمكن لما جرى في ليبيا، منذ تدخل قوات حلف «الناتو» فيها، أن يُعمَّم كدرس تاريخي، وكنموذج للمشاريع الأمريكية إزاء منطقتنا والعالم. إنه التدخل العسكري المباشر بما نتج عنه من فوضى وانهيار لجهاز الدولة وانتشار العصابات.
يمكن لما جرى في ليبيا، منذ تدخل قوات حلف «الناتو» فيها، أن يُعمَّم كدرس تاريخي، وكنموذج للمشاريع الأمريكية إزاء منطقتنا والعالم. إنه التدخل العسكري المباشر بما نتج عنه من فوضى وانهيار لجهاز الدولة وانتشار العصابات.
احتل الحديث حول ليبيا اهتمام الكثير من وسائل الإعلام العالمية خلال الأسبوع الفائت، في تطور لافت لحرب النفط والتقسيم، التي يبدو أنها ستبلغ درجة أعلى من السخونة مما هي عليه الآن.
يتنامى العنف، وتعمُّ الفوضى ليبيا، فيما يضغط الوضع الليبي الداخلي بملفاته الثقيلة على دول الجوار، وخاصة مصر والجزائر، اللتين تسعيان للضغط على الدول المشاركة في دوامة العنف الليبية.
تحاول دول الجوار الليبي لملمة التفجير بالصدمة، الذي يسميه الغرب بـ «الثورة» حيث أحدث التدخل الخارجي، ضمن وصفات التغير الفجائي والصِدامي، إعادة مكونات الصراع إلى أكثر الأشكال تخلفاً للصراع، كالقبلي والعشائري، للسيطرة على الثروات والقيم.
انطلقت يوم الثلاثاء 16 أيلول الجاري، أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة وزير الخارجية الأوغندي السابق، سام كوتيسا. وفي إطار أعمال الدورة التي ستتواصل من 24 أيلول حتى الأول من تشرين الأول، ألقى العديد من رؤساء ووزراء خارجية العالم كلمات بلادهم أمام الجمعية العامة.
عانت دول شمال إفريقيا نتيجة غزو الناتو لكل من لبييا ومالي، ناهيك عن الغزوات السابقة في الصومال وغيرها، من الإنفلات الأمني وتدفق السلاح والمقاتلين التكفيريين الذين أوصلتهم طائرات الناتو إلى الحكم في ليبيا في نهاية عام 2011، وبعدها بقليل وتحت حجة محاربة التكفيريين نفسهم الذين وصلوا للحكم في ليبيا تدخل الناتو في مالي!
لا اعتقد ان هناك من يستطيع، سواء في الدوائر الرسمية الليبية أو المصرية أن يحدد عدد العمال المصريين المقيمين بليبيا، وذلك بسبب حرية التنقل والحركة بين
البلدين الجارين وبحكم الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
يستمر المشهد الليبي بالاشتعال، وعلى غرار الموقف في مالي وأفغانستان وسورية والعراق، يبدو أن الوضع الليبي سيزداد حريقاً، حيث يمثل هذا الحريق نتاجاً طبيعياً للعدوانية الغربية التي فرضت التغيير بالقوة بتغطية ومساندة عربية تتزعمها دول الخليح وعلى رأسهم قطر، مستهدفين جعل ليبيا بؤرة للإرهاب ليقض مضجع المنطقة وتحديداً كل من مصر والجزائر الدول التي يمثل تطورها والتغييرات الثورية فيها خطراً استراتيجياً على مصالح الولايات المتحدة وأوروبا.
تشهد المدن الليبية أعنف موجات الاقتتال حتى الآن، منذ إعلان عملية «ليبيا الكرامة» بقيادة اللواء حفتر، حيث تشهد بنغازي معارك بين أنصار حفتر وقوات «أنصار الشريعة»، في حين شهدت العاصمة طرابلس حرباً بين قوات من الجيش الليبي التي أعلنت انضمامها إلى قوات حفتر، وفصائل متحالفة من مقاتلي «ثوار ليبيا» منذ الثالث عشر من تموز الجاري، وقد تميزت هذه المعارك باستخدام نوعي للأسلحة بين الأطراف المتقاتلة.