مدارسنا ليست بألف خير
بدأ العام الدراسي 2005 و ما زال الجدال حاداً بين المواطن من جهة و وزارة التربية من جهة أخرى بخصوص المصاعب التي تعانيها مدارسنا العامة و لاسيما ظاهرة الضرب .
بدأ العام الدراسي 2005 و ما زال الجدال حاداً بين المواطن من جهة و وزارة التربية من جهة أخرى بخصوص المصاعب التي تعانيها مدارسنا العامة و لاسيما ظاهرة الضرب .
مأساة تتجدد كل عام، فمستلزمات دراسة الأبناء هذه السنة لن تكون نافعةً في السنة القادمة، ولكن المعضلة هذا العام جاءت أكثر قسوةً مع الظروف التي تعصف بالبلاد والعباد، فمع افتتاح المدارس وبداية العام الدراسي يتحمّل الأهالي عبئاً مالياً إضافياً بعد خروجهم من نفقات العيد وتبعاته، هذا في الوضع الطبيعي، أما الآن فقد اصطدم أصحاب الدخل المحدود بارتفاع ملحوظ لأسعار احتياجات الطلاب في المدارس وعلى الطريق إليها.
تنتشر في مدينة دير الزور ظاهرة الفوضى والتسيب، والنمط الاستهلاكي المبتذل في الحياة، وفقدان الأمل بالعلم والتعليم والعمل، بسبب السياسات الاقتصادية الاجتماعية الحكومية، التعليمية منها تحديداً، التي ضيقت الخناق على الدارسين وأسرهم بفضل سياسة (عدم) الاستيعاب الجامعي وازدحام الطلاب في المدارس وتناقص مستلزمات التعليم بأنواعه ونقص المعلمين والمدرسين رغم وجود آلاف الخريجين منهم بلا عمل!!
أصبحت الامتحانات الفصلية على الأبواب، وماتزال مدارسنا تعاني من أزمة الشواغر في المدرسين وفي الاختصاصات المختلفة، دون إيجاد حلول تذكر لهذه المشكلة الكبيرة، مما ينعكس سلباً على التطبيق الفعلي والكامل لتوزيع المنهاج والخطة الدرسية، فيدفع الطلاب الثمن في الامتحان .
تظهر بعض الوثائق أنّ أول العروض المسرحية الخاصة بالأطفال التي قدمت في سورية كانت مع مطلع القرن العشرين في مدينة حلب، حيث كانت تقدم في الحفلات المدرسية، الظاهرة التي استمرت إلى أن تم تأسيس المسرح القومي الذي قدم عروضاً محدودة حتى تأسيس مسرح الطفل مع مطلع الثمانينيات، وتسلم إدارته حينها الفنان عدنان جودة، فقُدمّت العديد من التجارب والمحاولات لجذب الطفل وإيقاعه في فخ الفرجة والإيهام المسرحي،
لعل الشباب والطلاب هم الأكثر حفظاً لأشعار الشاعر الدمشقي الراحل نزار القباني ومنها هذا المقطع: «إني خيّرتك فاختاري.. ما بين الموت على صدري.. أو فوق دفاتر أشعاري»..
إن عدم وجود صلاحيات حقيقية بيد نقابة المعلمين من شأنها أن تقرر أو تطالب بوضع حد للتدهور المستمر في مكانة المعلم الاقتصادية والاجتماعية له الكثير من الانعكاسات السلبية على العملية التربوية والتعليمية برمتها، وبرأينا أن العمل النقابي هو واجب وطني وكفاحي، ولكن آليات العمل النقابي بين صفوف المعلمين تحتاج إلى إعادة نظر جذرية بغية تطويرها من النواحي كافة.
دون خطط ودون سابق إنذار يتم التغيير والتبديل، نرمي فلاناً ونضع فلاناً مكانه، أما لماذا رميناه؟ ما أوجه التقصير الذي مارسه؟ لا أحد يعرف.. ما هي خطة الشخص الجديد؟ ما هي مشاريعه لتطوير آليات العمل؟ لا أحد يعرف أيضاً.
مدارس لا تدخلها الشمس.. هذه هي حال أغلب المدارس «الحلبية» المستأجرة خصوصاً في الأحياء الداخلية القديمة.
مدارس أغلب زجاج نوافذ صفوفها محطم، أصبح الأمر عادياً ويمكن أن يكون صحياً لكثرة أعداد التلاميذ في كل شعبة.
اليوم، الأحد 18/7/2016، هو أول أيام الدوام في المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد، مع ما يحمله هذا اليوم من أرق وقلق وخوف، وخاصة بما يتعلق بالأطفال المستجدين في الدراسة.