عرض العناصر حسب علامة : افتتاحية قاسيون

التنازلات المطلوبة هي للشعب السوري

كلما تسارعت تحضيرات اجتماعات موسكو التشاورية المزمع عقدها في أواخر الشهر الأول من العام المقبل، ازداد عويل المتشددين من كل حدب وصوب ضمن سعيهم إلى إفشال تلك الاجتماعات عبر جملة من المقولات والادعاءات التي يقومون بتأليفها كل يوم انسجاماً مع رغباتهم المتهاوية، ناسبين إياها للروسي تارة، وللأمريكي تارة أخرى..! غير أن أصواتهم تلك يضعف تأثيرها أكثر فأكثر كلما اقترب الموعد..

إعاقة الحل.. رفع مجاني لدور الخارج..!

تتراكم المؤشرات التي تدل على تقدم الجهد الروسي الساعي لإعادة إحياء مسار الحل السياسي في سورية، وتصريح السيد حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني الذي ثبّت موقف بلاده الداعم للجهد الروسي ليس آخر تلك المؤشرات. هنالك أيضاً إشارات دبلوماسية متعددة تتحدث عن تلمسها بدايات تحول في الموقف التركي. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ إعلان واشنطن والغرب موافقتهم على الجهود الروسية، بدأ بالتحول نحو محاولة التكيف عبر البحث عن مكان في هذا الجهد، وذلك عبر تنشيط دورها المفترض كوسيط دولي وكأحد «الرعاة» الدوليين، وسواء كان نشاطها في إطار إنجاح الجهد الروسي أو إعاقته وتفخيخه، فإنّه يشير إلى جدية الجهد الروسي واحتمالات نجاحه العالية التي تضطر واشنطن إلى العمل لتكون جزءاً منه، بشكل أو بآخر.

التحضيرات الروسية والمسؤولية الوطنية

تتوالى التصريحات والتحركات الروسية التي تبشر بقيام جهود جدية جديدة تهدف إلى إحياء مسار الحل السياسي في سورية، ضمن مؤسسة جنيف وقاعدته، بهدف أول يتمثل في وقف نزيف الدماء ووضع حد للكارثة الإنسانية التي تستمر وتتعمق مع اقتراب الأزمة السورية من إنهاء عامها الرابع، وهي تزداد تدميراً ودموية وتهديداً لبقاء سورية موحدة أرضاً وشعباً مع كل يوم جديد من أيامها.

الحل السياسي.. موضوعياً وذاتياً

بعيداً عن تلك القراءات والتحليلات والمواقف التي لا تزال أسيرة مقولات «القرن الأمريكي الجديد» و«الانتصار النهائي للرأسمالية» و«أحادية القطب الأمريكي»، فإن معطيات السنوات الأخيرة الماضية، التي يبرز فيها اتساع مروحة النشاط الإطفائي الروسي لبؤر التوتر والتوتير أمريكية المصدر، من أوكرانيا وحتى قلب أفريقيا، تثبت مجدداً حقيقة أن التراجع الأمريكي مستمر، بغض النظر عن الهجمات المعاكسة التي تشنها واشنطن بلبوس وأشكال مختلفة في ساحات

مضمون الحل السياسي

تسود اللوحتين السياسية والإعلامية المحلية والعربية وحتى الدولية، جملة متناقضة من التفسيرات والتحليلات المتعلقة بالتطورات الدبلوماسية الأخيرة للأزمة السورية. وعلى الرغم من التناقضات العديدة في تلك التفسيرات إلا أنّها تقر جميعها بانفتاح الأفق مجدداً أمام عودة مسار الحل السياسي في سورية، الأمر الذي يعني ضمناً أنّ التلاعب الإعلامي بالتسميات والآجال وغيرها من القضايا الشكلية ليست إلا محاولة للتشويش على الحل، وهي تعكس آمال أطراف لا تريد التخلي عن مقولات «الحسم» و«الإسقاط»، وهي المحاولات التي سرعان ما ستذهب أدراج الرياح مع التقدم باتجاه الحل.

