دمشق - القامشلي: (رحلة الألف حاجز)
تستغرق الرحلة الطويلة من دمشق إلى القامشلي، وبالعكس، ساعات عديدة مليئة بالصعوبات والمتناقضات، وهي كفيلة بالنسبة للمواطن لأن يطرح السؤال التالي: متى ستصبح سورية قادرة على تجاوز أزمتها إلى غير رجعة؟
تستغرق الرحلة الطويلة من دمشق إلى القامشلي، وبالعكس، ساعات عديدة مليئة بالصعوبات والمتناقضات، وهي كفيلة بالنسبة للمواطن لأن يطرح السؤال التالي: متى ستصبح سورية قادرة على تجاوز أزمتها إلى غير رجعة؟
لم تنس أم أحمد موعد موسم مونة المكدوس، الذي آن أوانه في هذه الفترة من العام، برغم أنها لم تقم بالتمّون بهذه المادة الغذائية المحببة بالنسبة لها ولأفراد عائلتها، منذ عدة أعوام بسبب ارتفاع سعر مكوناتها، وكل عام تعاود حساباتها عسى ولعل تستطيع أن تقوم بهذه المهمة، لكن على ما يبدو أن هذا العام لن يكون بأحسن مما سبقه.
تعتبر المشاريع والتعهدات إحدى بوابات النهب والفساد، وخاصةً قبل انفجار الأحداث والأزمة التي مرّ عليها حوالي ثماني سنوات، نتيجة ضعف الرقابة والمحاسبة وحتى غيابها، وبسبب المحسوبيات والشراكة المباشرة وغير المباشرة، بين المتعهدين والمسؤولين، وقد استمرت وتفاقمت خلال الأزمة، والعديد منها كانت وهمية لا يعلم أحدٌ عنها شيئاً، أو ارتجالية تحت حجة الأزمة التي يتستر بها الكثيرون من الفاسدين.
تزداد خشية النازحين السوريين المقيمين في مخيم الركبان من تجدد أوجه معاناتهم مع اقتراب فصل الشتاء، خاصة مع تزايد الضغوطات الممارسة عليهم، واستمرار الاتجار بمأساتهم وكارثتهم الإنسانية من قبل من لا يرحم من القوى المحلية والإقليمية والدولية، والمنظمات التي تدَّعي الإنسانية.
لم يمض الشهر الأول من العام الدراسي إلا وتعالت الشكاوى من الواقع الذي تعانيه المدارس في حلب، لكن المذهل أن المشكلات كانت شبه عامة شملت أرجاء المدينة كافة، دون التغاضي عن خصوصية كل منطقة على حدة، وهو ما انعكس سلباً على مسيرة العملية التعليمية، وللأسف لم تجد هذه الشكاوى أذناً مصغية وخاصة أن العديد منها مستمر من العام الدراسي الماضي.
منذ انفجار الحرب والأزمة بدأت رحلات الهروب واللجوء للمواطنين السوريين في المنطقتين الشرقية والشمالية، بسبب الأعمال المسلحة، لكنها لم تكن على شكل موجات إلاّ بعد هيمنة التنظيمات التكفيرية، بدءاً من هيمنة (جبهة النصرة» في النصف الثاني من عام 2012، ثم هيمنة التنظيم الفاشي (داعش» منذ بداية عام 2013، بدءاً من محافظة الرقة، التي سقطت في الشهر الثالث منه.
تعيش محافظة الرقة ريفاً ومدينة واقعاً مريراً ومآسيَ كبيرة، سواء نتيجة تداعيات ممارسات «داعش» التكفيري قبل خروجه، وبنتيجة استمرارها مع مجيء الاحتلال الأمريكي أيضاً، حيث شملت مختلف جوانب الوجود والحياة الاجتماعية، من أمن وعمل زراعي، وواقع خدمي وصحي وتعليمي سيء.
لا يمكن لأحد اليوم تقدير كم الخسائر، المادية والمعنوية والأمنية، الواقعة على أهالي عفرين، في ظل استمرار وامتداد وجود الاحتلال التركي للمنطقة، الذي انعكس سلباً على الوضع الداخلي فيها.
بعد دحر التنظيم الإرهابي «داعش» من مدينة دير الزور وريفيها الشرقي والغربي جنوبي الفرات (الشامية) برزت عشرات آلاف المشاكل المعيشية والاجتماعية والخدمية، ومن أبرزها: تلك المتعلقة بالأحوال المدنية (النفوس).
موجة جديدة من الاستياء عبر عنها الطلاب الجامعيون على مواقع التواصل الاجتماعي، على إثر التصريحات الأخيرة لمعاون وزير التعليم العالي، ما فتح المجال لاستعادة التصريحات الشبيهة السابقة التي اعتبرها هؤلاء لا تصب بخدمة العملية التعليمية، ولا بمصلحتهم ومستقبلهم.