افتتاحية قاسيون 617 : محكومون بالانتصار..
تستمر الولايات المتحدة في سيرها القلق على بحيرة جليد الملف السوري. فبعد تصعيد سياسي وإعلامي كبير، واستنفار عسكري وقتالي عالي المستوى، بدأت دول أوربا بإلقاء نفسها من السفينة الأمريكية.
تستمر الولايات المتحدة في سيرها القلق على بحيرة جليد الملف السوري. فبعد تصعيد سياسي وإعلامي كبير، واستنفار عسكري وقتالي عالي المستوى، بدأت دول أوربا بإلقاء نفسها من السفينة الأمريكية.
يستمر الموت متنقلاً بين السوريين بتعنت أكبر واستباحة أوسع، من خلال موجات العنف والمذابح الجارية، من ريف حلب، إلى المنطقة الشرقية، إلى ريف اللاذقية، إلى ريف دمشق والغوطة المنكوبة، وهي جرائم تسعى من حيث شكلها وطرق تنفيذها إلى حدين،
ثمة أطراف متعددة، متباينة على نحو صارخ بالشكل، وليس بالمضمون بالضرورة، تردد وتشيع عبر أدواتها الإعلامية والسياسية، لغاية في أنفسها، أن المؤتمر الدولي الممهد لحل الأزمة السورية، المعروف اصطلاحاً بـ«جنيف2»، لن يبصر النور، .
قدمت الأيام الأخيرة دلالات كبرى باتجاه إقرار غالبية أطراف الأزمة السورية بالحل السياسي وباتجاه اقترابه أكثر من أي وقت مضى، من تصريحات «الجربا» التي «وافق فيها» بإيعاز أمريكي على الحل السياسي دون شروط مسبقة، .
استطاع المواطن السوري البسيط في الشارع، على مدار الأيام العشرة الماضية، أن يدرك حجم التحايل في موضوعتي سعر صرف العملات الأجنبية- وتحديداً الدولار، وارتفاعات أسعار السلع الاستهلاكية، بملاحظته انخفاض الأولى دون انخفاض الثانية مباشرة، من خلال بضعة إجراءات اتخذتها الحكومة وبعض أجهزة الدولة، .
يتراجع الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد بسرعات قياسية، وينذر في حال استمراره على هذه الحال بأخطار كبرى أهمها وضع مسألة بقاء سورية موحدة أرضاً وشعباً على المحك،..
يدرك المتابع لسير الحدث السوري ضمن سياقه العالمي، وتحديداً ضمن سياق الأزمة الرأسمالية العالمية وأزمة مركزها الأمريكي، والتوازن الدولي الناشئ، أن موقف واشنطن العميق رافضٌ للحل السياسي دائماً وعلى طول خط الأزمة
تضفي التناقضات الداخلية لمواقف الغرب الاستعماري عموماً وفي مقدمته واشنطن، الناتجة أساساً عن أزمتها الرأسمالية البنيوية الشاملة، شيئاً من الالتباس على فهم الخط العام الذي تسير وفقه أمور الغرب ذاته بخصوص الأزمة السورية..
برزت في الأيام القليلة الماضية مؤشرات عديدة تغري قارئها بالوصول إلى استنتاج مبسط مفاده أن المؤتمر الدولي حول سورية مسألة قد طويت ووضعت جانباً، الأمر الذي لا يخفي متشددو الطرفين بهجتهم به، بل وأملهم في تحوله من «استنتاج أولي» إلى واقع. بيد أن الواقع ذاته يشير إلى ما يخالف ذلك تماماً