مدارسنا ليست بألف خير

بدأ العام الدراسي 2005 و ما زال الجدال حاداً بين المواطن من جهة و وزارة التربية من جهة أخرى بخصوص المصاعب التي تعانيها مدارسنا العامة و لاسيما ظاهرة الضرب .

  فبالرغم من القرارات التي تمنع الضرب في المدارس , ما زالت المشكلة قائمة و عشرات المدارس تمارسه خفية حيناً وعلانية أحياناً , و بالأخص في محافظة ريف دمشق التي أصبحت أشهر من نار على علم , ولو كان أولياء الطلاب بشجاعة والد الطفل الذي تعرض للضرب في إحدى مدارس جديدة عرطوز لتحولت هذه الظاهرة إلى فضيحة كبرى , أو من مخلفات الماضي، أما السكوت عنها فيعني الموافقة ضمنياً على التجاوزات الصارخة في مدارسنا.

  تقول السيدة أم خالد من حرستا والدة الطفل: ( اتصلت بمديرية تربية ريف دمشق للاعتراض على ما جرى مع طفلي حيث تعرض للضرب المبرح لكني لم ألق تجاوباً من المسؤولين حيث طلب مني تقديم شكوى موقعة باسمي على المدرس الذي قام بالضرب وهنا أتساءل من يحمي ابني بعد هذه الشكوى من معاملة المدير والمدرسين له )؟

  لقد رفضت مديرية التربية في الريف التدخل لحل هذه المشكلة، تحت حجة عدم توفر شكوى رسمية علماً أن مديرية التربية تعلم تماماً صنوف الضرب التي مورست في مدارسنا وفي مدرسة حرستا للتعليم الأساسي ( المختلطة ) وآخر هذه الفنون وضع قلم بين أصابع الطفل و الكز عليها حتى يعلو صراخه ليصل إلى البيوت المجاورة وكأن المطلوب أن يصبح هذا الطفل عبرة لمن اعتبر! و تتساءل هذه السيدة: بربكم هل هذه مدرسة أم سجن أحداث؟ أم هي سياسة تطفيش التلميذ من المدارس كلها ؟

  ويقول السيد مدير تربية دمشق في تصريح لجريدة تشرين اليومية بأن مدارسنا بألف خير.. ونقول للسيد المدير: ماذا ستفعلون بالمدارس التي تفتقر إلى القاعات المخبرية والمطالعة وكذلك الباحات النظيفة والملاعب و الصفوف الدرسية، وتقل فيها المقاعد والأبواب وتكثر فيها الشبابيك المكسورة والشتاء على الأبواب؟؟ أم لا داعي للتدفئة ويكفي حرارة الشعارات والمواقف النارية لمديرية التربية ؟

  هل حقا تم تجاوز هذه السلبيات والقضايا الأخرى  و المشاكل التي لا حصر لها , مدارسنا ليست بألف خير وتفتقر إلى أبسط متطلبات الراحة والتربية والتعليم .

 

■ إبراهيم نمر