إيمان الذياب
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يفتح السوريون عيونهم يوماً بعد آخر على صدمة جديدة، أو خيبة جديدة كما يحلو للبعض تسميتها، قرارات عجيبة، تمس صميم حياتهم اليومية المباشرة، لم يأخذ أحد رأيهم بها، ومع ذلك يأملون أن يكون بها شيء لمصلحتهم بعد تجربة مريرة وطويلة، لكنها في الواقع ليست كذلك.
في مقارنة صغيرة بين قرارات أصحاب القرار في السلطة الحالية، وما كان يحدث سابقاً قبل السقوط، ثمة تشابه واضح من جهة أن القرارات تصدر دون العودة إلى رأي الشعب السوري أو استفتائه حتى بقضايا مصيرية تشكل أساساً لما ستكون عليه بنية وشكل الدولة السورية في حاضرها ومستقبلها، وبنية هويتها الوطنية أيضاً.
أكدت صحيفة يديعوت أحرنوت «الإسرائيلية» أن خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة الذي استمر 41 دقيقة تصدر عناوين الصحف العالمية ليس بسبب محتواه، بل بسبب الانسحاب الجماعي الذي سبقه للعديد من الوفود تجاوز 77 وفداً حسب الصحيفة.
ثمة تحولات عميقة وواسعة في الرأي العام العالمي حول ما يجري في العالم، ومنها منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد، فلسطين وقضيتها العادلة، بدأت تظهر بوضوح خلال الفترة القصيرة السابقة، وطالت مجالات عديدة ومختلفة ومن أبرزها الصناعة الثقافية.
ثمة حروب كثيرة تخاض دون مواجهات عسكرية مباشرة، حروب هادئة أو صاخبة وقد تبدو في ظاهرها ثانوية ولكنها أكثر عمقاً في أثرها.
يتعامل البعض مع أساليب وسلوكيات الإجرام والوحشية كالقتل والتدمير والتجويع...إلخ، التي تُمارس ضد غزة وأهلها وناسها على أنها نتائج وآثار جانبية للحرب القائمة ضدها، ولكنها ليست كذلك.
«إن إنتاج المعرفة فعل سياسي بامتياز، وإن الأكاديميين ليسوا بمعزل عن الواقع الاجتماعي، كما أنّ مفهومي حرية التعبير والحوار لا يمكن فصلهما عن علاقات القوة البنيوية، ولا استخدامهما لتبرير إشراك مؤسسات وأصوات متورطة في عنف الدولة الممنهج والجماعي».
«نحبها هذي البلاد، نحبها كما هي، بعجزها، وجرحها، نحبها لأنها قلعتنا الأخيرة»، ولأننا نحبها نريدها حرة وكريمة...
لم يعد جيل اليوم يتغذى من النشرات الإخبارية، كما في السابق، بل من المنصات الفورية، والبثوث الحية واللقطات غير المنقّحة لشهادات مباشرة.
مازال البعض يقيس الأمور وفقاً للأحداث التي تحكم دائرته الصغيرة، بينما العالم كله يتغير وتغييره ما هو إلا تعبير عن صراع بين مصالح قوى معينة تأخذ أسماءً وأشكالاً ومواقع مختلفة.