قاسيون

قاسيون

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

درس يوسف العظمة

رأى السوريون بأم أعينهم كمّاً مخيفاً من جرائم النظام السوري، ورأوا خلال أيام قصيرة مئات الوثائق على ذلك، وهم يعلمون أن ما رأوه حتى الآن ليس إلا جزءاً يسيراً مما جرى، لكن أشد جرائم النظام السوري كانت ما فعله بجيش البلاد، والذي بدأت أولى فصوله عندما بدأ النهب والفساد يتغلغل إلى مقدراته ومخصصاته، وعانى لعقود من ضعف في التسليح والتدريب مع رمي الفتات لجنوده وضباطه المتوسطين بشكل خاص.

أعداؤنا أم أعداء السلطة السابقة؟!

لا يختلف اثنان أن النظام السوري عمل بشكل ممنهج على قمع الحريات، ونهب البلاد والاستئثار بالسلطة، متستراً وراء شعارات جوفاء وشكلية، حتى اختلطت الصورة أمام السوريين وجرى دفعهم بشكلٍ ممنهج، وعبر النظام نفسه، نحو تكريس مقولة: إن «إسرائيل» لم تكن عدواً، وربما تأثروا بالدعاية الصهيونية التي تقول: إن سلوك النظام وتحالفاته كان المشكلة... لكن ضباب الدعاية المسمومة سرعان ما بدأ يتبدد بعد رحيل بشار الأسد ورموز السلطة السابقين، ولم يكد السوريون يبدؤون فرحتهم، حتى شن جيش الاحتلال مئات الضربات التي أنهت مقدرات الجيش السوري، وتحديداً، تلك المخصصة للتصدي للعدوان الخارجي من رادارات ومنظومات دفاع جوي وصواريخ استراتيجية. واختار الكيان الصهيوني لحظة حساسة لتوجيه «الضربة الأكبر في تاريخه»؛ اللحظة التي شعر الشعب السوري فيها أنه مقبل على استعادة سلطته على مقدراته التي راكمها من ثرواته دون مِنة من السلطة السابقة.

حرامية وطرابيش

لم يكن من الصعب إدراك أن العوائق أمام حل الأزمة السورية لن تظل قائمة؛ فالتاريخ لا يمكن إيقافه كما يشتهي اللصوص، بغض النظر عن اصطفافاتهم السابقة. وها نحن اليوم نرى الأفق وقد فُتح أمام حل أزمتنا التي شردت وقتلت وأفقرت السوريين، لكن مسألة حساسة وخطرة تبدو غائبة عن الكثيرين، وهي أن رموز السلطة السابقة الذين راكموا ثروات طائلة من جيوب السوريين كانوا يدركون أن هذا اليوم لا بد قادم، وهم لذلك أعدوا العدة له، ونهبوا خلال السنوات الماضية جهاز الدولة في سورية، وأعادوا ضخ هذه الأموال المنهوبة على شكل استثمارات «شخصية»؛ فقصورهم التي دخلها السوريون لم يكن قد بقي فيها سوى الفتات، أما الباقي فجرى توزيعه على عدد كبير من الأرصدة في الخارج، بل وفي شركات ضخمة داخل البلاد.

بيان تهنئة من أحفاد سلطان الأطرش

من القريّا، من مضافة سلطان باشا الأطرش، القائد العام للثورة السورية الكبرى 1925 – 1937، واسترشاداً بمبادئ تلك الثورة التي أتت بالاستقلال الناجز لسورية الحبيبة، إذ كان هدفها الأول، كما أعلنه قائدها العام في بيانه الشهير (إلى السلاح)، في 23 آب 1925، بعد كسر جيش فرنسا العظمى في معركة المزرعة هو:

للسوريين في الخارج: انضموا... انضموا!

