عرض العناصر حسب علامة : الشعر

شعراء الجزيرة السورية يتحدثون: كأن قدرهم أن يكتبوا ويشاكسوا الدورة الحبرية في رئاتهم

كأن قدر هؤلاء رسم خريطة الوجع، نقاطاً متناثرة من المعنى تلك المساحة المعنية بهم (الشمال الشرقي) بأبهته، ثمة ما يكثف المتناثر، والمنهوب، والمستلب، في عميم التوتر، خالقاً قلقاً فريداً، وسؤالاً كأنه الأخير في رفد المشهد بشخوص آخرين بينما المكان هو المكان، الملاذ الآمن لحزن أكبر، ولوطن كلما صغر اتسعت حدقة عينه لتسع المشهد، المترامي، البعيد، الأنين والرنين الذي تتركه الحكايات، حكايات العشق، والموت، والسفر والحنين/ المدخل الذي يعيد بعض ذواتنا المتهالكة إلى صوابها ـ بعض شعراء المكان (الجزيرة) ونقول بعض، لأنه كثر وجميلون أكثر مما ينبغي، يكفيهم أن يتحدثوا بصدق، حتى يأتي الكلام، قصيدةً بحساسية موغلة في الأثر والشيء الغائب:

مرثية إلى.. الرفيق هشام

رفاق الدرب أدمعهم سجام

و في الأحشاء نيران ضرام

و آهات تزيد القلب حزناً

و تنهيد لفقدك يا هشام

فهل تجدي دموع العين نفعاً

و يرجع ميتاً حزن عرام

فلا أرثيك من عيني دمعاً

و لكن في مراثي السلام

عظيماً كنت في الإخلاص شهماً

عظيماً في مماتك لا تلام

عظيماً في وفائك مستنيراً

بفكر الحزب لا تغوى الكرام

عظيماً في نضالك تستقيه

مهمات و أعباء جسام

فإني لا أراك الدهر ميتاً

ففي الموت انتهاء و انعدام

و لكن في ضمير الحزب حياً

و لن يقو على الفكر الحمام

ستبقى يا رفيق الدرب رمزاً

ينير الدرب إن عم الظلام

يراعك صفحة الإيمان أغنى

تراثاً يرتقي فيه الكلام

أيا شيخ ترجل و استراحت

مطاياه و لم ينب الحسام

سعيت لوحدة تبني و تفضي

إلى حزب يكلله احترام

إلى حزب بماض زاد قدراً

فلا خلف يكون و لا انقسام

سقى قبراً حواك الله غيثاً

بجنات الخلود لك المقام 

■  سمير اسحاق

لقمان ديركي في باريس

يشارك الشاعر السوري لقمان ديركي في بينالي الشعر العالمي الذي تنظمه المجلة الفرنسية (الحركة الشعرية)، مرة كل سنتين، بإشراف الشاعر الفرنسي جان بيير بالب.

النوايا الحسنة لا تصنع شعراً!! (قلب من ورق الخُرْشوف)

تنتمي مجموعة (قلب من ورقِ الخُرْشُوف) إلى اتجاه أدبي بدأ ينتشر، وينظّر له منذ الربع الاخير من القرن العشرين في الأدب العربي، هو اتجاه يمكنُ أنْ أُسَميه بشعر البداهة، أو بالاتجاه العفويّ في الشعر، ذاك الاتجاه الذي ينزع نحو الجزئي واليومي، واللغة المتداولة على الأفواه، أي ذاك الأدب الذي يتجه مباشرة نحو المتلقي دون رتوشٍ أو تصنّعات لغوية غائرة، وهو الشعر الذي يمثله في الأدب العالمي بول فاليري الذي أطلق عليه تسمية (بذور الواقع). ويمثله من جيل الرواد في الشعر العربي نزار قباني.

زخارف في سفر الذكريات إلى هشام الباكير

يا باسم الثغر

ذي ذكرياتي كيف أتلوها عليك

أخشاك مشدوها أهان بمقلتيك

أأقول: إني بائس في معمع القهر؟

ومسيّر أنقاد عبر طلاسم السفر

أأمد أحزاني إليك؟!

وأراك لا تدري!!

يا باسم الثغر

يا واثق الخطو

قدماي قادتاني.. أبوء ببابك

أأدقه؟ أرجو اجتراء جوابك

وأهم أن أنوي

لكن، إذا سافرت خلف سرابك

وحججت نحو حجابك

أتمد لي جفنا، يداً تأوي

وتجيب لي الدعوات لا تلوي..

وأنا الذي أجثو على أعتابك

متعطشاً حتى سماع عتابك

متبتلا أملاً لذوق عذابك

ولحرمة الملكوت فيك أحاذي

لو جئت نحوك حائر الحبو

ودنوت منك وعنفوان فرائضي يذوي

ومتاه آثامي ورائي مظلم متشابك

وأمامي الأيام فيك ملاذي

أتردني. ندم المنى , متفتت الأملاذ

وأنا الذي لبى نداء شبابك

«لبيك».. لا عزاء يجوز لطالب العفو

«لبيك».. لا عطفا يفيض لمنكر الحنو..

ضىء لي فضائي من غموض ضبابك

وإلي أومئ من سمو سحابك

لأطير شوقا قبل أن أهوي

يا واثق الخطو..

