علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تشهد الفصائل الفلسطينية تحركات ولقاءات كان آخرها الاجتماع الذي عقد في مقر منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله، وكان حضور ممثلين عن «حماس» و«الجهاد الإسلامي» سبباً كافياً لتتوجه الأنظار إلى هذا الاجتماع الذي سيناقش «تعزيز الموقف الوطني الرافض للضم والتطبيع»، ويضاف إلى ذلك تحركات روسية جديدة والإعلان عن اتصالات مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، فماذا يمكن أن ينتج عن هذه التحركات؟
تكثر التصريحات الرسمية الروسية حول ضرورة العمل على إيجاد صغية لخفض التوتر المقلق في منطقة الخليج، ويكاد لا يفوّت الدبلوماسيون الروس أية فرصة للحديث عن المبادرة الروسية، التي تدعو لعقد اجتماع للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى إيران وألمانيا لمناقشة مستقبل الخليج والآليات التي من شأنها تخفيض حدة التوتر القائمة منذ عقود، فما الذي يجري فعلياً في هذا الملف؟
جرى إعداد هذه المادة بتاريخ 20 آب وكانت الخطوات الأمريكية لإعادة فرض العقوبات على إيران مستمرة ولا تزل تفاعلات النشاط الأمريكي جارية حتى اللحظة، وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية لم تأخذ خطوات ملموسة في اتجاه مغاير إلا أن تصريحات ملفتة للرئيس الأمريكي قالها في 21 آب تؤكد الاستنتاجات المذكورة في مادتنا هذه.
هل من الممكن اليوم الحديث عن عودة التاريخ إلى الوراء، إلى أيام الدولة العثمانية؟ وإذا كان الواقع يثبت استحالة ذلك، فإنه يضع أمامنا بالمقابل أسئلة حول شكل المستقبل القادم.
لم يكن الإعلان عن تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني مفاجئاً، وخصوصاً أن أحداً لم ير موقفاً خليجياً يدعم حقاً القضية الفلسطينية، أو سلوكاً يقف في وجه المشاريع الأمريكية في المنطقة، لكن كون الحدث متوقعاً لا يعني أنه عادي ويجب أن يمر دون موقفٍ منه، أو محاولة لفهم هذه الخطوة وتوقيتها.
لم يكن مستغرباً أن تفشل الولايات المتحدة في تمديد قرار حظر توريد السلاح إلى إيران، فالموقف من إيران اختلف كثيراً منذ بدأت الأمم المتحدة فرض العقوبات عام 2006، لكن ما جرى في مجلس الأمن لا يعكس فقط تبدل الموقف من إيران، بل يعكس أولاً رغبة المجتمع الدولي بتنفيذ اتفاق إيران النووي في لوزان 2015، ويعكس قبل كل شيء وزناً أمريكياً منخفضاً وعزلة لم تُشهد من قبل.
يرى البعض مبالغة في تشبيه ما جرى في بيروت في 4 آب، بما جرى في هيروشيما وناغازاكي في 6 و 9 آب قبل 75 عاماً، ولكن وعلى الرغم من أن حجم الدمار والضحايا الذي فاق عددهم 220 ألفاً في المدينتين اليابانيتين لا يقارن مع ما جرى في لبنان، إلا أنّ للحدث وزناً كبير اً لا يمكن قياسه بحجم الدمار والضحايا.
تشكل الأحداث التي تجري في البحر المتوسط نسبة لا بأس بها من مجمل الأخبار العالمية، فهو عقدة تتشابك في مياهه مجموعة من النزاعات، وفي الوقت الذي يجري الحديث عن آفاق جديدة لحل الأزمة الليبية، نسمع تصريحات رسمية من تركيا واليونان وقبرص عن احتمالات لمفاوضات على أمل تخفيض درجة التوتر بين هذه البلدان.
مع اشتداد المظاهرات داخل الكيان الصهيوني، والتي وصلت يوم السبت 25 تموز لتشمل 250 نقطة احتجاج في مناطق متنوعة، لم يعد من السهل التنبؤ بالآثار التي تنتج وستنتج عن هذا الوضع الدخلي في الأيام القادمة، لكن ما لا شك فيه، أن هذه الاحتجاجات تعبيرٌ عن عدم قدرة المنظومة السياسية الحاكمة على حلّ أيٍ من التحديات القائمة أمامهم اليوم.
يزداد التوتر الأمريكي الصيني بشكل متسارع، ولا ترى أمريكا مخرجاً من هذا المأزق، لا عبر تسخين هذه الحرب، لما يحمله من مخاطر تهدد الكوكب كله، ولا في الاستمرار في هذا النهج غير مضمون النتائج أيضاً، الذي قد يجرّ إلى نتائج عكسية، لكن الوضع لن يبقى على حاله بكل تأكيد، فكيف يمكن النظر إلى السنوات القادمة؟