«موافج»...!!
لكلمة «موافج» قصة طريقة نشرتها الصحافة في خمسينيات القرن الماضي، مفادها أن أحد نواب العشائر، كان يغط في نوم عميق أثناء عقد جلسات البرلمان لمناقشة مشاريع القوانين، وعندما كان يجري إيقاظه من أجل التصويت، كان يرفع يده ويقول «موافج»، حتى ولو كانت تلك الموافقة تمس قرية أو جماعة يهمه أمرها.
على هذا المنوال تصرف أغلب أعضاء مجلس الشعب السوري، الذين يفترض أنهم من العمال والفلاحين، عندما أبدوا موافقتهم ومصادقتهم على قانون العمل الجديد الذي يجرد عمال القطاع الخاص والمشترك، من مكتسبات هامة، كانت تحميهم من خطر التسريح التعسفي، خدمةً للرأسماليين، وتقويةً لسيطرتهم على العمال، وزيادةً لثرواتهم من استغلالهم البشع لهم.
وإذا كانت عدوى ظاهرة «موافج»، قد تسربت خلال عدة عقود، إلى أعضاء كثيرين في اللجان والجمعيات والاتحادات النقابية على اختلاف أنواعها ووظائفها وتسمياتها، فإن الخشية الآن هي أن تعم هذه الظاهرة أكثر من أي وقت مضى، بعد تجريد العمال من المرسوم /49/ الذي كان يمنع التسريح التعسفي لعمال القطاع الخاص.
إن المرحلة الحالية تتطلب من العمال عامة في القطاعين العام والخاص زيادة اليقظة والحذر، وتشديد النضال للدفاع عن استقلالية النقابات، ومنع التدخل في شؤونها الداخلية، ومنع تسلل الانتهازيين والوصوليين إلى النقابات.
■ عبدي يوسف عابد