دول جوار ليبيا.. واحتمالات التورط العسكري

دول جوار ليبيا.. واحتمالات التورط العسكري

يتنامى العنف، وتعمُّ الفوضى ليبيا، فيما يضغط الوضع الليبي الداخلي بملفاته الثقيلة على دول الجوار، وخاصة مصر والجزائر، اللتين تسعيان للضغط على الدول المشاركة في دوامة العنف الليبية.

بالطبع، لكلٍّ من هذه الدول- على وجه الخصوص السعودية وتركيا وقطر- مشروعها الخاص الذي يخدم بالمحصلة المشروع الأمريكي، وهو أكبر مقدار من الحرق على مستوى الإقليم. 

الحل في ليبيا والتناقض السعودي الأمريكي

يغدو حسم المسألة الليبية عبر تحقيق صفقة سياسية بين الأطراف المتصارعة على المستوى الليبي والإقليم، ولا يوجد أي حل عسكري يمكنه حسم الصراع بسبب تدويل الأزمة وإرادة أمريكا والغرب بحرق المنطقة، ورغبة حلفائها من السعودية وتركيا وقطر لجعل ليبيا ورقة ضغط سياسي.

تلعب قطر وتركيا بورقة «الإخوان المسلمين» بشكلٍ مرحلي، بعد أن غدا مشروع «شرق أوسط الإخوان» مشروعاً محروقاً. أما السعودية، فلها حساباتها الخاصة في مصر، الأمر الذي يجعلها تدخل في تناقض جزئي مع الإدارة الأمريكية وقطر وتركيا، فقضية وزن مصر ودورها هو عامل مصيري في وجود السعودية، حيث الحجوم على مستوى الإقليم، لمصر وإيران وتركيا، هي التي سمحت بخلق هامش أمام الدور السعودي للمناورة إقليمياً. وأي خرق لعملية التوازن، تعني حتماً إعادة رسم خريطة المنطقة وإلغاء وجود سياسي وجغرافي لبعض دولة. هنا، تقف السعودية على «شعرة توازنات» بعلاقتها. 

مؤتمر السعودية والهدنة في شرق ليبيا

طرحت وسائل الإعلام المصرية عدة خيارات للحل في ليبيا، بعضها قائم على ردات الفعل، ونتيجة لعقلية لها علاقة بقوة عطالة النظام السابق، وأولها: التدخل عسكرياً لحسم الصراع عسكرياً في ليبيا وحفظ أمن مصر. غير أن مثل هذا الإجراء غير مرغوب لا حكومياً ولا شعبياً. لذلك، تضغط مصر بكل وزنها على السعودية لمساعِ خاصة بليبيا توقف الحرب، حيث قامت السعودية بمجموعة إجراءات عقابية تجاه قطر، حتى تعود قطر عن دعمها للإخوان والفصائل المتناحرة في ليبيا، ووقف التحريض ضد مصر، وتهدئة الأمور. 

وأعلن المبعوث الدولي إلى ليبيا عن «هدنة إنسانية» تم الاتفاق عليها في شرق ليبيا في بنغازي لمدة 12 ساعة قابلة للتمديد، ﻷول مرة منذ أكثر من أربعة أشهر من بدء العمليات التي أعلنها اللواء، خليفة حفتر، ضد «الإخوان» والجماعات التكفيرية.

وعلى الأرض، جاء إعلان الهدنة مترافقاً مع اتفاق الرياض التكميلي، وهو اتفاق بين الدول الخليجية على دعم مصر، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ووقف الحرب الإعلامية ضدها، وإيقاف تمويل الجماعات التي ممكن أن تشكل خطراً على مصر.

مبايعات «داعش» والخطوات المصرية الجزائرية

أعلنت كتائب «أنصار الشريعة» الليبية ولاءها لتنظيم «داعش». ولهذا السبب، دفعت أمريكا وبريطانيا بقرار من مجلس الأمن لضم هذه الجماعة لقائمة الإرهاب، وهذه خطوة تصعيدية خاصة أن أمريكا تستخدم مثل هذه الوسائل، لرفع منسوب التطرف من أجل خلق ذريعة للتدخل العسكري وإدامة العنف بالشرق الليبي، والضغط أكثر على مصر ونقل الصراع إليها، أو بالحد الأدنى السعي إلى توريطها عسكرياً في ليبيا.

وفي الوقت الذي يزور فيه الرئيس التركي، رجب أردوغان، الجزائر، صرح الرئيس الجزائري بعدم رغبة بلاده حصول تدخل عسكري مرة أخرى في ليبيا، وأن بلاده كما مصر تريد حلاً سياسياً في ليبيا. حيث لا تزال تؤكد سياسة البلدين على رغبتهما بعدم التورط عسكرياً في ليبيا، بما يخدم المخطط الأمريكي الساعي إلى إنهاك كل القوى القابلة للنهوض على حسابه وحساب حلفائه الإقليميين.