حريق الداخل الليبي من حريق الإقليم
تشهد المدن الليبية أعنف موجات الاقتتال حتى الآن، منذ إعلان عملية «ليبيا الكرامة» بقيادة اللواء حفتر، حيث تشهد بنغازي معارك بين أنصار حفتر وقوات «أنصار الشريعة»، في حين شهدت العاصمة طرابلس حرباً بين قوات من الجيش الليبي التي أعلنت انضمامها إلى قوات حفتر، وفصائل متحالفة من مقاتلي «ثوار ليبيا» منذ الثالث عشر من تموز الجاري، وقد تميزت هذه المعارك باستخدام نوعي للأسلحة بين الأطراف المتقاتلة.
بسبب سعي الأطراف المتقاتلة إلى السيطرة على المدينة، شهد طريق المطار أعنف معركة في 20 تموز، أدت إلى اشتعال النيران في خزان للنفط، تبلغ سعته حوالي ستة ملايين لتر من الوقود، حيث أصيبت الخزانات بصواريخ وقذائف مدفعية سببت اندلاع حريق كبير لم تستطع فرق الإطفاء إخماده بسبب استمرار القتال واضطرارها للانسحاب من موقع المعركة، وتبلغ سعة مخازن الوقود المهددة باندلاع النيران فيها حوالي تسعة ملايين لتر من الوقود، هذا بالإضافة إلى وجود خزان للغاز يخشى من حدوث كارثة بيئية وإنسانية في حال وصول النيران إليه.
دولة لا تطفئ حريقاً: هذا ما تريده أمريكا!
سارعت الحكومة الليبية، المنتخبة في 25 حزيران، وحكومة «المؤتمر الوطني» إلى إطلاق دعوات دولية للمشاركة في إطفاء الحرائق، كما دعوا الأطراف المتقاتلة إلى وقف القتال حتى يتم السيطرة على الحرائق التي تهدد المدينة كاملة، بالتزامن مع إخلاء المناطق السكنية المجاورة للمنطقة، هذا وأدى استمرار إطلاق الصواريخ والقذائف بين الطرفين إلى إصابة خزان للكهرباء، مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن مدينة الزاوية وباقي أحياء طرابلس.
كما جرى إغلاق كافة محطات الوقود في المدينة، مما أدى إلى شلل حركة المدينة بأكملها، وقد بلغ عدد القتلى بسبب المعارك حوالي 150قتيلاً و400 جريح، حسب وكالة «أنباء ليبيا»، مما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ في كافة مشافي العاصمة. وقد أعلنت وزارة الصحة الليبية على لسان وزيرة الصحة، فاطمة الحمروش، أنه يوجد نقص شديد في المواد والكوادر الصحية، خصوصاً بعد الاعتداءات على العاملين في المشافي، وسحب أغلب الدول لموظفيها من ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية المتردية، وقد ذكرت الحمروش أن هذه الأوضاع المتردية هي الأشد منذ الإطاحة بالرئيس القذافي، وقد تحدث كارثة إنسانية إذا ما استمر القتال.
بنغازي «إمارة إسلامية»
وقد قامت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بسحب كافة رعاياها المتواجدين في ليبيا، بما فيهم الموظفون الدبلوماسيون، واستدعت كل من هولندا وبلغاريا والفلبين وكوريا الجنوبية رعاياها ليتم نقلهم وترحيلهم.
من جهتها وافقت الأطراف المتنازعة على بدء هدنة مؤقتة مدتها 24 ساعة، يوم الأربعاء 30 تموز حتى يتم السيطرة على الحرائق المشتعلة واستمرت حتى الخميس 31 تموز الماضي، جرى خلالها إعلان «أنصار الشريعة» مدينة بنغازي إمارة إسلامية، مما أدى إلى خروج مظاهرات مناهضة لقوات التنظيم في شوارع بنغازي يوم 31 تموز، كما تم الإعلان عن اكتشاف المزيد من ضحايا الحرب الدائرة، تاركين الشعب الليبي أمام المزيد من التهديدات.