الدولرة أكلت الليرة.. والتاجر أكل المواطن!
يا جماعة صرنا ببلد كل شي فيه محسوب بالدولار... حتى الكوساية والبندورة والبقدونس!
يعني مو بس الموبايلات والسيارات والقطع المستوردة... لأ... حتى الإنتاج المحلي يلي طالع من أرضنا وعرق فلاحينا ما عاد ينحسب بالليرة.
بتروح عالسوق بتسأل البياع: قديش الكيلو؟ بيقلّك: «هالأسعار طالعة عالدولار... شو بدنا نعمل؟».
طيب يا أخي... إذا الدولار طلع بتغلي السعر... بس إذا نزل ليش الأسعار ما بترجع؟!
بيكون الدولار نزل ١٠٪... بس الأسعار بتضل محلها... وإذا نزل أكتر... بيضحكوا علينا بنزلة خجولة بكم ليرة... يعني كأنن عم يتصدّقوا عالناس.
المشكلة مو بس بالدولرة... المشكلة إنو المواطن السوري صار يعيش تجربة اقتصادية قاسية بدون ما يدرس اقتصاد، بيعرفها بنزلتو عالسوق... بمعاشو آخر الشهر... بفاتورة الكهربا والماء والغاز... صار يعرف معنى التضخم مو من الكتب... بس من صحن الأكل الفاضي... من البراد الخالي... من اللحم يلي صار مثل الذهب.
والأمرّ من هيك إنو السوق «محرر» يعني متروك على الله... لا رقابة... لا تسعير لا محاسبة، والدولة بتعمل حالها ما بتشوف.
التجار صاروا هنن الدولة... بيحددوا السعر متل ما بدهن... والمواطن مسكين... محشور بين الحاجة وبين الجشع.
لك إذا ما اشتريت بتجوع... وإذا اشتريت بتدفع دم قلبك.
والناس... لك والله ما عاد في عندها قدرة... الكل عم يخفّض استهلاك للحدود الدنيا... نص كيلو بدل الكيلو... بيضة بدل الصحن... فنجان زيت بدل التنكة... الترشيـد صار ضرورة مفروضة فرض مو اختيار.
حتى الخضرة يلي كانت تُعتبر أكل الفقير... صارت حلم عند كتير عالم.
يعني عن جد صرنا ببلد الغريب فيه بيموت من الغلاء... وأهل البلد بيموتوا من الفقر.
لك ولاد العالم عم تكبر بلا بروتين... بلا فيتامينات... بلا أمل.
والناس صارت تضحك مرارة... تقول شو ناقصنا؟ ناقصنا نشتري الهوا كمان بالدولار
يا ترى لحد إمتى بدها تضل هالمهزلة؟
إمتى في حدا رح يحاسب؟
ولا متل العادة... المواطن هو يلي بينداس... والتاجر بيبقى فوق... والدولة غايبة متل العادة؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1242