شباب وشابات سورية الذين في الخارج، ومع مرور السنة بعد السنة من الكارثة الطاحنة، ودون ضوءٍ واضح في نهاية النفق، أرهقهم الأمل- أمل العودة والحياة الكريمة في بلادهم التي يحبونها- واستنزفهم وأتعبهم، وقرر كُثر منهم أن يمضي في حياته في الخارج واضعين أملهم في زاوية بعيدة محصنة ضمن قلوبهم كي لا يستهلكهم، وكي لا يستهلكوه فيفقدوه نهائياً... والآن بات من الممكن لهذا الأمل أن يحتل مساحة الحزن والسواد كلها، وأن ينطلق بهم ويحملهم مرة أخرى لبلادهم...

د. جميل: المطلوب الآن هو الحوار بين كل السوريين لبناء سورية الجديدة

أجرت عدة جهات إعلامية خلال الأيام الماضية لقاءات مع د. قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، ورئيس جبهة التغيير والتحرير، لتفسير ما جرى من أحداث متسارعة مما قبل فرار بشار الأسد، ووصولاً إلى نقاش ما هي الخطوات التالية المطلوبة لبناء سورية جديدة. فيما يلي نص أحد هذه اللقاءات، وهو لقاء مع تلفزيون روسيا اليوم بتاريخ 11/12/2024.

سورية على الطريق الجديدة من نحن؟ وماذا نريد؟

مع بدء الحركة الاحتجاجية في سورية في آذار 2011 اجتمعت هيئة تحرير جريدة قاسيون الناطقة باسم حزب الإرادة الشعبية في دمشق، وهناك اتخذ القرار بفتح ملف بعنوان «سورية على مفترق طرق» كان الهم الأساسي في حينها أن يتحمل الحزب مسؤوليته السياسية ويقدم لجمهوره حصيلة خبرته السياسية، ورأيه في القضايا المختلفة استناداً إلى منصة علمية رصينة، وفي ذلك الوقت انكبت كوادر الحزب الشابة على كتابة عشرات المقالات لنقاش القضايا الأساسية المطروحة، لكن صوت السلاح دفع ملايين السوريين للانكفاء مجدداً، والابتعاد المؤقت عن العمل السياسي، ومع تعقد الأزمة ضاقت فسحة الأمل وجرّفت البلاد من أهلها، وظل الباقون فيها جالسين ينخرهم اليأس... أما اليوم، وقد سطعت الشمس مجدداً ودفّأت العظام الباردة، فإننا نواصل من منبر «قاسيون» وحزب الإرادة الشعبية من خلفها، وعبر الأقلام الشابة بشكل أساسي، طرح مجموعة من المسائل أمام السوريين، علّها تركّز الضوء على المخرج الوحيد من أزمة وطنية وسياسية عميقة جثمت فوق صدورنا لسنوات... سعياً وراء انتصارات أكبر قادمة... لأن أجمل الانتصارات هي تلك التي لم تأت بعد...

أهمية وضرورة إعادة انخراط المجتمع السوري في الحياة السياسية

لعب السوريون دوراً بارزاً في النضال السياسي خلال فترات الاحتلال والاستقلال، وكان لهم كذلك حضور قوي في المشهد السياسي العربي والإقليمي والدولي. ومع ذلك، ومع صعود الأنظمة القمعية، تحولت الحياة السياسية في البلاد إلى مجرد أدوات دعاية للسلطة.

الدولرة المشوهة وغير المنضبطة تُعزز وتُعمق الفقر!

هرب رأس النظام الساقط بشار الأسد، تاركاً البلاد خلفه كومة ركام، تعاني ما تعانيه على الأصعدة والمستويات كافة، ومع هذا الهروب ظهرت على السطح مباشرة تشوهات السياسات كلها، التي كانت تدار البلاد من خلالها (الاقتصادية- المالية- النقدية- الأجرية.. الخ) والتي كانت مُجيّرة بمجملها لمصلحة النظام الساقط، وكبار الناهبين المحسوبين عليه، على حساب مقدرات البلاد والمزيد من الإفقار لغالبية العباد.