ليبيا : العنف يتصاعد أكثر وأكثر

ليبيا : العنف يتصاعد أكثر وأكثر

يستمر المشهد الليبي بالاشتعال، وعلى غرار الموقف في مالي وأفغانستان وسورية والعراق، يبدو أن الوضع الليبي سيزداد حريقاً، حيث يمثل هذا الحريق نتاجاً طبيعياً للعدوانية الغربية التي فرضت التغيير بالقوة بتغطية ومساندة عربية تتزعمها دول الخليح وعلى رأسهم قطر، مستهدفين جعل ليبيا بؤرة للإرهاب ليقض مضجع المنطقة وتحديداً كل من مصر والجزائر الدول التي يمثل تطورها والتغييرات الثورية فيها خطراً استراتيجياً على مصالح الولايات المتحدة وأوروبا.

على الأرض استمر القتال بين قوات اللواء حفتر ومقاتلي «أنصار الشريعة»، بالرغم من إعلان مجلس النواب الليبي قراراً بوقف إطلاق النار، الأربعاء 6/8/2014، حسب ما أعلنت الوكالة الليبية للأنباء. حيث أصدر مجلس النواب الليبي قراراً يلزم الأطراف المتنازعة بوقف فوري لإطلاق النار والأعمال القتالية في مدينتي بنغازي وطرابلس دون قيد أو شرط، مؤكداً على اتخاذ كافة الإجراءات التصعيدية في حال عدم امتثال أي من هذه الأطراف للقرار.

معارك على طول البلاد

شهدت المدينتان معارك عنيفة منذ يوم الأحد 8 الجاري، تركزت في المناطق المحيطة بمطار طرابلس العاصمة، حيث استطاع مقاتلو قبيلة «ورشفانة» وقبائل متحالفة معها من السيطرة على المعسكر 27 الواقع غربي المدينة، والذي تسيطر عليه مجموعات من المسلحين، كما جرت معارك عنيفة في منطقتي «جنزرو والسراج» بين مقاتلي ما يسمى بـ«غرفة ثوار ليبيا» ومقاتلي مدينة زنتان.
من جهة ثانية، جرت معارك عنيفة بين قوات «أنصار الشريعة» و«الدروع» ضد قوات «الصاعقة» في منطقة بو عطني، مما أدى إلى سيطرة الدروع على جميع معسكرات الصاعقة، وانسحاب جميع قوات الصاعقة إلى مطار بنينة التابع لقوات اللواء حفتر، إذ قام على إثرها الطيران الحربي التابع للواء حفتر بضرب مواقع تابعة إلى «أنصار الشريعة» في عدة مناطق.

ليبيا مهددة بالشلل..

أدى التوتر الأمني إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين باتجاه الدول المجاورة، مما استدعى اتخاذ الأخيرة إجراءات أمنية مشددة على الحدود، خوفاً من انتقال التوتر إليها. ومن ناحية أخرى، أعلن عن وجود العشرات من الجثث مجهولة الهوية في مناطق عديدة من البلاد، وانقطاع التيار الكهربائي عن جميع المناطق، بما فيها العاصمة، مما يهدد بحدوث كوارث إنسانية وبيئية خطيرة. من جهتها، أعلنت الحكومة الليبية، على لسان أحد مسؤوليها، أن حجم الخسائر الناجمة عن القتال الدائر منذ أسبوع في محيط مطار طرابلس يقدر بنحو 320 مليون دولار، بعد تعرض 13 طائرة من أصل 20، لنيران القوات المتصارعة، وإصابتها بشظايا وقذائف أدت إلى اشتعال النيران فيها، متسببة بشلل كامل في حركة الطيران وأعمال الملاحة الجوية، مما يؤثر سلباً على موازنة البلاد التي تعاني من تراجع بسبب انخفاض واردات النفط نتيجة القتال.