الإصدار الخاص من قاسيون: الطائفية دائماً قناعٌ لشيء آخر stars
صدر بتاريخ 08-أيار-2025 الإصدار الخاص من جريدة قاسيون وفيه المقالات التالية:
صدر بتاريخ 08-أيار-2025 الإصدار الخاص من جريدة قاسيون وفيه المقالات التالية:
يمكن لمن يدرس الصراعات الطائفية والدينية عبر التاريخ، ليس في منطقتنا فحسب، بل وفي العالم بأسره، أن يصل إلى استنتاج واضح هو أن هذه الصراعات كانت دائماً غطاءً وقناعاً لصراعات أخرى أعمق، ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية.
نقلت وكالة رويترز أنباءً عن نيّة قطرية لتمويل رواتب الموظفين المدنيين في جهاز الدولة السوري، وذكر المصدر ذاته، أن قرار الدوحة جاء بعد موافقة من الولايات المتحدة ولم يكن بالإمكان أن تخطو قطر في هذا الاتجاه دون موافقة أمريكية، ما يعيد التأكيد على فكرة بسيطة هي أنه من غير الممكن ولا المنطقي إبقاء سورية والشعب السوري رهناً للضوء الأخضر الأمريكي، والذي يمكن أن يأتي ويمكن ألا يأتي...
يكثر الحديث اليوم عن ضرورة إطلاق عملية لإعادة إعمار سورية أشبه بخطة مارشال في أوروبا، وكثيراً ما يتلقى الناس هذا بحماس مرتبط بتجربة خطة الإعمار الشهيرة في أوروبا، ما يدعونا لوضع بعض الأفكار الضرورية للتمييز وتفنيد مدى إمكانية إعادة هذه التجربة في سورية.
هدأت الأمور قليلاً في جرمانا وصحنايا والسويداء. ويمكن القول إن موجة جديدة من العنف والقتل والاقتتال والفوضى، قد مرّت، رغم أنها تركت وراءها الكثير من الضحايا والخسائر والآلام في جسد شعبٍ لم تشفَ جراحه القديمة بعد.
السعي الدائم لفهم التوازن الدولي المحيط بسورية هو مسألة أساسية وضرورية لوضع برامج سياسية قابلة للإنجاز، لكن أهمية هذا الفهم لا تلغي بحال من الأحوال ضرورة إدراك حجم الطاقات الكامنة في الداخل والتي يمكن إذا ما جرى توجيهها في المسار الصحيح أن تتحول إلى محرّك جبار يسير بنا على مسار التاريخ الصحيح، فالانطلاق من أن دورنا ينحصر بمراقبة ما يجري حولنا من شأنه أن يدخلنا مجدداً في حالة من الركود والانتظار، فإذا ما قيمّنا الشهور القليلة الماضية يمكننا القول إن قوى الداخل أدّت دوراً أساسياً في لجم الفوضى وكانت تجمعات محلية في المناطق والأحياء والمدن تنزع فتيل التفجير المحدق بنا، فمئات البيانات التي صدرت لم تكن مجرّد أوراق بل عكست نشاطاً داخل المجتمع لم يجد بعد أشكالاً أخرى للتعبير عن ذاته، ولكن الواقع يثبت أن قوى واسعة في المجتمع السوري تعمل ليلاً نهاراً على بناء التوافقات وتستند في ذلك إلى رصيد كبير يعود في جذوره إلى نشوء سورية التي نعرفها اليوم، وإن كان هذا الإرث الكبير قد جرى تهميشه لعقود، فإنه عاد اليوم بقوة ليس فقط عبر استحضار للماضي بل كمحاولة جادة لإعادة إنتاج تجربة تاريخية طويلة يرى فيها السوريون طريقاً للخلاص.
تمارس فئات وعناصر رسمية أو شبه رسمية، تغولاً متزايداً على حريات الناس وكراماتهم، وفي مناطق متعددة من البلاد، وكل ذلك باسم «الدين»؛ ابتداءً من التضييق على النساء، ومروراً بمحاولات صياغة «الأخلاق العامة» انطلاقاً من تفكير محدد ضيق يعيد إلى الذاكرة المشاهد التي رافقت سيطرة داعش على الرقة وغيرها من المناطق السورية. وترى هذه الفئات في عموم الشعب السوري، بكل طوائفه ومذاهبه وأديانه ومعتقداته، شعباً ضالاً جاهلياً ينبغي إعادته إلى «جادة الصواب» ليس بالدعوة فحسب، بل وبالقسر، وبالعصا، وبقوة السلاح!
في سورية اليوم، لم يعد المرض وحده الخطر الأكبر على حياة الناس، بل أصبحت كلفة العلاج نفسها قاتلة.
في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الخضار والفواكه بشكل غير مسبوق في الأسواق السورية، تتزايد شكوى المواطنين من حالة الغلاء التي باتت تطال حتى أكثر المواد بساطة واعتيادية في البيوت السورية.