يسار صالح

يسار صالح

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

«سـوبـر أمـيركـان»

«ضاع عالمنا في دوامة من الخراب، قتلة قساة من كل مكان يعيثون في الأرض دماراً ويقتلون الأبرياء من الناس، كان لابد من عمل ما، لابد من بطل عظيم يضرب بقبضته الحازمة لينهي كل تلك الشرور، لابد أن تحيا قيم العدل والحرية من جديد على يد أبطال قادرين على تحمل عبء تلك المسؤولية، انظروا.. من هذا؟!.. أجل .. إنه «ديفيد باتريوس».. أو «الملك ديفيد» كما يحب أن تناديه جموع المظلومين أثناء حملته التحريرية الأخيرة في العراق الرازح تحت رصاص الأشرار، لقد أحبه الجميع هناك، وأخلصت له وحدات جنده حتى تحقيق الانتصار، لقد آمن الجميع بأنه لم يأت إلى العراق ليقاتل، إنه هناك لمساعدة أولئك الناس..»!!!

«اللعب» مع الإرهابيين

تعد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مطبخ الشرور الأشهر في تاريخ العالم المعاصر، فقد تفتق من عقول روادها العديد من الأفكار والتطبيقات العملية لمبادئ السيطرة النفسية والاعتداء الممنهج على العقول والقلوب

«بصراحة.. الحقيقة المرة»

بهذه الكلمات، افتتحت صحيفة «تايمز – إسرائيل» إحدى مقالاتها منذ يومين، وتابعت تفتخر بنيّة مجمع الأفلام الأكبر والأشهر في العالم لتصوير فيلم خاص على الأراضي الإسرائيلية، وأعلنت بأن الإسرائيليين ومن يدعمهم حول العالم قد انتظروا طويلاً لكي ينهض أحد ما ويتكلم عنهم، وهاهي كبريات شركات الإنتاج الهوليودية قد أعطت الضوء الأخضر لتصوير فيلم يدعي «القدس 67» ،أو كما يقول الإعلان: «أورشليم 67»،لتبدأ موجة كاسحة من الترحيب والثناء داخل الكيان وخارجه، وليأتي هذا الفيلم في أحرج الأوقات بالنسبة لصورة الإسرائيلي حول العالم، إنه محاولة جديدة لتشويه الحقائق عن طريق دعوة الجميع لمشاهدة قصة حرب الأيام الستة في العام 1967، لكن من وجهة نظر الإسرائيليين وبمباركة ودعم فني ومادي أمريكي هذه المرة! 

إنقاذ المجند رايان.. والتاريخ..

بدأت الأمواج تضرب أطراف البوارج بعنف، لقد اقتربت القوات الأمريكية على شواطئ النورماندي الفرنسية، كان ذلك في السادس من حزيران من العام 1944، يظهر العلم الأمريكي وهو يهتز بعنف على مقدمة السفينة التي تحمل مجموعة صغيرة من الجنود، يرتجف القليل منهم من البرد والكثير منهم من الرعب، إنها المشاركة الأولى لهم في حرب عالمية اشتعلت في كل مكان وحصدت الملايين من الأرواح، يعلم الجميع بأن الرشاشات الألمانية ستنتظرهم بقسوة على الشاطئ، وستحصد منهم العشرات في ثوان، تبدو اللعبة لعبة حظ ومهارة في تفادي الرصاص المجنون، قلة منهم فقط ستعود وتروي الحكاية للأولاد والأحفاد، حكايات عن «البطولة» و«الشرف» أدت في النهاية إلى استسلام «الأشرار» ودحرهم إلى غير رجعة..!

هيا.. هيا.. برازيل..

اقترب الموعد، حان وقت التحضيرات، بدأت الأعلام بتزيين الشوارع والمنازل، إنه الحدث الذي ينتظره العالم أجمع كل أربع سنين، أعلن الكثير من رواد الشبكات الافتراضية أيضاُ عن «ولاءاتهم» الجديدة للمنتخبات المشاركة، ووضع الكثير منهم خططاً محكمة للمتابعة والتشجيع كي لا تضيع أية لحظة من لحظات هذا الحدث العالمي الجامع، بدأت الشاشات تتابع تحضيرات أمهر اللاعبين وتوقعات أشهر المدربين، فالحدث هذه السنة مميز للغاية، إنه على أرض البرازيل، البلد الذي نعلم جميعاً أنه يعشق الكرة، يتنفس الكرة، يعيش و يموت من أجلها..يا للمصادفة ، قد يموت من أجلها حقاً هذه السنة..!

«بحلم»..

«بحلم بيوم أشوف الدروب مفيهاش دموع أحزان .. بحلم بيوم أشوف بكرة بيزرع ضحكة للإنسان..  بحلم بيوم تشوف عنيا فرحة قلوب الصابرين.. و أشوف الحيارى في طريق الأمل ماشيين.. وأشوف اللي هاجر راجع هنا لمكانه.. وأشوف اللي يائس جفت دموع أحزانه.. أحلم بيوم أشوف الدنيا نور على كل البشر.. وأشوف سما م يغبشي عنها قمر..»

«الزنوج».. والعنصرية العصرية

جلست «جاين» في مقعدها المفضل، لتتناول الغداء، في المطعم القريب جداً من عملها في مكتب بريد بلدة “ولفبورو” الصغيرة في ولاية “نيوهامبشير” الأمريكية، وضع الطعام على الطاولة وهمت بتناول وجبتها، عندما دخل مفوض الشرطة في البلدة «روبرت كوبلاند» إلى المكان، رفع قبعته محيياً «جاين» بابتسامة، ثم جلس على طاولة قريبة

«كولومبوس».. أهلا بك في ديارنا..

أعلنت نجوم الليل الصافية إنتهاء الأسبوع الخامس من رحلته المضنية هذه، رفع رأسه نحو السماء وحدق في بهاء القمر الذي ظل ينير دربه طوال ذلك الوقت، أحس بأنه اقترب من هدفه، وسرعان ما وافقت عيناه قلبه، إنها كتلة معتمة تظهر من بين الضباب لتحتل الأفق للمرة الأولى، «اليابسة!» صرخ البحارة المنهكون بأعلى صوتهم وتدفقوا إلى أطراف السفينة على عجل لإلقاء النظرة الأولى على الأرض الموعودة، أرض الخيرات والغنائم بعد أيام طويلة على هذه السفينة.

قرطاج الجديدة.. وأصوات الحرية

نهض الصحفيون من على مقاعدهم، كان انتظاراً طويلاً في هذه الصالة المكيفة وسط الصحراء، اعتلى الجنرال «مارك كيميت» المنصة، ابتسم للصحفيين المرهقين ثم بلل شفتيه بكأس من الماء المثلج، كان هذا قبل عشر سنين بالتمام والكمال، ما زال الاجتياح الأمريكي للعراق حديث العهد، وما زالت الصحافة العالمية تتابع عن كثب التفاصيل اليومية لـ«نشر الديمقراطية» هناك

«علقوا المشانق»..!

«إن الشعور الوحيد الذي يمكن أن يتملك عقل أحدنا حول أي حدث لم يشهده بعينه، هو الشعور النابع من تصوره الشخصي عن الحدث ذاته، لذا، ليس من الغريب أن نقول بأن البشر يستجيبون لصور الخيال بقوة وفعالية كما تفعل الحقيقة والواقع، إن تمت تهيئة الظروف الملائمة لذلك» هي كلمات للكاتب الأمريكي «والتر ليبمان» ذكرها في كتابه الشهير «الرأي العام»