الجمعية العامة للأمم المتحدة: توتر روسي- أمريكي!
انطلقت يوم الثلاثاء 16 أيلول الجاري، أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة وزير الخارجية الأوغندي السابق، سام كوتيسا. وفي إطار أعمال الدورة التي ستتواصل من 24 أيلول حتى الأول من تشرين الأول، ألقى العديد من رؤساء ووزراء خارجية العالم كلمات بلادهم أمام الجمعية العامة.
إعداد: سعد خطار
فيما يلي تستعرض «قاسيون» أبرز ما جاء في بعض كلمات الوفود الرسمية التي تليت في أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة حتى موعد إغلاق تحرير هذا العدد. حيث من المرتقب أن تستمر كلمات الوفود حتى مطلع الأسبوع المقبل.
أمريكا وروسيا..
وحرب الدبلوماسية
حملت كلمة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تصعيداً دبلوماسياً بوجه روسيا، فأوباما الذي بدا مضطراً للاعتراف بالتغييرات التي طرأت على النظام الدولي المترسخ بعد الحرب العالمية الثانية، بحكم تعدد الأقطاب وصعود قوى دولية جديدة، حاول أن يصوب سهام حديثه باتجاه روسيا، حيث قال: «عدوان روسيا في أوروبا يعيد التذكير بأيام كانت فيه أمم كبيرة تدوس فوق أمم صغيرة سعياً خلف ما بقيّ؟!.. راهناً، إن تصرفات روسيا في أوكرانيا تمثل تحدياً لنظام ما بعد الحرب».
بدورها، لم تنتظر الدبلوماسية الروسية يوم السبت 27/9/2014، موعد كلمة وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، في الجمعية العامة، لترد على خطاب أوباما. فسارعت إلى الرد عبر مؤتمر صحافي للافروف، أعلن خلاله أن «خطاب الرئيس الأمريكي لم يفلح أن يكون خطاب سلام». مذكراً أن أوباما: «خصص لما سماه العدوان الروسي في أوروبا المرتبة الثانية في سجل الأخطار المحدقة بالسلام في العالم، ما بين حمى إيبولا وتصاعد نشاطات الإرهابيين في بلدان الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الدول التي قامت الولايات المتحدة بتدخل فيها، مخالفة للقانون الدولي». وأضاف وزير الخارجية: «إن الحديث يدور عن رؤية أمريكية للعالم طرحها الرئيس أوباما الذي شدد مراراً على استثنائيته هو وبلاده. رؤية بلاد سجَّلت في عقيدتها للأمن القومي حقها في استخدام القوة حسب هواها، بغض النظر عن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والقوانين الدولية الأخرى».
فنزويلا: الإرهاب وحشٌ غذاه الغرب
واتهم الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الدول الغربية بمساهمتها إلى حدٍ كبير في تنامي وسطوة قوة الإرهاب في الشرق الأوسط. وفي سياق هجومه على الاستراتيجية التي تعتمدها الولايات المتحدة لمحاربة «داعش»، قال مادورو: «وحده تحالف يحترم سيادة هذه البلدان، ومشاركة حكوماتها وشعوبها وقواتها المسلحة، يتغلب فعلاً على الإرهاب الذي يمارسه المتطرفون وكل القوى الإرهابية التي برزت مثل فرانكشتاين، مثل وحش غذاه الغرب نفسه».
ودعا مادورو إلى إجراء تحولات جذرية وعميقة للأمم المتحدة، وذلك «تماشياً مع ضرورة أن يجري فيها تحول ديمقراطي يتأقلم مع عالم متعدد الأقطاب يضم بلداناً ومناطق ناشئة لها أصواتها وتطلعاتها التي يتعين احترامها».
روحاني: ابحثوا عن جذور التطرف
بدوره، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في كلمته أمام الجمعية العامة، إن دول الغرب تعتمد «استراتيجية مغلوطة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى أدت إلى قيام ملاذات للإرهابيين والمتطرفين» مركزاً على «التدخلات غير المناسبة في سورية.. فالتدخل الدولي في سورية نموذج بارز على الاستراتيجية الخاطئة في مواجهة التطرف». داعياً إلى «ضرورة التعرف على جذور التطرف لمواجهته، فالإرهاب ينمو في ظل انتشار الفقر والبطالة وغياب العدالة».
وفي إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، شدَّد روحاني على أن «من شاركوا في إيجاد التطرف، يجب أن يعترفوا بأخطائهم ويقدموا الاعتذار. فالديمقراطية المستوردة تؤدي إلى إيجاد دول ضعيفة تتعرض للمخاطر، وتجربة القاعدة أثبتت أنه لا يمكن استخدام الجماعات المتطرفة ضد الأنظمة المخالفة».
وحول الملف النووي الإيراني، أكَّد روحاني: «نحن مصممون على مواصلة المفاوضات مع محاورينا بحسن نية، وعلى أساس الاحترام المتبادل والثقة، لكننا نحذر من المطالب المفرطة من جانب الغربيين».
السيسي ومبادرة لإنقاذ ليبيا
من جهته، طالب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الدول الأعضاء إلى دعم ترشيح مصر للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي لعامي 2016، 2017. وقال السيسي في كلمته أن: «الشعب المصري ثار ضد قوى التطرف والظلام التي قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات، وسعت إلى فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب وصفه».
وكشف السيسي أن «مصر طرحت، وبتوافق مع دول جوار ليبيا، مبادرة ترسم خطوات محددة وأفقاً واضحاً لإنهاء محنة هذا البلد الشقيق، يمكن البناء عليها للوصول إلى حل سياسي يدعم المؤسسات الليبية المنتخبة، ويسمح بالوصول إلى حل سياسي شامل، يضمن وقف الاقتتال ويحفظ وحدة الأراضي الليبية، وحتى يمكن تنفيذ ذلك، ينبغي وقف تهريب السلاح إلى ليبيا بشكل فعال».
وحول الوضع السوري، عبر السيسي عن ثقته بإمكانية «وضع إطار سياسي، يكفل تحقيق تطلعات الشعب السوري، وبلا مهادنة للإرهاب أو استنساخ لأوضاع تمرد السوريون عليها.. وأود أن أؤكد، دعم مصر لتطلعات الشعب السوري في حياة آمنة، تضمن استقرار سورية وتصون سلامتها الإقليمية، ووحدة شعبها وأراضيها».
أردوغان يهاجم مصر
وفي بيانه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان لافتاً هجوم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، معلناً أن بلاده تقف ضد «الإنقلاب العسكري في مصر»، متسائلاً: «لماذا الصمت على من قام بالانقلاب على الديمقراطية في مصر؟». ما استدعى رداً من المتحدث باسم الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، الذي أعلن إلغاء اجتماع كان مقرراً بين وزيري خارجية البلدين، معتبراً أن: «كلمة الرئيس التركي أردوغان افتراءات هدفها إثارة الفوضى في منطقة الشرق الأوسط.. الموقف التركي ليس مفاجأة، وأثبت أنه لا أمل في تحسن العلاقات المصرية التركية طالما بقي أردوغان في الحكم».