■ هيثم فاضل

الشاعر الخارج من البئر النازل إلى الغوايات محمد المطرود: حين أقرأ قصيدة لا يهمني عمر قائلها

يعتبر محمد المطرود أحد شعراء قصيدة النثر المهمين في سورية ، مشغول بالشعر ، ويعول عليه ، ويكتبه بحساسية عالية ، ودائماً يتحدث عن قصيدة مثقفة ، وإن تكن متعبة ، فهي تهذب ذائقة المتلقي في حوارنا معه تناولنا جوانب من  حياته، وأرائه في الشعر  والكتابة.

الشّاعر عابد إسماعيل: لا شيء ينقذ عالمنا سوى الفن

تتعدد اهتمامات عابد إسماعيل فهو شاعر ومترجم وناقد وإعلامي. وبين كلّ هذه الأشياء يبقى الشعر عمله الأساسي فهو أصدر خمس مجموعات منها «ساعة رمل»،«لمع سراب»، إضافة إلى العديد من الترجمات الشعرية المختلفة وحضوره الدائم كمتابع للحركة الشعرية العربية. قصيدته مزيج من الأحلام والمرئيات التي توائم بين ما هو داخلي وخارجي.

ربّما! رشا عمران

تجالس وحدتها على منصات ملأى بالآخرين، ولا أحد، هكذا تتخيل نفسها وإلا لم تغني؟ ولم تدندن ألحانها كشخص وحيد في غرفة؟ السبب الأكيد حمّى الشعر، وهذه أكثر ما تتجلى في الشاعرات، فهن الأقدر على أخذه للبعيد.. البعيد، حتى يتهيأ للواحد أنّ أورفيوس أنثى الآن.

ملتقى الرسم الدولي الأول في سورية.. «قصائد الفن التشكيلي»: كيف يصبح القارئ مشاهداً

كيف يتمكن اللا مرئي في الشعر من رونق مرئي؟ كيف تتحول القصيدة إلى عمل تصويري يتماهى فيه اللون والخط والكتلة والفراغ مع الصور الشعرية؟ كيف يصبح القارئ مشاهداً؟ كيف نتنقل من القراءة إلى البصر؟

مهرجان القامشلي الشعري بغياب شعرائها!

 كثيراً ما حاولت أن أتجاهل المهرجان الشعري الذي يتم في مدينة القامشلي مسقط القصائد والحبّ والحلم، والذي بات يتوجّه- بأسف- في غير ذلك المنحى الذي أراده له المبدعون الذين أطلقوه، وفي طليعتهم الشعراء الجميلون د. أديب محمد، محمد المطرود، أحمد حيدر،  وربّما آخرون لا تحضرني أسماؤهم، وكان اسمي شخصياً أوّل من يشطب عليه، ولا يزال، ممن يتحكمون به، من وراء الكواليس، ومن ضمنها، ومن أمامها، مع إن هذا المهرجان أصبح في عامه الرابع، ولأحدّد هذه الجهة تماماً : مديرية الثقافة في الحسكة، والتي يديرها زميل لنا شاعر، وهو من تدخّل في السنة الماضية لشطب اسمي شخصياً، كي تصل الأمور في هذا العام إلى درجة تغييب أسماء بعض مؤسسي المهرجان، والمشاركين فيه خلال الأعوام السابقة، و كنت حين سمعت بما قام به ذلك الشاعر، آنذاك، والذي يستخدم سلطة كرسيه،  فحسب، بعيداً عن روح الشاعر المفترضة فيه، أطلقت قهقهة مدوية، قائلاً : ثمة وسام حصلت عليه،  وهو أن أكون الوحيد الذي يستبعد- بشكل مقصود- من المشاركة في فعاليات مهرجان شعري في مدينة، كنت- كما أزعم - من أوائل الذين خدموها، وخدموا الكلمة والشعر والشعراء فيها، بيد إنه – هيهات- لأحد في عصر الثورة المعلوماتية، أن يطفىء موهبة، ويسكت قلماً، حيث باتت كل الرّقابات التي تريد تكميم الأفواه، وحرق الكتب تسقط متهاوية، ولاسيما إنه صار في مكنة أي مبدع الدعوة إلى أمسية شعرية له، وهو في بيته، يحضرها محبو الكلمة، على امتداد خريطة العالم! حقّا ً، لا أريد أن أقترب من شخص مدير الثقافة، على اعتباره أحد الذين كنا نكتب الشعر في منطقة الجزيرة، قبل ربع قرن من الزمان، وأكثر، كلّ بإمكاناته، وحسب طريقته، ورؤاه، وها نحن الآن في جمعية واحدة للشعر في اتحاد الكتاب العرب، وإن قصتي مع هذا الزميل، أترفّع عن الخوض في تفاصيلها، بل فقط أكتفي بالإشارة إلى إنه سبق وإن ألغى أكثر من أمسية لي في مركزي الحسكة والقامشلي، منذ توليه إدارة الثقافة في محافظة الحسكة، كي يعيد استنساخ تلك الممارسة التي تمّت ضدّي في العام 1986، بعيد طباعة مجموعتي الأولى «للعشق للقبرات والمسافة»،  واستمرّت لأكثر من عشرة أعوام،كي تنتهي- شكلياً- مع قبولي بعد طول اضطهاد في اتحاد الكتاب العرب.