افتتاحية قاسيون 623 : الرّهان على المستقبل..
تستمر الأوساط المتشددة في الطرفين المعومين للصراع السوري، مع اقتراب «جنيف»، في رهانها على الماضي.. .
تستمر الأوساط المتشددة في الطرفين المعومين للصراع السوري، مع اقتراب «جنيف»، في رهانها على الماضي.. .
جاءت تفاعلات الأزمة السورية، بشقها السياسي، لتظهر أن الهياكل السياسية التي أنشئت على مقاس محاولات التدخل الخارجي المباشر في حينه- «مجلس اسطنبول» بالدرجة الأولى- باتت غير قابلة بنيوياً ومنطقياً للاستمرار، بنتيجة ميزان القوى الدولي المتشكل
تشهد العديد من مناطق البلاد ظاهرة جديدة في الصراع الدائر على سورية وفيها، تتجسد في المعارك الدائرة بين الجماعات المسلحة نفسها، التي تمتد يوماً بعد يوم إلى مناطق جديدة في إطار فوضى الحرب الدائرة
يعد مشهد انهيار برجي التجارة سبتمبر 2001 مثالاً نموذجياً على ما يسميه الاختصاصيون انهياراً بالمكان، حيث تفخخ قاعدة البناء بنوع خاص من المتفجرات التي تعطي بانفجارها حرارة عالية تقوم بصهر الأساسات مؤدية إلى تهافت طوابق البناء بعضها فوق بعض دون أي تأثير على الأبنية المجاورة. ..
منذ أن كان الجدال، داخلي الطابع في حينه، حول سبل الخروج من الأزمة السورية، يدور عن جدوى اعتماد إما «الحل الأمني» أو «الحوار»، وذلك مع بداية استعصاء الوضع في البلاد، وصولاً إلى الجدال الذي بات خارجي الطابع اليوم بعد عامين ونصف من النزيف والخراب حول اعتماد إما «الحل العسكري» أو «الحل السياسي»، .
باتت في حكم المؤكد حالة التخبط والارتباك التي تمر بها الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بتلويحها بعدوان عسكري على سورية في إطار تعاطيها مع تطورات الأزمة السورية، لينسحب هذا التخبط على كل قوى العدوان بامتدادتها الدولية والاقليمية، دولة تلو الأخرى، .
تستمر الولايات المتحدة في سيرها القلق على بحيرة جليد الملف السوري. فبعد تصعيد سياسي وإعلامي كبير، واستنفار عسكري وقتالي عالي المستوى، بدأت دول أوربا بإلقاء نفسها من السفينة الأمريكية.
يستمر الموت متنقلاً بين السوريين بتعنت أكبر واستباحة أوسع، من خلال موجات العنف والمذابح الجارية، من ريف حلب، إلى المنطقة الشرقية، إلى ريف اللاذقية، إلى ريف دمشق والغوطة المنكوبة، وهي جرائم تسعى من حيث شكلها وطرق تنفيذها إلى حدين،
ثمة أطراف متعددة، متباينة على نحو صارخ بالشكل، وليس بالمضمون بالضرورة، تردد وتشيع عبر أدواتها الإعلامية والسياسية، لغاية في أنفسها، أن المؤتمر الدولي الممهد لحل الأزمة السورية، المعروف اصطلاحاً بـ«جنيف2»، لن يبصر النور، .
قدمت الأيام الأخيرة دلالات كبرى باتجاه إقرار غالبية أطراف الأزمة السورية بالحل السياسي وباتجاه اقترابه أكثر من أي وقت مضى، من تصريحات «الجربا» التي «وافق فيها» بإيعاز أمريكي على الحل السياسي دون شروط مسبقة، .