ضرورات الحل السياسي

يتكثف في هذه الأيام، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية المختلفة، الحراك الدبلوماسي المتعلق بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. ويبرز الجهد الروسي في هذا الحراك، الذي بدأت بعض تفاصيل عناوينه وتحضيراته بالظهور إلى العلن مؤخراً، يبرز قابضاً على زمام المبادرة بالتدريج، مما يعكس التغيير التراكمي البطيء الجاري في ميزان القوى الدولي في السنوات الأخيرة. ومما لا شك فيه أنّ التحضيرات استغرقت فترة طويلة، وشملت أطرافاً متعددة دولية وإقليمية، قبل أن يجري تداولها. ويمكن استنتاج ذلك من طريقة العمل الروسية الهادئة ولكن الدؤوبة باتجاه واحد طوال عمر الأزمة هو اتجاه الحل السياسي، وكذلك من جملة المؤشرات وردود الأفعال التي تؤكد جدّية تلك التحضيرات، ما يعني أننا أمام فرصة هامة لإخراج البلاد من الكارثة، فرصة لا يجوز ولا يحق لأي كان إضاعتها.

المهمة الأساسية

تتسارع منذ فترة وتيرة الجهود المبذولة لإحياء مسار الحل السياسي في سورية عبر إنعاش مسار (جنيف). وتأتي هذه التحضيرات- التي تشكل مدخلاً هاماً للعودة نحو الحل السياسي- لتعبر عن الجهد الذي يبذله أصدقاء سورية من جهة، ولتعبر من جهة أخرى عن إجمالي الخسائر التي تلقتها «واشنطن» منذ ما بعد «جنيف-2» وبخاصة تعثر كل من أداتها المستحدثة «داعش» و«تحالفها»، إضافة إلى جملة التراجعات والأزمات الاقتصادية التي تعيشها،

في مواجهة مخططات التفتيت..!

تعمل «واشنطن» بشكل ممنهج على رفع مستمر لسوية التصعيد والتفجير في مختلف المناطق المشتعلة على المستوى العالمي، كما تشتغل على توسيع متواتر لنقاط الاشتعال. يبرز في هذا السياق ارتفاع توتر الأوضاع مؤخراً في كل من لبنان واليمن وليبيا وأوكرانيا تزامناً مع محاولات تعقيد الملف المصري وغيره من الملفات.

فرصة جديدة تلوح في الأفق!

تصاعد النشاط الدبلوماسي خلال الأسبوع الماضي باتجاه إعادة فتح ملف الحل السياسي في سورية، وتناقلت وسائل الإعلام أحاديث مختلفة عن مبادرة روسية بهذا الصدد.
وإن كان طريق الحل السياسي ليس غريباً عن النهج الروسي، فإنّ توقيت العمل على إعادة الملف إلى الطاولة مجدداً، يحمل أهمية خاصة، ينبغي الوقوف عندها واستثمارها من وجهة نظر المصلحة الوطنية السورية. إذ أن إعادة طرح ملف الحل السياسي للأزمة

لماذا «عين العرب - كوباني»؟

تتذمر أطراف مختلفة، سراً وعلناً، من الاهتمام الإعلامي والسياسي الكبير الذي حازته وتحوزه معركة «عين العرب- كوباني» في وجه «داعش»، ومن بين آخر المنضمين لجوقة المتذمرين أردوغان الذي صرّح بـ«عدم فهمه لسبب هذا التركيز»! وبما أنّ الشأن الإعلامي لا ينفصل نهائياً عن الشأن السياسي، فإنّ جملة من الاستنتاجات والدروس يمكن بناؤها على طريقة تغطية معركة «عين العرب- كوباني» إعلامياً، وعلى المعركة نفسها ضمناً، ويمكن في هذا السياق الحديث عن موجتين من التركيز الإعلامي على «عين